نفسي قصة لعشاق الخواطر الواصفةُ للكثيرين

رغم كل هذا الضجيج، وهذه العتمة، لا زلت أقاوم … أقاوم تفتتي، وانكساري، وعتمتي، سلبية أفكار زرعها بداخلي مجتمع أعطب، جاهل.

داخلي يتنازع مع بعضه البعض، نصف يأبى الاستكانة، ونصف استسلم عن أخره.

نصف يصرخ لنظيره أن يقوم، وينازع الحياة ليفوز بأجمل ما فيها، ونصف لا يعطي بالًا لكلامه.

تتجمع حولي الهزائم، وكأنهم قبل الوصول إلي تهَمسوا أن نجتمع جميعنا في وقت واحد، وألا يتخلف أحدنا عن الآخر، نجتمع عليها، فلا ترى ضوءً للشمس ثانية، رغم جلوسها في الظهيرة القائظة صيفًا.

فيقوم شيطاني، ونصفي المستسلم بدورهما… فأقول من خلجات نفسي : لمَ … حقًا لا يطاوعني اليقظ في نفسي أن أكملها، فأبي دومًا كان يحذرني يقول: بني!، لا يُسأل ملك الملوك، لمَ أنا؟

  هذا تجرأ على خالق الخلق، ورب العباد، هذا جزع، هذا قلة إيمان… من نحن لنحيط بحكمة الله خبرًا؟! من نحن لنحاكم حاكم الكون ومالكه؟! أنسينا أنفسنا؟! منذ متى والعبد يحاكم سيده؟! كلا يا بني، وألف كلا، حتى وإن اجتمع عليك بلاء الدنيا أجمع، لا تسمح لخلجات نفسك- فقط- قولها، وليس لسانك، فدومًا لله حكمة، إن لم يسعها عقلك في الدنيا، جُزيت في الخلد، عند رب لا يظلم.

لوحت برأسي لأفيق، من بوادر البعد عن رب العباد، وقمت أنفض عن عاتقي غبار اليأس، وعدم الرضا.

ولكن لا زال الداخل يتنازع، والقلب يُدمي، والعين مرهقة، والغبطة أصابها الإعصار فأصبحت كأنها لم تكن يومًا بحياتي، وهذا لا ينازع الرضا، ولا القناعة بالقضاء، ولكن يؤكد طبيعتنا البشرية، أننا ” وخُلق الإنسان ضعيفًا”

كنت بعد كل مرة أُهزم فيها، لا اعبئ بالهزائم، قدر عبئي بألا أفقد نفسي، فإن حدث، ستكون تلك هي الهزيمة بحق، كنت بعد كل مرة يساند بعضي بعضي، ولكن بعد توالى الهزائم، تفتت، ولكن لا زالت أحاول ألا اخسرها في الزحام، فلا مؤنس لي سواها، ولا يستحق الشكر للمساندة سواها، ولا جدير بالحق غيرها… فقط نفسي، ولا ينازعها أحد.

ابتسمت نفسي، وقالت: فما رأيك بتجول بالطرق.

خطوت بعض الخطوات، فرأيت من الناس من يحمل همًا لا استطيع احتماله، ورغم هذا يبتسم.

فخُذلت من جزع نفسي، وقنوطها، فرجوت من رب العباد السماح.

إلي هنا تكون انتهت قصة اليوم لكل عشاق القصص والروايات.