قصص وروايات

رواية اقتربت نهايتك

قصةٌ قصيرة باللغة العربيةِ الفصحى، اللغة الأم للعرب ولهجة العروبة الموحّده.
أتخاف من الجن؟، من الشياطين؟، من تلك الأشياء التي تحدث ليلاً ولا تدري لها تفسيراً؟!، حسناً .. إن كنت كذَلك فلا تقرأ قصتنا “اقتربت نهايتك”

♡ كتبها لنا/ خالد صلاح ♡

إنه من الصعب أن يعيش الإنسان كل يومٍ مع دوامة من الأحلام التي تراوده عن الموت حتى تجعله مستيقظاً ليكون على أتم إستعداد للموت حينما يأتي على حين غفلة منه
= الذي يحدث معك ليس طبيعياً البتة يا سلفرادو
دائماً ما أراك شارد الذهن ولا تتحدث معي وحينما نأتي إلى مكان لنجلس سوياً تكون شارداً في عالم آخر وكأنني لست جالسة أمامك
– أتُحدثيني يا أماليا ؟
= حتى أنك لم تنصت لما قُلت، ماذا بك ؟
– أنا ذاتي لا أعلم ماذا بي..!
= وكيف هذا؟ كيف لا تعلم ما يجول في خاطرك..؟
– فقط أرى العديد من الأحلام تجعلني أهاب الموت بطريقة مرعبة تتردد في أذني جملة ” اقتربت نهايتك “
= أُسرد علي ما رأيته لعلنا نجد حلاً لهذا
– رأيت أنني كنتُ أجلس ليلاً في غرفتي، يملئ الغرفة دخان سجائري وتفوح منها رائحة قهوتي، ويذكرني عقلي اللعين بكل ما مررت به وكأنه يحدث أمامي الآن للمرة الأولى…
ف أتحدث مع صديق غرفتي الوحيد الذي يحثني يومياً على الانتحار وإنهاء هذة الحياة اللعينة، يحتضنني ويهمس في أذني” إقتربت نهايتك “
*كنت أسمع ليلاً صوت شخصٍ يناجيني بأن أنقذه فكنت أظنه حُلمً ولكنه لم يكن إلا واقع بشع*
إستيقظت من نومي ولم أجد زوجتي بجانبي فنهضت مسرعاً أبحث عنها هنا وهناك حتى وجدتها…وجدتها مقتولة في غرفة طفلنا الوحيد المقتول هو الآخر منذ ثلاث سنوات…لم تكن جريمة قتل عادية بل كانت بشعه للغاية، كان رأسها معلق وجسدها مُلقي على الأرض وبجانبها ورقة كُتِب عليها بدمائها ” إقتربت نهايتك ” فنهضت من نومي فزعاً وأنا أحاول إقناع نفسي بأنني لم أتزوج بعد…!
= لماذا يحدث معك كل هذا ؟
 أكنت تخشى الموت منذ الصغر ؟
– وما زالت أخشاه وكأنه شبح مخيف، يرتجف قلبي عند سماع أن أحدهم قد توفاه الله
أتمني الزواج ولكن أخشى منه بسبب ما رأيته
 لا أريد أن تكون نهاية زوجتي وإبني بشعة بهذا الشكل
= ولكن لا تربط حياتك بمجرد أحلاماً تراها ولا وجود لها على أرض الواقع
– ليس كل ما نراه حقيقة، ولكن هناك أشياء نحلم بها حتى نكون على أتم إستعداد لمواجهتها على أرض الواقع، فلا يوجد شئ يحدث مع الإنسان هباءً منثوراً يا أماليا
ولكن هذا ليس كل ما أراه
= ماذا ترى أيضاً ؟ أرأيت أحلاماً أخرى
– لقد رأيت ثلاثة أحلامٍ متوالية سردت عليك أحدهم فقط
 = أُسرد عليِ الآخر يا سلفرادو
اقتربت نهايتك
اقتربت نهايتك
رأيت أنني كنت أجلس على مكتبي أكتب ما أشعر به، أجلس وحيداً أستمع إلى موسيقاي الصاخبة فجأةً وكأن صوت الموسيقى إختفى ويتردد في أنحاء الغرفة صوت يردد ” إستعد إنها تقترب ” فـَ ينقبض صدري وتزداد ضربات قلبي ويظهر صوت أقدام قادمة من ورائى لا أعلم هل غاب بصري أم إنقطعت الأنوار شعرت بيد تمسك بي وترفعني لأعلى ولكن لا يوجد أحد خلفي وتردد بصوت مرتفع إنها نهايتك…إنها نهايتك، يرتجف جسدي وقلبي يكاد يخرج من موضعه من شدة سرعة نبضه تعرق جسدي وسقطت أرضاً، عادت الأنوار مجدداً وعاد صوت الموسيقى الصاخب كما هو وأجد علي مكتبي حيثما كنت أجلس ورقه كُتِب عليها ” اقتربت نهايتك “
= ما يحدث معك هذا ليس طبيعياً…
لابد أن تعترض نفسك على طبيب نفسي حتى لا تتوالد تلك الأحلام بداخلك وتجعلك أسيراً لها وتفقدك لذة الإستمتاع بحياتك
= على الأقل ستعرف سبب ما يحدث معك
