حكم الرجوع عن الوعد بالبيع واهمية الوفاء به
حكم الرجوع عن الوعد بالبيع لأن من قيم المسلمين في علاقاتهم وأخلاقهم مع بعضهم البعض الوفاء بالوعود، فهذا يقوي أواصر المحبة والثقة بينهم.
وأما نقض الوعود بين المسلمين فلا يجوز وفقنا الله القدير نفي بوعودنا الحكم على تنفيذ الوعد ملزم لصاحبه، ما لم يكن هناك عذر، وإلا وجب عليه تعويض الموعود به عن الضرر الذي لحق به أو الوفاء بوعده.
حكم الرجوع عن الوعد بالبيع
سنذكر حكم الرجوع عن الوعد بالبيع من خلال ما يلي :
سحب الوعود ليس من طبيعة المسلمين فيما بينهم، فالأصل بينهم هو الولاء والصدق فيما وعدوا به، وكما قال الله تعالى في كتابه.
الله تعالى يكره عدم الالتزام بالوعود، وكذلك الوعد بشيء دون الالتزام به، وهناك حالات لا يجوز فيها للإنسان أن يتراجع عن وعده ولا يوجد.
وبما أنه لا يجوز نقض الوعد إذا كان يضر بالآخر، ولا يجوز للمسلم الرجوع عنها.
اقرأ أيضا: ثلاثة أنا خصيمهم يوم القيامة تعرف عليهم
إلغاء الوعد في العقود المالية
وبعد ما تعرفنا عن حكم الرجوع عن الوعد بالبيع سنتعرف على إلغاء الوعد في العقود المالية من خلال ما يلي :
- هناك العديد من العقود المالية بين الناس سواء بين التجار أو بين الأفراد الذين يريدون بيع أشياء معينة، وبالتالي ينتج عنها عقود مالية بينهم.
- أعلن غالبية الفقهاء أن الموافقة هي أصل وأساس جميع العقود، وما تم بالموافقة لا يمكن إلغاؤه إلا بالموافقة أيضًا، لأن العقود تنطوي على عدة أمور تؤثر على إبرام العقود .
- الأجزاء إذا لم يتم إلغاؤها بالتراضي، وهذا غير مسموح به في ديننا.
إلغاء الوعد أثناء الهدنة في الحرب
و استكمالا لحديثنا عن حكم الرجوع عن الوعد بالبيع سنتعرف عن إلغاء الوعد أثناء الهدنة في الحرب، وهي تنقسم إلى قسمين:
ترتبط الهدنة بوقت معين، وتنتهي بنهاية الوقت المتفق عليه بين الطرفين، ولا يمكن لأي طرف أن يخالف الاتفاقية، حيث أن من نتائج انتهاك هذه المواثيق وقوع ضرر سلمي حفلات الذين يلتزمون بما أمروا به.
الهدنة المطلقة، وهي الهدنة التي لا ترتبط بزمن، ويسمح بها الحنفية، فهي ليست مقيدة بفترة محددة، بل بشروط بين الطرفين، وبالتالي فإن من بدأ يخالفها وتعتبر هذه الشروط مخالفة للعهد ومخالفة للوعود التي كانت بين الطرفين.
اقرأ أيضا: الطريق إلى التوبة وشروط التوبة الصحيحة
الحالات التي يجوز فيها إلغاء الوعود
وأصل العقود والوعود بين المسلمين الانصياع لها، ولكن هناك حالات يجوز فيها التراجع عن الوعد، وهذه من الأمور التي تيسر على المسلمين أعمالهم، فيخرجون منها، وهذه الحالات هي:
- الانسحاب من الوعد بالزواج
الخطبة وعد غير ملزم بالزواج، حيث لا ترتبط بعقد قانوني يلزم الطرفين، ويمكن للولي أن ينسحب من الرد إذا رأى أن ذلك في مصلحة المخطوبة، ويمكن للمخطوبة أيضًا الانسحاب من الخطبة إذا كانت لا تحب الخاطب.
