قصص وروايات
قصة القدر (الجزء الثاني)

القدر قصة من النوع التى تعجب عشاق قراءة القصص والروايات، حيث يوجد بها الكثير من الأحداث المتلاحقة من الذي تعجب قراء القصص، وهي الجزء الثاني من قصة القدر بقلم/ شهد كمال
القدر
-صدقيني، كل ما فعلته ليس بوسعي
صرخت بكل ما أوتيت من قوة…ماذا؟ ماذا تقول؟ ابتعد عني بعد فعلتك هذه تأتي لتقول ذلك، إذا ماذا حدث لك أسقاك أحدهم سائلا أصفر أم ماذا؟ ثم دخلت في نوبة ضحك مريرة متابعةً حديثها: أتعلم!
يجب عليّ أن أشكرك على. ما فعلته! الآن أصبحت في نظر الجميع فتاةٌ عاهرة، شكرا لك فقد كنت أحتاج لقبا جديدا
-شهد..! اهدئي
شهد بغضب: وهل بعد ما حدث هناك تطلب الهدوء، ثم دخلت أيضا بنوبة أخرى من البكاء متابعةً حديثها: ماذا أفعل؟
لقد ضاع كل شيء، مِن أين أجد من يوقظني ليخبرني أن كل ما حدث حُلُم مخيف، مِن أين أجد من يرشدني ويخبرني ما يجب عليّ فعله، مِن أين أجد من يربت على كتفي ويخبرني أن لا أقلق وأنه سيستطيع مساعدتي، أين أجد أمي لتهدئ من روعي وتخبرني أنه لا جدوى من البكاء، أين أجد أبي ليخبرني أنه لن يتركني وأنه سيثأر لي منك، أين أجد دفئ عائلتي، ورائحة قهوة أبي، ودفئ الأغنية المحببة لأمي، لِـ أين سأركض من هنا لأشعر بالأمان داخل عناقه، لكَ الحق فيما فعلته، فليس خلفي أباً يقسم أن يرتوي من دمَك، ليس خلفي أخاً يقسم أن يجعل قلبك يحترق مثل حُرقة قلبه الآن، لا داعي من النواح الآن فلن يُحدث شيئا
تمتم بحدة: أقسم لكِ شهد، أن كل ما فعلته ليس بيدي، عليكِ أن تعي ذلك
-أنا لا أصدقك ولكن لكي أثبت لك أنك كاذب؛ سأستمع إليك، هات ما عندك يا هذا
أطلق تنهيدة وقال: حسنا، سأخبرك، ولكن قبل كل هذا، عليكِ أن تصدقيني في كل حرفٍ سأتفوه به، أقسم لكِ أن كل ما سأقصه عليكِ حقيقةً وليس من نسج خيالي ثم صمت للحظات وقال: أُدعى بِمُحمدِ، من أصل صعيدي، والدي _رحمة الله عليه_ أقام في بلدتنا الثلاث عقودا الأولى من عمره وذات يومٍ نهض من فراشه وأعد أشيائه بسرعةٍ بالغة وغادر البلدة بدون رجعة، قَدِم إلى القاهرة وأقام فيها ولكن بعد مرور ست ليال من إقامته حدث شيء غريب، رأى والدي شيئا يشبه سحابةً ولكن حمراء مُدوّن عليها “لا زالت ليلى هنا” وحينها احمرّ وجهه وارتجف جسده وحينئذ رأته أمي وصرخت به أنها لم تعد تطيق الحياة معه وأنها ستفارقه آخذةً ولدها معها لكي لا يتعلم منه تلك الخرافات والجنون الذي أَلَمّ به، وبالفعل فارقت أمي أبي وذهبت بي إلى خالةً لي تعيش هنا ومكثنا معهم حتى وقتنا هذا، ولكن في تلك الفترة كان يحدث لي أشياء غريبة كنت أخفيها عن أمي لكيلا أرى منها ما رآه أبي، كرؤيتي لنفس السحابة التي زعم أبي أنه رآها في منامي وأيضا رجفة تسري في جسدي تجعلني أتطوح تارةً يمينا وأخرى يسارا حين رؤيتي لبائع الخبز الذي يعمل بالمخبز الخلفي، وأيضا خوفي اللا مبرر له من قطة الجيران، ولكن لم يكن بوسعي أن أفضي بما يحدث لأمي خوفا من ردة فعلها كما ذكرت لكِ، وذات يوم استيقظت من نومي لأجد غرفتي مليئة بالخفافيش السوداء وأيضا بها ما يشبه بالمارد ولكن بشكل مختلف عمّا نراه بالتلفاز، حينئذ سَرت في جسدي قُوي مخيفة وتحدث حينها قائلا: لا تزال ليلى هنا
لم يكن بمقدرتي أن أتحدث بسهولة كما اعتدت ووجدت نفسي أتحدث بصعوبة شديدة: ماذا؟
من تلك المدعوة بليلى
صرخ المارد بوجهي وأشار إلى فتاة تركض بالأسفل ولكن هيئتها مرعبة للغاية وتابع ها هيَ.
