اسلاميات

ماهي شروط قبول العبادة والتقرب لله عز وجل ؟

شروط قبول العبادة من أهم الأمور التي تهم كل مسلم، حيث خلقنا الله تعالى لعبادته و قال تعالى في كتابه العزيز “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”، لذلك وجب على كل مسلم أصول الدين والعبادات.

وكيف أن يؤديها على الوجه الأكمل الذي يتقبله الله تعالى ويرضى به عنا، وحتى لا يحبط العمل يجب الاخلاص في كل أمور العبادة، وأن يدرك العبد أنه خلق من أجل العبادة ويعرف جيدا شروط قبول العبادة حتى لايكون من الخاسرين.

وينطبق عليه قول الله عز وجل:

(قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا* الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا* أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا* ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا).

وهذه هي أكبر خسارة يتعرض لها الآنسان حيث يكون بذلك خسر الدنيا والآخرة والعياذ بالله.

ماهي شروط قبول العبادة
شروط قبول العبادة

شروط قبول العبادة

شروط قبول العبادة وماهي العبادة، هو ما نوضحه حيث أن الله عز وجل أرسل الله عز وجل الأنبياء والرسل حتى يصححوا عقيدة الناس في كل زمان ومكان، والايمان بالله الواحد والامتثال لأوامر الله عز وجل ومعرفة العبادات وتأديتها على خير وجه وبإخلاص حتى يتقبلها الله عز وجل وهذا هو جوهر العبادة، والعبادة هي الخضوع والتذلل لله عز وجل.

وذلك من المحبة الخالصة لله والتجرد من أي شيء، ويجب أن توافق العبادة ما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين، والايمان بجميع الرسل.

ومما لاشك فيه أنه لافرق بين العبادة وبين كل ما يقوم به الانسان من أعمال في اليوم، فأي فعل يقوم به الانسان قد يكون خيرا فيكون في ميزان حسناته يقربه لله عز وجل، أو يكون شرا ويبعده عن الطاعة.

لذلك فإن كل عمل يقوم به الانسان هو لله عز وجل ولا يجب عزل الدين عن الدنيا، والدليل على ذلك أن الحق سبحانه وتعالى أمرنا بالانتشار للعمل بعد صلاة الجمعة “إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع”.

 العبادة

يجب على كل عاقل أن يعرف شروط قبول العبادة و يحاسب نفسه على أي فعل ولا يقوم بأي فعل نهانا عنه الله ورسوله، حيث أن العبادة خالصة لله عز وجل، حيث أن هناك يوم موقف عظيم يوم القيامة سوف يحاسب الله عز وجل كل عبد على ما قام به، ويكون الجزاء اما الجنة خالدا فيها أو النار والعياذ بالله، وذلك هو الخسران المبين.

 شروط قبول العبادة

لقد اتفق جمهور الفقهاء على أن شروط قبول العبادة هما ثلاثة شروط الأول الاخلاص في العبادة لله عز وجل، والثاني هو أن يوافق هذا العمل شرع الله عز وجل، والشرط الثالث أن يكون الشخص مسلم فلا تقبل عبادة من كافر، واليكم الشرح والتوضيح.

أولًا: شرط الإخلاص في العبادة لله عز وجل 

الاخلاص حيث يجب أن يكون العبد مخلص النية لله عز وجل حتى تقبل عبادته، أي أن أي عمل يقوم به سواء عبادة أو تعامل مع الآخرين يكون خالصا لوجه الله ويبتغي بها رضا الله عز وجل، حيث قال تعالى: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ”.

وقد جاء في الحديث القدسي ما رواه أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم- أنه قال:

“قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ”.

ماهي شروط قبول العبادة
شروط قبول العبادة

وذلك يوضح أن الله غني عن عبادتنا لذلك يجب أن يجدد المسلم نيته أن هذه العبادة أو العمل خالصة لله لايقصد بها رياء الناس، فمثلا لو ذهب الانسان للصلاه حتى يراه الناس أنه يصلي ويحسبونه على خير فقد حبط عمله ولن تتقبل صلاته، لذلك وجب على كل مسلم البعد عن الرياء وأن يتقي الله في كل وقت وحين، ويعلم أن حياته وأعماله كلها لله عز وجل.

حيث أن لكل امريء مانوى، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ فَهجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ ومن كانت هجرتُهُ إلى دنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينْكحُها فَهجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليْهِ”.

