اسلاميات

من هم خير جنود الأرض ؟

من هم خير جنود الأرض هذا السؤال من السهل الإجابة عنه، حيث أنه من المعروف أن خير جنود الأرض هم أهل مصر، كما أنه ذكر في أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن خير أجناد الأرض،

وسوف نتعرف معكم اليوم عن بعض الأحاديث النبوية التي ذكرت عن خير جنود الأرض، فتابعونا.

من هم خير جنود الأرض ؟

خير جنود الأرض هم أهل مصر، وقد ورد ذلك في خطبة خطيبها عمرو بن العاص رضي الله عنه في أهل مصر تحدث فيها عن أهل مصر، وما يتمتعون به من صفات،

وما يتميزون به من خصال، واستدل على قوله بما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد ضعيف جدا:(إذا فتح الله عليكم مصر بعدي، فاتخذوا فيها جندا كثيفا، فذلك الجند خير أجناد الأرض، فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: لأنهم في رباط الى يوم القيامة)،

ومن العلماء الذين أوردوا الخطبة في مصنفاتهم: الدار قطني، وابن عساكر، وابن عبد الحكم، وتجدر الإشارة إلى أن الحديث السابق روي بسند واحد ضعيف جدا من طريق ابن لهيعة، عن الأسود الحميري،

عن بحير المعافري، عن عمرو بن العاص، وتكمن على ضعف السند، بأن حديث ابن لهيعة ضعيف كما قال الإمام الذهبي رحمه الله، ولم يتبين حال حديث الأسود الحميري، وعليه فكل أجناد المسلمين دون تحديد أحدها بغير دليل صحيح فيهم خيرا كثيرا، لأنهم يبذلون جهدهم في سبيل الله تعالى.

وكان عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قد وصف أهل مصر قائلا:(أهل مصر اكرم الاعاجم كلها، واسمحهم يدا، وافضلهم عنصرا، وأقربهم رحما بالعرب عامة وقريش خاصة).

وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر

حيث وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى فيها بأهل مصر، وفيما يلي ذكر وشرح لبعضها:

روي عن كعب بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في أهل مصر:(إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا، فإن لهم ذمة ورحمة)، ويقصد من الحديث أن هاجر والدة إسماعيل عليه السلام،

وكذلك والدة إبراهيم بن النبي محمد عليه افضل الصلاة والسلام، كانتا من أقباط مصر، ويشار إلى أن جماعة من الناس سكنت مصر، وأطلق عليهم اسم (القبط)، وهي كلمة يونانية الأصل تم إطلاقها على سكان مصر.

وروي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه فيما أخرجه عن الإمام مسلم في صحيحه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما،

فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبئة، فأخرج منها، قال: فمر بربيعة، وعبد الرحمن، ابني شرحبيل بن حسنة، يتنازعان في موضع لبئة، فأخرج منها)، والذمة هي الحرمة،

ويقصد بها السيدة مارية القبطية، إذ أنها من أهل مصر، وقد أسلمت قبل وصولها المدينة المنورة، وأنجبت النبي صلى الله عليه وسلم ولده إبراهيم.

والرحم: هي السيدة هاجر ام سيدنا اسماعيل عليه السلام، وفي الحديث السابق دلالة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر بأن الأمة سيكون لها قوة وشركة بعده، ومن ذلك إخباره بفتح مصر، و القيراط جزء من أجزاء الدينار، وقد كان أهل مصر يكثرون من استعماله.

صحة حديث خير اجناد الارض

ولم فتح عمرو بن العاص رضي الله عنه بلاد مصر وضمها إلى دولة الخلافة الاسلامية، اجتمع مع زعمائهم ليخبرهم عن الإسلام، وخيرهم بين أتباع هدي النبي عليه افضل الصلاة والسلام،

أو دفع الجزية مقابل حمايتهم، وضمان أمنهم في ظل الدولة الإسلامية، واورد عليهما أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي توصي بالأقباط، كما رواه أبي ذر الغفاري رضي الله عنه: ( انكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحمة)،

فرد أحد الأساقفة عليه قائلا: ” أن الرحم الذي اوصاكم بها نبيكم لهي قرابة بعيدة، لا يصل مثلها إلا الأنبياء”، فمنزلة الأقباط من اسماعيل عليه السلام بمنزلة أخواله.

الحكمة من وصية النبي بأهل مصر

حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إقرار أهم أساسات الدولة، ومبادئها التي تدعم استقرارها، وتضمن امنها، وتكفل لأبناء المجتمع حالة من التعايش الآمن، الذي يقوم على الحقوق والواجبات،

وقد طبق المسلمون ذلك في المدينة المنورة على اختلاف أطياف سكانها، كما أوصى النبي عليه الصلاة والسلام الصحابة رضي الله عنهم، من بعده باتباع نهجه وطريقه المستقيم، لكي تقوم الدولة الإسلامية على العدل، والتكافل، والتعايش، والرحمة، قال الله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).

كما أن لبلاد مصر مكانة عظيمة عند المسلمين، لذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم باقباطها، روي عن أم سلمة رضي الله عنها،

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الله الله في قبط مصر، فإنكم يتظاهرون عليهم، ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله)، وبذلك ضمن النبي عليه الصلاة والسلام للأقباط حقوقهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!