قصص وروايات

مشهد واحد قصة لكل عشاق القصص

مشهد واحد لأصحاب الملل السريع من القراءة وبرغم ذلك يحبونها! لأصحاب النقمات التي يمقتونها نقدم لكم مشهد قصير مكتوب باللغة العربية الفصحى(اللغة الأم)

بقلم/ ريهام بكر

مشهد واحد
مشهد واحد

مشهد واحد

توقفت في منتصف النزهة لتبتاع شيئًا يهون عليهما الحر، وحين رأت “الطابور” قد يطول استأذنته أولًا لتظفر من عينيه الخضراوان على الموافقة.
يمر من أمام عينه تمامًا حذاء أسود من ماركة غنية عن التعريف فيتأمله منبهرًا، تنورة قصيرة تغطي سيقان رفيعة كأنها لأبي قردان فيغض الطرف، بنطال أحمر مرتديه يبدو في العشرين وعلى الأرجح يختم حبكة طلته بتسريحة شعر غريبة كأنه تلقى تيارًا كهربائيًا توًا!
ربما له عينان عسليتان، ربما شعره فقد لونه الطبيعي لأنه بعثره بأكثر من لون ليواكب الموجة، لكنه لن يعرف أبدًا!
عربة سوداء، تقودها امرأة تعشق الحلوى يبدو هذا من وزنها، جرو صغير هرب من صاحبه!
على مرمى بصره، الجهة المقابلة من الشارع، تقف سيارة سوداء رباعية الدفع. عاشقان يخوضان شجارهما الأول، بناية ضخمة كُتب عليها “المؤمن للعقارات” وساوره فضول الطفل أن يعلم كم طابق تتحمله البناية لكنه لم يستطع، لن يعرف أبدًا!
لا يستطيع تحريك إنشًا واحدًا من جسده لينظر إلى أعلى ويعد طوابق المبنى، حتى خنصر يده يستقر على ذراع الكرسي المتحرك بلا حراك! حدقتاه فقط سلمتا من الداء فلا تكفان عن التحرك.
وكأن الذبابة لم تجد غيره لتؤذيه، تربصت له فقررت أن تزحف على وجهه مستغلة غياب أمه في زحام الكشك المجاور، بدأ العد من واحد لعشرين والتي تعلمها مؤخرًا لكنه وقف في المنتصف حين قرصته الذبابة كأنها لا قدر الله تقلد النحلة، تحمل الوجع ولم يصرخ لكنّ عيناه خانتاه بدمعتين.
التفتت هي تطمئن عليه فرأت انزعاجه، تخلت سريعًا عن دورها في “الطابور” لامرأة خمسينية، أثنت عليها فأطربت قلبها.
هرولت إليه تَذُب الذبابة ولو تقدر أن تهرول ورائها في الشارع وتقتلها لفعلت.
انحنت تلثم خده قبلة قبل أن تدفع بالكرسي المتحرك أمامها.
_أنا آسفة، تأخرت.
ابتسم ثم سأل بحماس وعيناه تشير لشيء ما:
_ ماما! كم عدد طوابق هذا المبنى؟
إلي هنا تكون انتهت قصة مشهد واحد نتمني أن تكون أعجبتكم.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!