ومن هنا تتضح أهمية النية في شروط قبول العبادة حيث لاتصح أي عبادة الا بانعقاد النية، وأن الله عز وجل يعلم خفايا الصدور ويعرف سرنا وعلننا، وحتى لو قام بعبادة دون اخلاص فلن يؤجر عليها ولن تقبل منه، لذلك يجب ابتغاء مرضاة الله لنيل الثواب واالأجر، ويجب على المسلم أن يسخر كل شيء في حياته لنيل الأجر من الله عز وجل.

ماهي شروط قبول العبادة
شروط قبول العبادة

فمثلا من الطبيعي أن يأكل الانسان حتى يعيش، ولكن اذا وفرت نية أنك تأكل الطعام حتى تصبح قوي وتتمكن من العبادة وصلاة قيام الليل فإنك بذلك تأخذ الثواب والأجر على ذلك، والله واسع الفضل عليم بعباده، ويعلم ماتسرون وما تعلنون.

مثال على ذلك الهجرة فمن هاجر من أجل الفرار بدينه وطاعة لله عز وجل فإن هجرته مقبولة وسوف يثاب عليها، أما من هاجر من أجل منفعة دنيوية مثل التجارة أو الزواج من زوجة جميلة أو العمل بمقابل أكبر، فإن هجرته لما هاجر اليه ولا ينال الأجر لأنه هاجر من أجل تحقيق منفعة دنيوية يحققها ولا أجر له في الآخرة وبذلك حبط عمله.

وأيضا المرأة التي تعد الطعام في بيتها لأولادها لو وفرت نية تحضير الطعام أنها افطار صائم وتقربا لله عز وجل، ومن أجل أن يقوى أبنائها وأسرتها على الصيام والعبادة وصلاة التراويح فإنها بذلك تنال أجر عظيم.

اقرأ أيضا: كم عدد اركان الصلاة التي لاتصح بدونها وواجبات الصلاة

ثانيًا: موافقة العمل لشرع الله

الشرط الثاني من شروط قبول العبادة أن العمل الذي يقوم به الانسان يكون موافق للشرع ولما أمرنا به الله عز وجل، عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من عمل عملًا ليس عليْهِ أمرُنا فهو ردٌّ” (البخاري، ومسلم).

ويوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن من يقوم بالابتداع في دين الله دون أن يكون هناك دليل أو سند من القرآن والسنة، فإن هذا العمل باطل و مردود عليه، كما أن هذا الشخص يكون يقر بذلك أن هناك نقص في الدين وحاشى لله أن يكون كذلك فقد قال الله تعالى : “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.

أو أن الرسول لم يبلغ رسالته كاملة حتى يأتي هو يبتدع شيء جديد وهذا باطل فنحن نشهد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أدى الرسالة وبلغ الأمانة ونصح الأمه وجزاه الله عنا خير الجزاء،لذلك لايجب أن يقوم الشخص بأي عمل لا يوافق شرع الله، وأن يعرف جيدا شروط قبول العبادة.

ثالثا: التوحيد لايقبل العمل أو العبادة من كافر

من شروط قبول العبادة أن يكون مؤمن بالله عز وجل حيث أن الكافر لايقبل منه عمل بل يأخذ جزاء عمله في الدنيا لأنه يفتقر لشرط الايمان بالله عز وجل وبجميع رسله، والدليل على ذلك من القرآن والسنة مايلي:

“وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ”، (المائدة).

” وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ”. (التوبة).

والدليل من السنة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً، يُعْطَى بها في الدُّنْيا ويُجْزَى بها في الآخِرَةِ، وأَمَّا الكافِرُ فيُطْعَمُ بحَسَناتِ ما عَمِلَ بها لِلَّهِ في الدُّنْيا، حتَّى إذا أفْضَى إلى الآخِرَةِ، لَمْ تَكُنْ له حَسَنَةٌ يُجْزَى بها”.

ويوضح هذا الحديث أن الله عادل لا يظلم أحد مثقال ذرة، فنجد أن المؤمن الذي يفعل الحسنات يجازيه الله خيرا في الدنيا من سعة الرزق وفي الآخرة جزاؤه الجنة.

أما الكافر فإنه ينال مقابل عمله في الدنيا من رزق وغيره من أحوال الدنيا أما في الآخرة ليس له أجر لأن عمله غير مقبول منه من الأساس لأنه لا يؤمن بالله الواحد الأحد وملائكته وجميع رسله، وأنه من شروط قبول العبادة أن يكون مسلم لله حيث أن الدين عند الله الاسلام.

وأخيرا …نرجو أن نكون قد وضحنا من خلال هذا المقال شروط قبول العبادة، وأن تكون جميع أعمالنا خالصة لله عز وجل.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!