قصص وروايات

رواية بداية الوطن ونهايته

جدول المحتويات

بداية وطن ونهايته

بقلم/ سحر محمد

خيرٌ يا أمى لماذا تبتسمي في المقابر؟
ابتسم لأبني الشهيد..
ابنى الذى ضاع فداءً لهذا الوطن
أتعلم؟
انا سعيدة، لن أبكى وأحزن
أنا أم واهٌ من وجع أم فقدت فلذةُ كبدها
لكن.. ابنى انا شهيد
ابنى مات وهو يبتسم
مات وهو سعيد…
كل هذا وانا ابكي؟
كيف؟
كيف أبكى وابني في الجنه
كيف أبكي وابني انقذ الكثير
أتعلم؟.
أصدقاء ابنى يظلوا يحكوا لي عن بطولاته
عن قوته ضد العدو.. عن صلابته في الشدائد
عن مدافعته عن وطنه…
حينها
أبتسم..
أبتسم بفخر..
أبتسم من كل قلبي وابكي لكنها دموع فرح!..
دموع فرحاً على ابنى..
ابنى الذى مات
ولكن.. سيرته ظلت!
ابنى لم يمُت
ابنى يعيش في قلوبنا
ابنى موجودٌ بذكرياته
ابني قدوةً لشبابه
لن يكون ابني أغلي من تراب هذا الوطن!
كُلنا لك يا وطن…
في الطرف الأخر من العمر
هل تبكي إيها العجوز؟؟
اه يا بني ابكي، ابكي علي حالي وعلي قسوة ابنائي عليّ هل تعرف انا مسجون أكل اشرب انام ويوجد مثلي الكثير هنا كلنا ابنائنا تخلوا عنا صرنا عبئاً ثقيلاً عليهم، وضعونا في دار المسنين انظر لنفسي واتحسر صرت مُسن ليس لي قيمه لم أكن اتخيل ان ابنائي فلذات قلبي يتركوني وحيدٌ هكذا، قالوا لي سيزورني أين هم؟! قل لي أين هم لم أرهم ولم اسمع صوتهم اشتقت لهم حقاً اشتقت لهم مهما فعلوا سيظلوا أولادي…
حقا هذا الزمن عجيب، المشاعر فيه ماتت أين الرحمه يا بشر؟؟
الأبن يتخلى عن والديه كيف نكون ناكرين للجميل هكذا، غيرك ليس لديه نعمتك وانت ترفضها بأرداتك، لكن لا تنسي ان الندم بعد فوات الأوان لن يفيدك بشئ، أتمنى أن كل أبن وأبنة ينور بصريتهم ويدخل في قلوبهم الرحمه علي أعظم اثنين في الدنيا والديهم..

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!