عالم آخر

دقت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل وهو موعد الاكتئاب، أقف علي سور البلكونه بثبات غريب،لا أشعر بالخوف حتي ضربات قلبي هادئة تماماً،أمسك فنجان قهوتي،واتمشي علي ذلك السور كعادتي.

ويبدأ قلبي وعقلي بمحاربة بعضهما البعض كعادتهم يومياً، ولكن العقل دائماً ما يهزم القلب،قلبي يقول “ما زال هناك أمل” وعقلي يقول ” من وقف بجانبك حينما كنتي تموتين وتستنجدين بهم؟هل  اهتم أحد؟ غريبة أنتي يا عزيزتي! تظلين متفائله حتي بعد كل ما يحدث لك!

نظرت للسماء ومن ثم لذلك القمر المكتمل،منظر يسحر العقول والقلوب،ابتسامة تلقائيه تظهر عند النظر إليه يا لهذا الجمال،جميل هو لم يتلوث بعد بنفاق البشر،وفجأه فقدت انتباهي ليسقط فنجان قهوتي علي شخص ما،حاولت آن اري ملامحه ولكن كان الوقت متأخر جداً والضوء شبه منعدم، حتي ذلك الشخص لم يقل سوا كلمة واحده “أنتظرك” لم استعجب حقيقة فهذه ليست المره الأولى التي يحدث فيها هكذا لانني حاولت الإنتحار من قبل.

شاهد: قصة الحبُّ المقدس

تابع قصة عالم آخر، وقبل أن أغيب عن الوعي أسمع فقد تلك الكلمه تترد في أرجاء المكان حولي،ولكن لا يشاء القدر موتي،من حسن حظه أن الفنجان لم يقع عليه فقط سكبت عليه القهوه بينما سقط فنجاني علي الأرض ليلقي مصيره، لقد كسر لمئة قطعة أو أكثر صحيح الارتفاع ليس بذلك القرب،انه ذلك الدور السابع، اعلم! أسمع صوت نبراتكم المستعجبه،كيف لتلك المجنونة أن تقف علي سور بذلك الارتفاع،اعدت نظري للسماء لاري ذلك السحاب الذي غطي القمر،ولكن كيف؟!

لقد كانت السماء صافية منذ بضع دقائق،علمت حينها أنها لم تكن بالصدفة،شعرت بأحد ينظر إلى إنه ليس ببعيد ولكنه شبه مختفي لا أرى سوى ظل متحرك ليس أكثر،الان إنه بانتظاري كعادته،لقد أنتظر كثيراً لاجرب قدري هذه المره لاري ما سيحدث ،أغلقت عيني بعد آخر نظره لنجمه خافته موجوده وسط نجوم عديده.

لكن كما يقولون وجودها مثل انعدامها،ثم القيت نفسي لاري قدري العزيز احان الوقت أم لم يحين بعد،ولكن خانني القدر هذه المره،شعرت بذلك الظل يقترب مني وقبل أن أخذ آخر أنفاسي تحدث “أهلا بك” وقتها كانت اخر دقات قلبي تعلن وفاتي.

ذلك العالم بشع حد الجنون يطفيء كل من يضيء وينير عتمة كل ظالم، لا مكان للأبرياء هنا فقد إحتل هؤلاء الأشرار عالمنا،فلنذهب نحن لمكان آخر لنصنع عالمنا الخاص أنتظركم أنا وهو هناك نصنع عالمنا جميعاً لنحتفل بمجيء كل شخص جديد مثلما احتلفوا بي بعالمي الجديد…💔