رواية غَرَامْ

كنت أذهب للمكتبة يوميا وكان لا يلفتني أبدًا هناك غير شئ واحد وهو الكتب… اخرج قهوتي واذهب الى مقعدي المفضل بالقرب من شباك المكتبة وهذا أكثر الأماكن هدوءا كان هذا هو الحزء المفضل بيومي ولم يشاركني أحد هذا المكان أبدًا إلى ذاك اليوم التي جاءت به تلك الغريبة الفوضوية إلى المكتبة وجلست علي المقعد الذي يقابلني ثم بعثرت بدأت بارتشاف قهوتها التي تبدو مرة جدا من لونها القاتم  واختارت احد الكتب وبدأت في القراءة وهب تستمع لغناء أدهم سليمان وأغنية  واحدة هي (صباح الخير) الي ان تنتهي تلك الأغنية

شاهد: مَن لا يُنسى

وتكمل قراءة بهدوء وتركيز لا أعلم لما زهدت القراءة وادمنت مراقبتها ومراقبة طقوسها الغريبة ،كانت حين تنتهي من القراءة تخرج اوراق بيضاء ثم تخط شيئا ما بخط جميل ثم تخرج لوحاتها وألوانها المتعددة ب فوضوية غريبة ثم ترسم وكل هذا وهي في عالم آخر غير عالمنا كانت تكرر هذا يوميًا زهدت الحياه ورغبت فقط بها إلى ان قررت ان أسأل عنها العم محمد أمين المكتبة

*عم محمد معلش كنت عاوز أسألك عن حاجة

-اتفضل يا يوسف يابني كتاب ايه اللي محيرك ومش لاقيه

*لا مش كتاب

-اؤمرني يابني

* ربنا يخليك يا راجل يا طيب بس كنت عاوز أسأل عن الآنسة المحجبة اللي بقت بتيجي آخر فترة دي

-قصدك الآنسة غرام ؟

*غرام!!!

-ايوا يابني اسمها غرام ورسامة موهوبة وكاتبة ومهندسة ديكور بس رغم دا كله وحيدة ومقطوعة من شجرة زي ما بيقولو وكلامها قليل حياتها كلها الرسم والكتابة

*شكرًا ياعم ممحمد صدعتك معايا

-هو في حاجة يايوسف يابني

*لا بس استغربت طبعها فقولت اعرف هي مين السلام عليكم

-وعليكم السلام

لا أنكر انني حاولت ألا اقترب منها حاولت أيضًا ألا اذهب إلى المكتبة كي أشفى منها ولكنها كانت تتوغل بداخلي اكثر واكثر ولم أستطع ان أبتعد عنها  لذلك قررت التحدث معها

*صباح الخير آنسة غرام

=صباح النور ،هل تعرفني ؟!

* في الحقيقة لا أعرفك ولكن عم محمد أخبرني عن اسمك

=أهلا وسهلا

(ثم بدأت في طقوسها وكأن شيئا لم يكن)

مر اليوم  والأيام وأحاول أن أفتح معها الأحاديث كنت انبهر يوميًا بلوحاتها وفكرتها كانت تعبر بفتها الرائع عن محتوى كتاب كامل بلوحة فنية تبهر العقل والعالم ولكنها دائمًا تغلق بوجهي كل أبواب الحديث

*صباح الخير

=صباح النور

*اا…. (لم أكمل كلمتي

=استاذ يوسف ممكن اعرف حضرتك عاوز ايه مني بقالك شهر كل يوم بتحاول تفتح كلام وبحاول أقفل معاك كلام مكنتش عاوزة احرجك بس أنت مش حابب تفهم انا معنديش عيلة ولا أهل بس مش معني كدا اني همشي علي حل شعري وامشي مع كل شاب شوية انا مش بتاعة الجو دا تمام ؟!

* آسف

يوسف… انسحبت من أمامها وانا اجر خيبتي والخذلان لقد انفجرت بوجهي ولكنني لم اؤذها يوما بل اردتها ان تكن لي اردتها ان تصبح زوجتي أردتها ان تشاركني كل شئ وانتشلها من وحدتها اتخذت غرفتي محرابا لي وقد اتخذت قراري بعد أيام من العزلة

غرام….لومت نفسي كثيرًا علي تلك الطريقة التي تدثت بها معه ولكن لا مجال كل ما أملكه  هو تمسكي بديني ولا اريد التخلي عنه رغم انه كان يؤنسني كثيرا

شاهد: عالم آخر

………………..

***************في المكتبه ********

تم تحضير المكتبة وتزينها ولكن بعد مجهود رهيب لأن شئ  كهذا لم يحدث قط في المكتبة لولا هذا الذي جن بمعشوقته ورد ملقي في كل مكان وبلالين وزينة وعندما دخلت المكتبة بركنهما الخاص وجدت صورا لها وهي ترسم وهي تقرا وهي في عالم آخر  بدا لها كل هذا كحلم لا تفهم تفسيرا له ليظهر لها يوسف فجأة كادت أن تنفجر ثانية ولكنها اوقفهاا

*تتجوزيني

=ها

*بقولك تقبلي تكوني مراتي وأم لولادي تقبلي تكوني نصي التاني تقبلي تكوني نكهة حياتي تقبلي تعيشي معايا تفاصيلي وتنسي كل حاجة وتكوني ليا وبس واوعدك هكونلك ام واب واخ واخت وزوج وكل اللي ممكن تتخيليه تقبلي اني أوعدك ان اهلي هما هيبقو أهلك

=كان الاندهاش يعلو وجهها وتنتظر ان ينتهي هذا المقلب ولكن يبدو كل هذا حقيقياً

*ها تقبلي ويلا بقا تعبتيني يا ست غرام يا ست البنات يا روح قلبي ونور عتمتي واقسملك اني معرفش جايب الكلام ده منين بس الظاهر ان قلبي هو اللي بيتكلم

=موافقة

تم التعارف بينها وبين أهله في الحال كانت عائلته مرموقة جدا ولكنهم اناس طيبين قبلو بها كما هي قبلو بعضهم من الوهلة الأولي

*ننده بقا سيدنا الشيخ

=شيخ مين

*المأذون  مش هبعدك عني لحظة تاني

=بس مين هيبقي الوكيل بتاعي ( الحزن يكسو ملامحها)

-انا يابنتي ولا مش قد المقام

=لا طبعا يا عم محمد دا انت تشرفني

بعد عقد القران

قام يوسف بزغروتة كوميدية واحتضنها ودلوقتي اقدر أقول إني بعسقك وانك خطفتيني وامي عمري ما كنت اعرف يعني إيه حب وعمري ما كنت اتخيل انه علي قد ماهو بيعذب علي قد ماهو جنة الدنيا يا حوريتي بالجنة

خطفتني منذ الوهلة الأولي دون أي مجهود علمتني كيف تكون الحياه ولدت منذ أن رأيتها ليتني أستطيع ان اعيد حياتي من اولها فقط لتكن معي