قصص وروايات

رواية جواز صالونات

 “جواز صالونات” 

♧بقلم/ رحمة محمد♧

_رحمه
__نعم يا ماما
_يلا يا حبيبتى العريس قرب يوصل
__حاضر يا ماما هجهز
_رحمة أنتى مقتنعة ب اللِ انتى بتعمليه ده لو مش مقتنعة بلاها منو يا حبيبتى انا أهم حاجة عندى سعادتك!
__متقلقيش يا ماما مقتنعة ولا أنتى بقا مش عيزانى أسيبك وامشى “بهزار”
_ايوه طبعا ده انتى فرحة عمرى هتسبينى وتمشى معقول كبرتى
__ايوه يا ماما يلا نبداء وصلة العياط لسه بدرى يا ست الكل ده مجرد قاعدة تعرف لو حصل نصيب خير وبركة محصلش يبقا خلاص
_يلهووى “بخضة وضربة صدر”  تفى من بوقك يبت ان شاء الله فيه الخير وكل الخير كمان
__الله يا ست ومن شوية كنتى هتعيطى عشان اسيبك امرك غريب والله
_طب قومى يلا بلاش مياعة الناس على وصول وشوفى حاجة بتاعة بنات البسيها بلاش بناطيل يلاا
__امرك يا باشا حااضر
جواز صالونات
جواز صالونات
_مكنتش حاسة ان انا فرحانة كان عادى عريس متقدم جواز صالونات اصل قلبى تعب اه بالله تعب
تعب حُب حاجات مش ليا ومرمطة ومشاعر بتترمى ف الارض وكل واحد معدى يدوس عليها شوية ويمشى
*******
العريس وصل ماما بتنده، بطلع وبقدم العصير عادى تقليدى كل حاجة تقليدية مفيش حاجة مميزة مفيش الفرحة بتاعت التعب ان خلاص وصلتلك مفيش ان ابص عليه من ورا الستارة بتاعت الصالون اينعم مفيش صالون ومفيش ستارة بس عادى
عارفين مفيش الفرحة دى بتاعت حُب عمرك متقدملك
__خرجت قدمت العصير سلمت وقعدت جمب بابا وماما وهو واهلو موجودين كُنت لابسة فستان ولافة طرحتى وميك آب يكاد يكون مش موجود انا بطبعى مبعرفش احط اصلا حاجة ف وشى ويمكن ده الل مخلينى غريبة عن بنات سنى شويتين
كالعادة وبعد شوية وقت سمعنا الجُملة المُعتادة م تسيبو العرسان لوحدهم يجماعة وسبونا لوحدنا…
قررت انا اللِ اقطع السكوت انا مبقتش اتكسف اتكلمت وسئلت وعرفت عنو كُل اللِ محتاجة اعرفو سكت وقولتلو اتفضل لو فى معلومة عايزنى اوضحها مهما كانت هيكون حقك طبعا
__متكلمش كان ساكت سكوت مش فاهمة ليه حاجة هو باصصلى وساكت فلحظة كان وشى ف الارض
“انا اه قوية وبعرف اخود حقى واتكلم بس لو حد بص فعينى وطول ثانيتين مبقدرش ابص ف وشو وبحمر معرفش ليه او ازاى”
_ضحك وتلقائيا لقيت نفسى بصتلو صوت ضحكتو دخل زى لحن ف ودانى مبصتش عشان عايزة ابصلو واشوف عيونو وهو بتضحك لما بتقفل كده وبيبقا شكلو قمر ولا غمزتو الل بتظهر فى خدو اليمين ولا تفاحة ادم اللِ بتنبض لا لا خالص مبصتش عشان كده
انا بصيت هو ليه ضحك هو ليه غامض وليه مش فاهمة منو حاجة ودى اول مرة من مدة طويلة اقعد قدام حد معرفش هو بيفكر ف اى معرفش عايز اى
شاف فى عينى الحيرة وقف ضحك وبصلى باهتمام وكل ثبات وقوة مع نبرة أمر مُختلطة بنبرة ترجى “شفتك قوية بس القوة دى مبتجيش بسهولة جتلك ازاى، اخر معلومة عنك انك بتتكسفى من ضلك بعدين حالك اتشقلب لما رجعت اسئل من تانى عليكى، احكى”
بصتلو وتنحت لاول مرة احس ان الماضى بيرجع من تانى لاول مرة الاقى نفسى هبان ضعيفة
لا انا مش ضعيفة انا هحكى من امتا والماضى بيوجعنى انا قولت خلاص ده اصبح ماضى وانتهى… جمعت كل القوة اللِ ف الدنيا وبدأت احكيلو….