حيث أن الزواج عقد مدى الحياة، ويمكن أن يضرها في ذلك الوقت إذا لم تتراجع عن وعد لا تريد الوفاء به، كما أن للخاطب الحق في تغيير خطوبته، وحتى لا يضر له، ثم يلتزم الخاطبة بإعادة الشبكة والهدايا وأشياء أخرى.
- التراجع عن الوعد بالهبة
سحب الوعد بالهدية من الحالات التي يجوز فيها التراجع عن الوعود، ولكن هناك أحكام وتفاصيل مهمة وخلافات بين سحبها قبل القبض أو بعده، سنذكر ذلك في ما يلي:
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فالكلب من أبشع الحيوانات، وهذا التشبيه من أبشع المقاييس.
و لمن رجع إلى هديته، وهذا دليل على النهي عن رد الهدية بعد حيازتها وأما قبل التملك فلا يحرم الرجوع من الهدية، ولكنه مخالفة للوعد،
وقد قال جمهور العلماء أنها مكروهة، واختار شيخ الإسلام قولها بالنهي وقال المالكية: إذا تسبب الموعود في الهدية للموعود بثمن يضر به إذا لم يفي بالوعد، فإنه ملزم بالهدية.
أهمية الوفاء بالوعود
و استكمالا لحديثنا عن حكم الرجوع عن الوعد بالبيع سنتحدث أهمية الوفاء بالوعود
من خلال ما يلي :
الالتزام بالوفاء بالوعود، يدل على تقدير الشخص لها واحترامها لها، حتى لو كانت تلك الوعود صغيرة، كما أن الالتزام بالوعود ينعكس إيجابًا على الشخص لأنه يثبت لنفسه أنه يقدر ما يقوله ويقدره.
وهذا يجعله يحترم نفسه أكثر، ومن الضروري أن يريد الشخص أن يقول أشياء لا يفكر بها إلا ويمكنه فعلها للحفاظ على احترامه لنفسه وللآخرين.
طرق الوفاء بالوعود
وبصدد الحديث عن حكم الرجوع عن الوعد بالبيع حيث عند تقديم وعود للآخرين يجب الوفاء بها، وقد يتعرض الشخص أحيانًا لظروف تمنعه من الوفاء بوعوده، مما يعرضه لمواقف محرجة، وتجنب هذه المواقف والتأكد من الالتزام بالوعود وواجباتها التنفيذ، يمكن استخدام الخطوات التالية:
- التأكد من تحقيق الوعد
عندما يكون الشخص على استعداد لتقديم وعود يمكنه الوفاء وتحمل العواقب.
- كتابة الوعد وتوضيح تفاصيله
لا بد من كتابة الوعود تحديداً في اتفاقيات العمل، بحيث يكون كل شيء واضحاً للطرفين بشأن تفاصيل الوعود وموعد التنفيذ، وتجنب أي سوء تفاهم بين الطرفين أو النسيان ما تم الاتفاق عليه.
- كن مدركًا لأهمية الوعود الصغيرة
فهي تلتزم أيضًا بالشخص ولا ينبغي الاستهانة بها يثبت الشخص الذي يتمسك بوعوده الصغيرة أنه ملتزم وجدير بالثقة، وأنه قادر على الوفاء بالوعود الكبيرة التي قطعها للآخرين.
- الوفاء بالوعد
قد يكون الوفاء بالوعد صعبًا في بعض الأحيان، ولكن يجب الوفاء به في جميع الأحوال، ويجب على الشخص السعي لتجاوز كل التحديات،
وقد يتطلب ذلك التضحية والمثابرة و المثابرة حتى يتحقق الهدف ويتم الوفاء بالوعد ولكن لا حرج في ذلك لأن عواقب النكث بالوعد أسوأ من تحمل صعوبة الوفاء بها، حيث يفقد الآخرون الثقة بمن لا يستطيع الوفاء بوعودهم.
