قصص وروايات

رواية مَن لا يُنسى

قصةٌ صغيرة بالعاميةُ المصرية تحت عنوان “مَن لا يُنسى”

♧بقلم/ريم النحَّاس♧

_طول عمري بحب القراءه ..سواء كانت ابيات شعر او حتي روايات ..المهم ان الكتب ليها مكانه تانيه ف قلبي ..بحب الشعر جدا وخصوصا للناس الكبار زى الرافعي والمتنبي والبحتري واغلب عمالقه الشعر عامه … ومن كتر حبي للكتب اشتغلت ف مكتبه عامه ..ممكن البعض يشوفها حاجه غريبه بس دى الحاجه اللي حبيتها فعلا …
عمو عبداللطيف صاحب المكتبه الراجل الكبير اللي دايما لسانه مش بيبطل ذكر وتهليل والطيبه اللي ف الدنيا ربنا جمعها فيه …حبيته جدا من اول مره شوفته وانا بشترى من عنده كتاب …واول ما دخلت المكتبه وشوفت قد اي هو مهتم بيها وبيحبها قررت اكون معاه ..وقلبي غصب عني وقع ف سحر كتبه …
مَن لا يُنسى
مَن لا يُنسى
حفظت الكتب واماكنها واشكالها …كان اي حد ييجي يستعير او يشترى كتاب كان يستغرب ان بنت شابه صغيره قدى واقفه ف مكتبه قديمه مفيهاش غير كتب عريقه مع بعض الكتب والروايات الجديده …وف يوم ع غير العاده كنت قاعده بقرأ ف كتاب قديم وكان فيه كلام بحبه  قوي.. “وقد أنار حُبه شوارع قلبي المهجورة و كأنه كان فرصة جميلة كي نعيد العيش بسلام”
_لعائشه مفتاح…. وانا مندمجه وبحاول استشعر معني البيت محستش غير و حد واقف قدامي وبيتأملني جامد …صوتي مكنش قادر يطلع ..مردتش ابص عليه وحطيت وشي ف الكتب وبنفي الفكره اللي جات ف دماغي ..رجعت تاني من تفكيري اللي سرح بيا وانا بفتكر  ..قولتله وانا بقلع نضارتي : حضرتك عاوز حاجه معينه؟ قالي بصوته اللي فيه بحه مميزه خلتني اشك ف نفسي اكتر :هو انا كنت جاي اشترى كتاب معين .. بس ممكن انتي تقترحي عليا حاجه لو مش هيدايقك؟  باستغراب قمت من ع الكرسي وانا بلبس نصارتي تاني وبقوله :عاوز نوع معين من الكتب ؟
قالي :انتي بتفضلي اي؟ رفعت حاجبي بضيق وقولتله وانا مديره وشي :لو حضرتك جاي تستظرف ف انا مش فاضيه ..مش عارفه انا قولت نكته ولا اي لقيته فجأه عمال بيضحك وانا مش عارفه ع اي بس لاحظت الغمازه اللي ف دقنه لا بقي كده كتير انا عارفه الشخص ده وي رب ما يطلع اللي ف بالي …
خلص ضحك الحمد لله وقالي خلاص يستي مش هستظرف نقيلي انتي وانا هقعد ساكت ..فضلت باصه باستغراب ف الارض وبردو مش راضيه ارفع عيني  ونقيت كتاب كان بيتكلم عن الشعر الجاهلي انا بحبه واديتهوله ..وسألته :حاجه تانيه هز راسه بلأ وقالي :انا هستعيره مش هشتريه
قولتله :تمام بس سجلي اسمك هنا وف مبلغ هتدفعه دفع الفلوس وبزياده  وكتب اسمه وقفل الاجنده وراه وقام ماشي ..قعدت افكر مين الشخص الغريب ده انا متأكده انى اعرف او ع الاقل شوفته قبل كده بس مستحيل يكون اللي بالي.. افتكرت انه كتب اسمه فتحت الاجنده وببص لقيته كاتب “يوسف …..”لا بقي انا عارفه الاسم ده ..ده زى ما يكون ..برقت من الصدمه وقومت استأذنت من عمو عبداللطيف سألني :ف حاجه قولتله: لأ بس شويه صداع رد عليا بجمله مفهمتهاش وقتها:
“عيشي حياتك ي مريم لانها تستاهل تناعش مع اللي يستحقك مش هتموتي بين الكتب ” روحت وانا دماغي مصدعه فعلا وكل تفكيري ان مستحيل يكون هو فعلا…عدى يومين ولقيته داخل بابتسامته البشوشه حطيت وشي ف الارض مش عايزه اعرفه انى عرفته فعلا قولتله: هستبدل ولا هترجعه بس قالي: لا هستبدل قولتله :
تمام المكتبه قدامك اتفضل قالي: مش هتساعديني قولتله: معلش مش فاضيه هز راسه ب تمام وراح عند الكتب خد المره دى روايه قديمه متكلمتش واخدت الفلوس ومضي ومشي من غير كلام ..فتحت الاجنده لقيته كاتب جمب الامضه “بتهربي مني لي