“من خمس سنين عرفتو كُنا صحاب بعدين الموضوع قلب وارتبطنا كانت اول مرة ارتبط واول مرة اخون اهلى واول مرة اكلم حد واول مرة اخرج مع حد واول مرة انطق كلمة بحبك، بص هو كان اول مرة فكل حاجة فحياتى فضلنا سوا سنة كانت سنة متناقضة نتكلم يومين نتخانق خمس ايام قصدهم، بس منكرش ان اول واحد القلب فكر انو دقلو وافتكرت انى بحبو معرفش ليه بس قولت هو الحب الاول والاخير هو الل هكمل معاه وهعيش ليه وهستناه هو وهو وكُل ما يقال عن هو لحد مخلاص قرر نسيب بعض ليه وازاى معرفش.
جواز صالونات
جواز صالونات
صحيت من النوم كالعادة ف الفترة الاخيرة متخانقين عاملى بلوك من كل حاجة وسايبلى رسالة على الماسنجر” اسف مش هقدر اكمل” حسيت بضياع احلام سنين قدام اتهددت قصادى كان كل تفكيرى ان لا ده حلم مصطفى مش ممكن يسبنى انا هفوق منو خلاص بس للاسف مكنش حلم مفيش حلم بيفضل خمس شهور صح!  ده اسمو غيبوبة…
لمحت فعينو سؤال وفهمتو لاول مرة من ساعة مقعدت قدامو، راضيت فضولو وجاوبت معرفش سبنى ليه كلمتو من رقم صحبتى كان ردو كل شىء قسمة ونصيب وانو مش مرتاح انهرت بعد الخمس شهور دول كُنت بشوفو فكل حاجة او ممكن كُنت بشوف وجع قلبى او هبلى مش عارفة كُنت مستنياه وبحلف واتحالف بيه واقول امو راجع وانا متاكدة من ده لحد ما فيوم جالى خبر خطوبتو كان خبر موتى زى مكنت فاكرة طبعا مش محتاجة اوضح ان الموضوع ده بدون علم ماما اللِ كانت شايفة حالتى وساكتة معرفتش اوصلو تانى وقررت انو خلاص لازم يخرج من حياتى
بس فيوم انا تعبت وماما كانت جمبى لحد مخفيت ورجعت صحتى تانى
 وقتها مكنتش بفكر كنت باخد القرار اول ما الفكرة تيجى فبالى وساعتها قصيت شعرى ولاول مرة شعرى يهون عليا واقصو شفت شعرى بيقع حوليا فكرنى بهدم احلامى اللِ اتدمرت بسببو بس فجأة ببص ف المراية لقيت نفسى حلوة اه والله زى مبقولك كده لقتنى حلوة وشكلى اتغير رغم استمرار ملامح وشى زى مهيا ووجود الهالات تحت عنيا والحبوب اللِ مالية وشى وعينى اللِ دبلت من العياط طول الليل بس اتغيرت قصت شعرى غيرت شكلى، كانت دى اول خطوة ان استقوا واعرف ان ساعات اللِ بيتهدم بيتهدم عشان يتبنى مكانو الاحلى او المنظر من غيرو احلى
بعدها جمعتنى مع ماما قعدة اتكلمنا كتير ودى اول مرة تحصل بينى انا وماما بس هقولك من وسط كلامها قالتلى حاجتين دول اللِ رجعولى الحياة بجد اول حاجة كنا قاعدين وجت سيرة الحُب ردت عليا بنظرة غريبة كانت حنينة بس تحذيرية وقالتلى “الحُب مش انو يكلمك من ورا اهلك يا رحمة ولا يكلمك فى الضلمة الحُب ان يتقر ربنا فيكى يحميكى هو ميقبلش كده على اختو
حتى لو الحياة والظروف بيجبرو على كده لو قلبو دق ليكى بجد مش هيخبى ده هيمشى ويتفشخر بيكى وسط الكون ويشوفك ست الكون
الحُب يبنتى مش اللِ يوجع ويبيع باليومين والتلاتة ولا اللِ يتحكم لكونو الأمر الناهى لا يا رحمة
الحب لين ورحمة قلبين بيحضنو بعض بينتج من خلالهم قلوب تانى تحضنهم عشان القلوب دى بيستحملو مُر الحياة، الحُب هو ان ارمى حملى عليه وقت ما الدنيا تكون صعبة وهو العكس، بيكون الاب والابن والسند والصاحب والحبيب والرفيق والطريق والكون بحالو، الحُب وقت تعبك يشيلك ويديكى دواكى ويهتم بصحتك وبحالك مش يجبلك الامراض وميسالش فيكى.
