قصص وروايات

قصة ما لن تراه أبدا

قصة ما لن تراه أبدا قصة طويلة بقلم سلمى أحمد محمد، طالبة بالفرقة الرابعة، كلية التربية قسم لغة إنجليزية جامعة السويس، من محافظة السويس. وفي السطور التالية نستعرض جزء من القصة على موقع يا هلا.

قصة ما لن تراه أبدا

يؤكد العلماء على حقيقة الجانب المظلم أو البعيد للقمر، حيث ما يراه البشر من القمر ما هو الا فقط جانبه المضيء بينما يوجد جانب آخر بعيد له، وتسآل العلماء لسنوات عن حقيقة ما يوجد على هذا الجانب الآخر؟.
هو حقاّ جانب مظلم أم أننا فقط نظن ذلك لأنه بعيد عن أعيننا ؟،هذا فيما يختص بالقمر فماذا عن البشر؟. إن كان ما نراه في البشر من حولنا هو فقط جانبهم المضيء الذي يبدعون في أظهاره. فماذا يوجد في جانبهم الاخر ذاك الجانب الخفي منهم؟ ماذا يقبع في تلك البقعة فينا التي نتفنن في أخفائها وإبقائها في الظلام ؟؟.

شمس الدالي من قصة ما لن تراه أبدا

في قصة ما لن تراه أبدا نهار مشمس على بقاع مصر ،شديد الحرارة على أطرافها الجنوبية ،يميل إلي الاعتدال كلما اقتربت نحو السواحل .
ربما تصف النشرات الإخبارية دراجات حرارة الطقس ولكن ماذا عن الطقس الداخلي للأشخاص ،فالبعض يملئه الدفء في أشد أيام الشتاء برودة.
والبعض تسكنه الحرارة كبتاً لغضب دفين بداخله يمنعه من التمتع بأجواء الربيع الوردية المعتدلة ،والبعض تفوح منه البرودة، برودة الأعصاب من أثر ركود المشاعر والبعض الآخر تشع من روحه النشاط في أقصى أيام الخريف تساقطاً لأوراق الشجر وبهتاناً للسماء.
لماذا لا يوجد نشرة إخبارية تصف طقس البشر تعكس ما يشعرون به داخلياً في مواجهة ما يظهرونه خارجياً ؟!
مروراً بذلك الطقس المشمس ،كانت الظلال تحتل أحد مستشفيات القاهرة ،حيث يختلف الطقس خارج المبنى الطبي أختلافاً كلياً عن الطقس في الداخل.
فالشمس بنورها لا تصل لممرات المشفى حيث تتعالى أصوات الطاقم الطبي بينما تتلاحم كلماتهم مع تنهيدات الشهيق والزفير التي تخرج منهكة من مرافقين المرضى في جو يغلفه التوتر.
والمشاعر المختلطة بين أمل في النجاة ونحيب يكسوه الألم ،الكل يجري في ذاك الممر حيث تسير الممرضات مسرعات حاملين الأدوية والملفات الطبية.

نبذة من قصة ما لن تراه أبدا

سوف نذكر في السطور التالية نبذة من قصة ما لن تراه أبدا:

اخذت شمس تتذكر كم كان الوضع سيء في بادئ الأمر، كيف لمراهقة في الخامسة عشرة من عمرها أن تُحرم من العديد من الوجبات والمقرمشات.
كيف لها أن تعتاد هيئتها الجديدة بعد تغير جسدها المفاجيء ونحالتها.
اضافة إلي حدة الالم المزمن والاغماء والمحاليل التي تعلق بأستمرار في حالة خروجها عن التعليمات كتلك المرة.
وهو ما جعلها تشعر بالغرابة اتجاه نفسها وفي مخالطة الآخرين.
كانت تشعر بداخلها أنها ليست فتاة طبيعية، حرمت باكراً من نعمة الصحة.
فلا هي تأكل ما تريد ولا تعش كما تريد بل وفق قائمة من التعليمات والتحذيرات التي تعرض حياتها للخطر في حالة الخروج عنها.
شتت انتباه شمس حضور الممرضة برفقة والدتها.
الام في شفقة لحالة ابنتها الوحيدة : ليه بس مبتسمعيش الكلام ومصممة تقلقينا عليكي!!
شمس وقد اعتدلت في جلستها : متقلقيش والله انا كويسة.
الام بيأس :انا اللي صعبان عليا انك تبقي تعبانة ومش قادرة حتى تسندي نفسك وتفضلي طول الوقت بتبيني انك كويسة و زي الفل مفيش حاجة .

قصة سلمى أحمد محمد

في تلك المرة لم تقدر الام على السكوت فقد أنتشلت الهاتف من يد ابنتها ووضعته إلي جانبها، والتقطت يد ابنتها تحتضنها في لطف : شمس، انا أمك، متمثليش قدامي أنك كويسة، انا عارفة وفاهمة كويس انك تعبانة.
قوليلي ليه بتهملي نفسك كدة ،ليه مش عايزة تاخدي بالك من صحتك ؟
شمس وقد نظرت مباشرة الي عين والدتها : ماشي يا ماما، انا تعبانة وبمثل اني كويسة علشان مبحبش لا أشيل حد همي ولا انا حمل شلالات التعاطف مع حالتي اللي هتحسسني اني ضعيفة، بس انا اتعودت، خلاص يعني .
الام بلطف :طب ليه التمثيل؟؟! ليه متاخديش الدوا اللي هيخليكي احسن وليه متلتزميش بتعليمات الدكتور ،يعني عاجبك رقدتك دي .
انا وابوكي عملنا كل اللي نقدر عليه علشان نلاقي علاج للمرض اللي عندك بس كل الدكاترة أجمعوا أن مفيش علاج وان التعليمات دي والأدوية والمسكنات يمكن مش هتعالج بس هتخلي حالتك مستقرة شوية، يبقى ليه متسمعيش الكلام .. أيه اللي كان يستاهل انك تهملي صحتك قوليلي؟

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!