الطريق إلى التوبة وشروط التوبة الصحيحة
الطريق إلى التوبة رغم أن الله ميز الإنسان بنعمة العقل، وهي أداة الإدراك والتدبير والتفسير، وميزان الرشد،
إلا أن الإنسان مشغول في خلقه وإقباله على الدنيا وشهواتها، فتميز بكثرة ذنوبه وإعراضه وغفلته، وهو أمر خارج عن سيطرته ومكون في بشريته حيث يقبل على الله تارة ويدبر أخرى.
الطريق إلى التوبة
يقوم الانسان التائب بمراقبة الله وجمال خلقة مرة، ويقع في غفلة عن ذكر الله مرة أخرى، ومرة تعمل الشهوة فيه ما يشوقه للذنوب والمعاصي، والغضب والظلم والقتل إن أعمى غضبه عقله.
وهذا ما يميز الإنسان عن الملائكة، فهو ليس معصوما وتكثر ذنوبه ومعاصيه. وعندما يعود إليه عقله وفطرته، ويريد أن يتوب من هذه الذنوب بصدق ، فإن الله يقبل توبته ويتجاوز عن الخطائين التوابين.
اقرأ أيضا: أقوال عن الصلاة مفيدة هادفة
اقرأ أيضا: فوائد ذكر الله وفوائد قراءة القران الكريم
التوبة الصادقة
فتح الله لعباده بابا مفتوحا للتوبة مهما بلغت ذنوبهم وأصابتهم المنكرات. فإذا أبصر العبد نفسه والتمس من الله نورا،
وأراد أن يصل إلى هذا النور والإقلاع عما نهى الله عنه وحرم، معلنا توبته وعاقدا العزم على أن لا يعود لذلك. فإن الله يقبل توبته ويفرح بها على ما يليق بكماله وجلاله.
- إعانة الله للتائب
إذا أراد المسلم أن يتوب فإنه يصنع رابطا جديدا بينه وبين الله.
فيسخر له الله أسباب الهداية ويعينه عليها، فقد أكد للتائبين بأن يغفر لهم ويرحمهم.
فمن تاب توبه على ذنب ثم ذكره فتاب، ثم كلما ذكره تاب، فكأنما صار ذنبه عبادة له لعظم توبته وديمومتها.
أما إذا ذكر ذنبه فسعد به واشتاق إليه، فكأنما عاد لذنبه وأصر عليه وما هو بتائب.
شروط التوبة الصحيحة
- الإخلاص في التوبة لله تعالى بنية سليمة لا تشوبها المصالح، ولا يخالطها الرياء، ويراد بها وجه الله والنجاة من عذابه.
- القيام بمحاسبة النفس والمبادرة لأفعال الخير وعدم الانجرار وراء فعل الذنوب. والتقرب من الله والإقبال على أداء الفرائض والطاعات.
- إظهار الندم على ما أسلف العبد من ذنوب.
- واستشعار الحسرة على إتيانها والعزم على عدم الرجوع إليها.
- رد الحقوق لأصحابها وإبراء الذمة إلى الله.
- بطلب العفو والمسامحة من أصحاب المظالم التي استحلها منهم.
- وأصحاب الحقوق التي اغتنمها منهم
- أن تكون التوبة في فسحة من الوقت.
- قبل أن يصل العبد إلى حال الغرغرة من الموت.
- أو قيام الساعة، فإن هذه الظروف موقوف فيها التوبة.
- لخصوص مراحلها بعجز العبد وتيقنه بالهلاك.
كيفية التوبة إلى الله ؟
- الإكثار من الاستغفار
- ترك الذنوب والمعاصي.
- استشعار مراقبة الله تعالى والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه.
- العزم على ترك المعاصي والذنوب.
- محاسبة النفس.
- التحلل من المظالم.
- الإكثار من القيام بالأعمال الصالحة الحسنة التي توافق هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- الإكثار من ذكر الموت.
- الإكثار من ذكر الله تعالى.
- الإخلاص في التوبة مع صدق النية.
- الإكثار من تذكر الآخرة.
- الندم على فعل المعاصي.
- اتباع السيئة بفعل الطاعات الحسنة والحسنات.
علامات قبول التوبة
- أن يكون حال العبد بعد التوبة أفضل مما قبلها وهو الخوف من الله.
- الاستقامة على طاعة الله تعالى والابتعاد عن المعاصي وتيسير العبادة لله.
- تقطع القلب بالتوبة بخوفه في الدنيا من الآخرة.
- انكسار القلب عند التوبة والشعور بالندم والذل أمام الله بما ارتكب من المعاصي.
اثر المعاصي على النفس
للمعاصي شؤم على من عملها فمن الأفضل تجنبها.
اذا رأى المسلم أن بلاء قد ابتلاه فعليه أن يتذكر ما فعله من معاصي لكي يتوب عنها ويتجنبها فيغفر الله له ذنبه.
ومن آثار المعاصي على الإنسان الحرمان من العلم والهداية. فالله يعطي العلم والهداية لمن يشاء من عباده ويرضى عنه.
حلول الوحشة بين العبد وربه
حيث يستثقل العبد القيام بالطاعات تجاه ربه. ويستسهل الفواحش والحرام.
والمعاصي تورث قلة الرزق وتمحق العمر.
وحين يعلم بأنه ابتعد عن الله ويريد التوبة عما سبق من معاصي.
يكون قد انتهى باب التوبة وأغلق في وجهه ووجه من شاكله.
ولا ينفع الندم بعد ذلك.