الحُب يعنى ميعرفش طريق للبُعد عنك ولا حتى ساعة، حتى لو هيبعد بيطمن برجوع وبلهفة لُقاء تجمعكو بين تعب سنين وبدعاء من قلب صادق فبيطلع للصادق فيجمعكو تحت سقف واحد بعد شقى ودُعاء سنين للى خلقكو، هيخاف يوجعك هيحس بخوفك ويطمنك هيحس بغيرتك ويهديكى هيحس بقلبك
غير كده مسموش حُب يا بنتى،
الحُب اللِ بيداخل يقول انا عايز وهاخده حتى لو مش موافقين شايفك ليه مش لحد غيرو وقت متكونى على اسمو بصحيح يحس انك اكبر إنجاز فحياتو ولو عاش عمرو كلو مش هيحقق زيو”
والموقف التانى لما عرفت ان كُنت بكلم مصطفى وفهمت اللِ كان حاصلى او اتاكدت منو وساعتها قالتلى
“أنتى كُنتى زى العجينة ف ايدو يشكلها زى مهو عايز وفضل يشكل فيكى لحد ما مرة وحدة وبدون سابق إنذار رماكى فى الفرن حرقك وخلاكى تخدى الصدمة بتاعت النار بس بعدين خرجتى منورة وشبه الوردة المدورة فى إرجعى منورة من تانى”
من بعدها قررت ان مصطفى ده لازم يتنسى وميدخلش حد بعديه لحد ماكون قادرة ادخل حد تانى فعلا واعرف اختار صح
واهو اديك بعد خمس سنين جيت انت
متكلمش وحسيت ان انا بوظت الدنيا سكت شوية وقام وقف وقالى هرد على بابكى بعد يومين ان شاء الله
حسيت ساعتها انو هيمشى ومش هيرجع وللحظة قلبى اتقبض ووجعنى معرفش ليه بصيت على طيفو اللِ اختفى وهو خارج فضلت مكانى حاسة بالبرد لتانى مرة بس هو بردو كان مختلف كان برد حنين رغم انو برد بس ريحتو فى المكان مدفيانى، فضلت مكانى لحد ما ماما جت واليوم خلص
تانى يوم بليل كان بابا مبلغنى ان احمد بيقول عايز كتب الكتاب بعد اسبوعين والفرح اخر الشهر مقدرتش اصدق اللِ سمعتو ومقدرتش حتى اكلمو بس اكنو فاهم او عارف حالى لقيت رسالة منو منورة الشاشة “فكرانى هسيبك عشان ماضى حبيبتى احنا رجالتنا متسبش حريمها لحد غير وقت مامتو اجهزى بعد اسبوعين هتكونى على اسمى وشهر وتكونى منورة بيتك يا اميرتى”
جواز صالونات
جواز صالونات
معملتش حاجة صليت وعيطت واتجبرت ربنا جبرنى وحسيت بجبر قلبى وفرحتو وان اخيرا انا خدت عوضى من ربنا
يوم فرحى ماما قالتلى
“اللِ عدا كان اختبار ووجع قلبك اللِ عيطتى عليه شهور اهو ربنا عوضك عنو بس كان عايز يعرفك غلطتك وان انتى مينفعش تغلطى ووجع القلب ده كان تكفير ذنب وهو هين جدا وده من رحمة ربنا عليكى، كان لازم تتوجعى عشان تكبرى كان لازم حاجة تعدى على قلبك تدوقو المرار عشان لما تدوقى الحلو تميزى الفرق بين الاتنين المرار يبنتى مش هيدوم ويوم ما يجى الحلو هتنسيه”
مقدرش أنكر ان ربنا عوضنى بزوج صالح وناجح وبيحبنى ومعوض قلبى  عن كُل حاجة ويوم ميزعلنى يقولى واجبى اخدك فحضنى وميعديش يوم وانتى زعلانة منى، ولما كان حد يقول عنى قوية وليا شخصية كان يرد يقول انا اللِ مديها القوة دى وده حقيقى انا بستقوى بيه من الدنيا كلها “
“أوقات بنحس إن الدُنيا جت علينا كتير وظلمتنا وإن مع كُل يوم بيمر الدُنيا بتسحب من روحنا شوية واحنا منعرفش او مفكرناش ان ده نتيجة قرار احنا خدناه وطبيعى نتحاسب عليه وندوق المرار بتاع اختيارنا بس اللِ منعرفوش إن وقت ما الحلو بيجى بندوق رحمة ربنا اللِ بجد وبنندم على زعلنا من اختيارنا
طبيعى نغلط ولازم نتحاسب بس الاكيد إن ربنا بيعالج حتى لو المرض إي”
☆بقلم/رحمة محمد☆

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!