اسلاميات

هل شرب السجائر حرام ؟

هل شرب السجائر حرام؟ هذا السؤال يدور في أذهان الكثير من الأشخاص التي تقبل على التدخين، حيث يعتبر التدخين مضر جدا بالصحة، كما اختلف بعض العلماء والفقهاء في أمر تحريم شرب السجائ.

وسوف نتعرف معكم اليوم على آراء الفقهاء في شرب السجائر، وسوف نتعرف معا على بعض الأدلة على تحريم التدخين من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فتابعونا.

هل التدخين حرام ؟

لم يكن الدخان معروفا في الاسلام، ولم تكن نباته متواجدة أو متوفرة، لذلك لم يذكرها الفقهاء القدامى، وكان أول معرفة بها في بلاد المسلمين في سنة ألف للهجرة تقريبا، عندها انتشرت وشاعت هذه النبتة، وبدأ اختلاف الفقهاء في حكمها.

فمنهم من رأى التدخين حرام، ومنهم من رآه حلالت، ومنهم من رآه مكروها، وكان هذا الاختلاف نتيجة الجهل باضراره، أما الآن فقد اتفق أهل العلم على أثره وضرره على جسم الانسان وصحته، والذي ذهب إليه رأى العلماء المعاصرين هو أن التدخين حرام شرعا، بحسب ما أكده أهل الاختصاص والخبرة من الهيئات الطبية والعلمية.

أدلة تحريم التدخين من القرآن الكريم

استدل العلماء على حكم التحريم بعدة نصوص شرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، وغيرها من الأدلة الطبية، وفيما يأتي ذكر لهذه الأدلة:

أدلة التحريم من القرآن الكريم: ورد في كتاب الله عز وجل العديد من الآيات الكريمة التي يستند منها حرمة التدخين، والتي نذكر منها قول الله تعالى: (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)، وهذه قاعدة عامة جاء بها القرآن الكريم لقياس المستحدثات من الأمور، مثل التدخين، والهروبن، وغيرها مما استحدث.

فنحن لهذه القاعدة نحلل كل ما هو طيب، ونحرك كل ما هو خبيث، وكل شىء ضرره اكبر من نفعه حرام أيضا.

(ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة): والتدخين يدخل في إلقاء النفس إلى الهلاك، فلا يجوز للإنسان قتل نفسه، فهذه الآية تفيد تحريم كل ما يكون فيه إهلاك للنفس.

(ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما): ورد في كتب التفسير أن هذه الآية نزلت لعمرو بن العاص عندما إصابته الجنابة في إحدى الغزوات، وكان الجو شديد البرودة، وتعذر استخدام الماء، فتيمم وصلى مستدلا بهذه الآية الكريمة، فكيف بالتدخين الذي يسبب الموت أو التلف والضرر.

(ولا تبذر تبذيرا، إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا) والإنفاق على التدخين يعد من التبذير المنهي عنه، وهو حرام.

أدلة تحريم التدخين من السنة النبوية

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث نبوية عامة، يندرج حكم التدخين بالتحريض تحت قواعدها ومعانيها المستفادة، والتي نذكر منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار) فكل ما ثبت ضرره هو حرام، والتدخين ضار بالجسم والاقتصاد والمال.

(إن الله كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال) ولفظ الكراهة هنا يدل على التحريم كما ورد في بعض ألفاظ القرآن الكريم.

(إنما مثل الجليس الصالح، والجيش السوء، كحامل المسك، ونافخ الكير) ونافخ الكير هو الحداد الذي ينفخ بالنار، وحامل السجائر أو المدخن مثل نافخ النار، فرائحته سيئة، وملابسه محروقة، ويؤذي من حوله بنفخه وتدخينه.

(كل أمتي معافى إلا المجاهرين) فالمدخن مجاهر بالمعصية.

أدلة أخرى على حرمة شرب السجائر

هناك أدلة أخرى استدل بها عدد من العلماء على حرمة التدخين، وفيما يأتي نذكر بعضها:

  • التدخين مضر، وقد يتسبب في أنواع السرطانات.
  • الدخان خبيث، مكروه الرائحة عند اغلب الناس.
  • الدخان مضر بالدين، ويلهي عن أمور اولى للمرء في حياته.
  • الدخان يسبب التخدير والتفتير، وقد يؤدي إلى حالة أشبه بالسكر عند بعض الناس المكثرين منه.
  • الدخان سبب الإسراف والتبذير.

اهم نصائح لترك التدخين

هناك بعض النصائح التي نقدمها للمدخنين، لعل الله سبحانه وتعالى يعينهم على تركها، أو التدرج والتقليل منها:

  • الاعتماد على الله تعالى وحسن التوكل عليه، وتقوية العزيمة.
  • تغيير ما يتعلق بهذه العادة من مكان أو صحبة، وممارسة الهوايات.
  • عدم الالتفات لكلام المحبطين.
  • تدارك الحال قبل أن يكون المنع من الأطباء، ويكون الحال حينها سيئا.
  • تناول كأس من الليمون المر أو الحامض في الصباح الباكر قبل التدخين، فقد قيل إنه يعين على ترك السجائر.
  • يمكن الاستغناء عن السجائر بأي نوع من أنواع الفاكهة المفيدة.
  • الصيام تطوعا وتقربا إلى الله تعالى، والإكثار من الدعاء واللجوء إلى الله.

وفي نهاية هذا المقال نكون أجبنا على سؤال هل شرب السجائر حرام، وتعرفنا على آراء الفقهاء في أمر شرب السجائر، وتعرفنا على أدلة تحريم التدخين من القرآن الكريم، وأيضا أدلة تحريم التدخين من السنة النبوية الشريفة.

وتعرفنا على أدلة أخرى لتحريم شرب السجائر، وتعرفنا معكم على بعض النصائح لترك التدخين، ونتمنى أن ينال هذا المقال على اعجابكم، دمتم في أمان الله.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!