“كان عظام رقبتها يظهر بشكل مخيف وأسفل عينها يوجد جرح غائر وأيضا هيَ لا تسير مثلنا ولكن تفتعل شيئا لا أعلم ما هوَ فتتدحرج كالكرة”
فتلعثمت حروفي وبصعوبة قلت: إذا، ما يجب عليّ فعله!
صرخ في وجهي بأعلى صوته: عليك بليلى،عليك إنقاذها
حينها ارتجف جسدي وأردفت:ليس لي شأن، ابتعدا عني
وبالفعل اختفى ذلك المارد ومعه تلك الفتاة وأيضا تلك الخفافيش ولكن مما بدا لي بعد تلك الواقعة أن المارد لن يتركني بحالي إلا بعد أن أقوم بإنقاذ تلك الفتاة التي لا أعلم لماذا أنقذها ومِمّن أنقذها والأدهى من ذلك لماذا أنا بالتحديد مَنْ أقوم بإنقاذها، ومِن علامات ضغطه عليّ أنه يأتيني بأوقات فيوقف حركة روحي ليبدأ هو بتحريك جسدي كما يحب، وما بدر مني لم أكن أنا فاعله ولكن كان هو، صدقيني شهد!!
القدر الجزء الثاني
صمتت في بداية الأمر ولكن لم أستطع أن أفعل شئ إلا أن أقوم بالعودة إلى منزلي وأنا أحاول أن أفكر فيما قد قُصّ علي وقد نسيت ما حدث لي ومضى يوم تلاه آخر تلاه آخرون ولم أرى ذلك المدعو بمحمد مرةً أخرى، كنت خائفة من أن يُفتضح أمري وخاصةً حينما توافد عليّ من يريدوا الزواج بي من أبناء منطقتي، خائفةً مِن أن تتفوه الناس ويتحدثون عني وفي تلك الليلة التي قررت أن أترك التفكير ولو لِليلة واحدة.
وأثناء تذكري لدفئ عائلتي جائني طارقا باب منزلي لِـ أُفاجئ بعينيه المتحولة كما حدث في تلك الليلة فأغلقت الباب بوجهه وهرعت إلى غرفتي متدثرةً بغطائي لعله يهدئ من روعي، وباليوم التالي رأيت محمداً محاطا بما يشبه بالفقاعة ويتوسل لي أن أنقذه حينها رفعت رأسي للأعلى حينما شعرت بشيء ما يحوم فوق رأسي وبالفعل وجدت ما قصّه عليّ مُحمد وهو يصرخ بوجهي قائلا “لا تزال ليلى هنا” حاولت أن أستجمع قواي وأن أتكلم ولكن ذلك لم يحدث قط.
ثم مرّت سِت دقائق جعلتني أغيب عن الوعي من هول ما رأيته وحينما استيقظت لم أجد شيئا حتى ظننت أنني كنت أتوهم ولكن ما كذّب ظني أنني رأيت تلك الفتاة وهيَ تقوم بالتدحرج في أرجاء المنزل فتملكني الخوف وحبست نفسي بغرفتي وأنا أحاول أن أفكر بما عليّ فعله ولكن يبدو أنه من شدة الخوف قد توقف عقلي عن التفكير، حاولت أن أنام ولكن لم يأبى جفني أن يطبقا على بعضهما، مكثت ليلتي كاملةً وأنا أرتجف وأحدث نفسي قائلةً:
عليّ أن أقوم بإنقاذ تلك المدعوة بليلى وإلا سأقضى ما تبقى من عمري داخل فقاعة، ولكن كيف، كيف سأنقذها، وأثناء محادثتي لنفسي تذكرت ما قاله محمد عن تلك الرجفة التي تسري به حين رؤيته لبائع الخبز ذاك وبالفعل عزمت أن أذهب إليه وأن أحاول أن أعرف ولو شيئا واحدا يدلني على تلك المسماة بليلى.