 قد تكون معتقدات قد تقدست بداخلك منذ الصغر ونمت بداخلك حتى سيطرت على كل حواسك
أو أنها أعراض من كثرة مشاهدة أفلام الرعب
= لدي صديق يعمل في الطب النفسي
سأتصل به ونأخذ منه موعداً لكي نذهب إليه
– حسناً
= سأهاتفه وأعود إليك
— ساد الصوت في أرجاء المكان–
= لقد حدثته وقال أنه في انتظارنا غداً في الخامسة مساءً
– سأنتظر للغد فلن أستطيع النوم حتى لا تراودني أحلاماً جديدة تفقدني عقلي هذه المرة
ظل سلفرادو ليلة كاملاً مستيقظاً حتى لا يراوده حلماً جديداً يقضي على ما تبقى من عقله
حتى دقت الساعة معلنة على أنها الرابعة عصراً ، ذهب إلى نفس المكان كي يقابل أماليا و يذهبوا للطبيب النفسي
= كيف حالك اليوم يا سلفرادو ؟
– لم أنم منذ ليلة أمس وكاد عقلي أن ينفرج
= هيا لكي نذهب وتجد إجابة عن كل مايجول بخاطرك
صمت سلفرادو ولكن عقله لم يتوقف عن التفكير..بدأ بالتفكير بأمور عِده وأولها شبح نهايته
أوقف صوت أماليا عقل سلفرادو عن إكمال مهمته
= لقد وصلنا
– لا أريد أن يعاملني العالم على أنني مريض نفسي
= لدينا موعد مع الدكتور روبيرت
إنه في إنتظاركم
= أهلا روبيرت
هذا صديقي الذي حدثتك عنه أمس
• أهلا سلفرادو
تفضل بالجلوس وأسرد عليِ الحلم المتبقي فلقد أخبرتني أماليا بما سردت لها من أحلام أخرى
– رأيت أنه فـَي تمام الواحدة صباحاً في يوم تصاحبه رياح شديدة وأمطار غزيرة عُدت إلى منزلي بعد يوم شاق للغاية أعددت فنجان قهوتي وذهبت للقراءة في شرفتي المطلة على حديقة المنزل أجلس وأُمسِك بكتابي المفضل وأستمع لـِ موسيقاي…موسيقي صاخبه تعزلني عن العالم أجمع..بدأت في القراءة ويجذبني الفضول لمعرفة نهاية القصة التي أقرأها أنهيت فنجان قهوتي وأنهيت قصتي ..بالرغم م صوت الموسيقى الصاخب إلا أنني شعرت بخطوات ف المنزل فلم أُعِر إهتماماً للأمر ولكن تكرر الصوت مراراً وبعدها يعلو صوت التلفاز ولكن كيف؟ لا يسكن أحد معي !
أسكن وحدي في هذا المنزل منذ 3 سنوات.. نهضت لأرى ما يحدث خارجاً ذهبت حيثما يوجد التلفاز والصوت مرتفع جداً ولكن الغريب في الأمر أن التلفاز كان مغلقاً شعرت بالخوف الشديد.. من أين أتى هذا الصوت؟ لوهلة ظننتها تهيُأت ولكنه واقع مخيف وبشع جداً.. صوت أقدام قادم م خلفي وكأنني تسمرت في موضعي وكأن هذا كله حلم أتمنى أن أستيقظ منه سريعاً إلتفت ببطئٍ شديد وجدت شخصاً طويل القامه عيناه تشع ضوءً ملامحه مرعبه فجأهً يختفي وترتجف أضواء المنزل ويعلو صوت يردد ” اقتربت نهايتك “
فأنتهى من قراءة الكتاب وأذهب للنوم للإستعداد ليوم شاق آخر…!
ساد الصمت في أنحاء الغرفة وبعد لحظات تحدث الطبيب مع سلفرادو وأخبره أنه سيهاتفه بعد دراسة الأحلام جيداً ..
تنتهي المقابلة بين سلفرادو والطبيب النفسي فيعود إلى منزله ويعود عقله للتفكير بتلك الأمور وتلك الجملة الغامضة “اقتربت نهايتك”
ولكن سرعان ما يستيقظ سلفرادو فزعاً على صوت هاتفه لتدق الساعة السادسة صباحاً معلنة عن بداية يوم تعيس تملئه المشاغل فقط
وأخيراً أعلن هاتفه عن نهايه تلك الأحلام أم نقول أنها كابوس بشع تمنى سلفرادو ألا يتكرر مرة اخرى
أعد سلفرادو كوب قهوته واذا بهاتفه يرن ولكن الرقم مجهول يجيب على هاتفه فاتحاً سماعة الهاتف ليسمع صوتاً يقول “اقتربت نهايتك”
يظن أن نهاية قصته قد إقتربت كما هيأ له عقله الباطن….. ف ليس كل ما نحلم به حقيقة فاغالباً ما تكون مجرد احلام سخيفه هيأها لنا عقلنا لكثرة التفكير بها
ف عقل سلفرادو هيأ له تلك الأحلام الغريبة وجعله يؤمن انها حقيقه!
وفي نهاية المطاف قد اقتربت نهايتنا جميعاً.. حظاً موفقاً لك في حياتك القادمه

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!