وحينما دقت الساعة لتعلن عن تخطى الوقت للتاسعة صباحا نهضت وقد دُبّ في جسدي نشاطا لا أعلم ما مصدره، ارتديت ملابسي وفتحت باب غرفتي بحذر لأجد أن تلك الفتاة قد اختفت وبالفعل ذهبت إلى ذلك المنزل الذي اختطفت فيه وبحثت حوله لأجد مخبزا، فذهبت إليه بحذر فرأيت بائعين هناك، أحدهما ذو وجهٍ سَمِح بشوش والأخر كمن نُقش على وجهه غضب الله، فأبت نفسي أن أذهب لذلك المخيف ووجدت نفسي توجهت للآخر، ذهبت له وألقيت عليه التحية وطلبت محادثته منفردا ولكنه آبى بلطف قائلا لي: أعتذر إليكِ أيتها الآنسة_وأشار إلى زبائنه_ الآن المخبز مزدحم للغاية كما ترين، ولكن إن كان ما تريدنه مُهما فعليكِ أن تأتيني بالمساء فسأنتظرك
ابتسمت له وقلت: حسنا، سآتيك ولن أتأخر،شكرا لك
وتوجهت إلى منزلي بعد أن لوّحت له مودعةً إياه حسب القدر،ثم ذهبت له في المساء فرحب بي مجددا وقدّم إليّ مقعدا لأجلس عليه وأصغى إلى ما سأقوله القدر
فقصصت له كل ما حدث إلا ما فعله مُحمد بي،فرأيته مندهشا للغاية وأردف متسائلا:إذا، أين يسكن صديقُكِ هذا
فأشرت إلى منزله فأخبرني بأريحية:إذا هوَ ابن الخالة ماجدة، أنا على معرفة وثيقة به، وبالفعل أنا آراه يتأرجح حين رؤيته لزميلي في ذاك المخبز ولكن كنت أتعمد أن لا أسأله كي لا أسبب له أية إحراج
-إذا وهل تعرف تلك المدعوة بليلى؟
صمت قليلا ثم تابع حديثه:نعم، ومن لا يعلم من هيَ ليلى، هيَ تَمتّ بصلة قرابة ولكن من بعيد لزميلي،كانت تأتي يوميا إلى المخبز لتمزح معنا ولكن أثناء تجديدنا للمخبز اختفت ولم تعد إلى منزلها حتى الآن
-إذا منذ متى قررتما تجديد المخبز
-تقريبا منذ أكثر من خمسة عشر عاما،أجل،منذ خمسة عشر عاما لم تعد ليلى إلى منزلها
-حسنا،ألديك تفسير لهذا؟
رفع البائع كتفيه وأنزلهما مرة أخرى دلالة على عدم المعرفة فنهضت شاكرةً إياه وعدت إلى منزلي وأنا أحاول بأقصى جهدي أن أصل إلى الحقيقة ولكن كيف أصل إليها كيف حسب القدر؟!
وحينما عدت رأيت تلك الفتاة وأسفل رقبتها منقوش حروف كثيرة فحاولت أن أقترب منها وأتغلب على خوفي وبالفعل نجحت محاولتي فقرأيت حروفا كهذه
ل،ف،س،أ،ز،ب،خ،م،ل،ا،د، ج،و، ي، ا،ل،ح،ل،ا
حاولت أن أجد فيهما شيئا يدلني ولكن لم أستطع وخلدت إلى فراشي فرأيت تلك الفتاة في منامي وهيَ تشير لي تلك الإشارة🤙.
ولكن لا أعلم لمَ فهمت أنها تريد أن تخبرني أن أقلب الحروف وبالفعل حينما استيقظت التقطت تلك الورقة التي كتبت فيها تلك الحروف وبعد محاولات عديدة وصلت إلى الحل المناسب وهو”الحل يوجد أسفل المخبز” وازدادت الأمور تعقيدا أهنالك ما هو أسفل المخبز،ثم ذهبت إلى بائع الخبز ذو الوجه البشوش وأخبرته بما وصلت إليه فصمت قليلا وقال:سأساعدك ولكن بالمساء،سأجتمع هنا معكِ بالساعة الواحدة صباحا،لا تقلقي.
-حسنا،سآتيك بالميعاد حسب القدر
وعندما حانت الساعة الواحدة ذهبت إليه فوجدته ينتظرني فدخلنا سويا المخبز حسب القدر وكان بيده آداة تساعده على الحفر ليرى ما أسفل ذلك المخبز،واستمر في الحفر قرابة الساعتين دون أن يطلب مني المساعدة وبالفعل وجدنا آثار جثة لفتاة مغتصبة ومقتولة وأخذها إلى منزله وأخبرني أن آتيه في وقت محدد لأذهب معه إلى قسم الشرطة وبالفعل افتُتِحت القضية من جديد واكتشفت الشرطة أن ذلك البائع المخيف هو من اغتصبها ومِن ثَمّ أن قتلها ودفنها بأسفل المخبز وحينما سألته وهو حينئذ تحت يد العدالة عن تلك القطةالتي كان يخاف منها مُحمد فأخبرني أنها شاهدةً على تلك الوقعة وحُلّ ذلك اللغز الذي أزعج مُحمد وأباه وبالفعل تزوجت من مُحمد ووقعت في غرامه وها نحن الآن معنا مَريم وحمزة..!
إلي هنا تنتهي الجزء الثاني من قصة القدر