مَن لا يُنسى
مَن لا يُنسى
” ساعتها بجد قلبي كان هيقف دا طلع هو بجد بعد سنتين من اللي حصل لسه فاكرني طب لو واجهني هعمل اي انا مش حمل حب ولا كسره الحب انا عارفه انى كسرته زمان لما جه وقالي عايز يتقدملي وانا خفت من الحب ده فسبت المحافظه كلها وجيت عشت هنا…. الوقت مر ببطء لغايه ما خلص وقت الشغل.. مر شهر واتنين وتلاته وهو كل مره بيجي كل يومين ويكتب نفس الرساله ويستعير كتاب جديد…مجاش النهارده  يعني حاجه غريبه …وانا مالي دى حاجه متخصنيش لا ده ممكن يكون حصله حاجه او رجع تانى يعني مش هشوفه خلاص..
قفلت المكتبه الوقت اتأخر والدنيا بتمطر جامد قفلت الجاكيت كويس وحطيت ايدى ف جيوبي ومشيت فجأه لقيت شمسيه فوق راسي ببص لقيته هو حطيت وشي ف الارض ومشيت بسرعه لقيته جاي بسرعه ورايا وشدني من دراعي جامد وفجأه زعق ودى كانا اول مره اشوفه عصبي : انتي اي مش راضيه لي تدينا فرصه انا عارف انك بتحبيني زي ما بحبك لي بتهربي ي مريم بقالي سنتين بلف عليكى ودوخت لغايه ملقيتك وانتي اصلا مش راضيه تعترفي ان ده انا مشيتي لي زمان حرام عليكي اللي بتعمليه فينا ده …
بصتله وعيني مليانه دموع وحمدت ربنا ان المطر غرقنا ومش باين انى بعيط رديت ببرود :خلصت كلامك ممكن امشي وسيبته ومشيت خطوتين بس لقيته شدني جامد ومسك دراعي وقربني ليه لدرجه انى كنت حاسه بنبضاته السريعه مكنتش قادره اتنفس مش عارفه من قربه ولا من البرد ولا من اي بالظبط رد وهو بيلهث :
والله ماهسيبك انتي ليا بمزاحك او لأ انا روحت لابوكي وكلمته وهو وافق وانا خلاص صحبتك حسناء فهمتني كنتى بتهربي لي ..طب طلما بتحبيني وماليه اجندات من كلامك ليا انا موجود اهو لي متقوليهوش ف وشي لي مش راضيه تعترفي بحبك لييي …انا وقتها انهرت فعلا بقالي سنتين بصبر نفسي انه مكنش حب كان مجرد تعلق وخلاص معداش يوم من غير ما افكر فيه كنت مفكره انه بيلعب بيا زى ما حصل قبل كده بس دا ..دا طلع بيتعذب زيي دا لف كتير ع ما وصلي وقتها لقيت نفسي بصرخ باعلي ما فيا وبقوله :
ايوه بحبك ..بحبك من قبل ما تعرفني اصلا من اول يوم شوفتك فيه بس كنت بخبي عشان مش عايزه اتجرح تانى ..بحبك لدرجه انى كنت هموت واشوفك ولو دقيقه ولما ظهرت قدامي كان نفسي اجرى عليك واحضنك بس حسيت انك نستني وقتها فضلت اعيط واضرب ف صدره وانا عماله الومه انه لي مجاش من زمان
فجأه مسك وشي بين ايديه وقالي بصوته المبحوح اللي بعشقه :يااه اخيرا ي مريم انتي متعرفيش انا مستني الكلام ده من امتي …الحمد لله الحمد لله انا بحبك والله بحبك ومن اول نظره كمان عيونك دى سحرتني شخصيتك المختلفه وعندك وشقاوتك كل دول خلونى مش ع بعضي جننتيني ي بنت اللذينه وشدني من ايدى ومشي بقوله: رايح ع فين رد بسرعه: ع المأذون اكيد وقفت مصدومه :
مَن لا يُنسى
مَن لا يُنسى
انت بتقول اي بطل جنان قالي : والله ما بهزر ومسك فونه ورن ع حد وقاله : ايوه ي عمي احنا ف الطريق رايحين عند المأذون حصلنا ..ركبنا عربيته وسمعته وهو بيقول: ايوه دلوقت انا مصدقت انا بنتك المجنونه وافقت ضحك شويه وقاله : تمام هستناك وقفل الفون وساق العربيه وانا قاعده مزبهله وقف فجأه وكان المطر بدأ يقف لقيته نزل ومسك ايدي وقالي: عهد عليا انسيكي كل اللي فات وهعيشلك انتى وبس مكنتش عارفه ارد من الكسوف لقيته بيشدني وبيقولي: بسرعه ي اخت بسرعه ي ماما انا مش ضامنك بقوله :
ع مهلك قالي :انا مستني اللحظه دى من ست سنين …وبعد شويه وصل بابا واتكتب الكتاب وانا مش مصدقه ان ده كله حصل ومع جمله مباركه المأذون المشهوره لقيته ركع ع ركبته وقالي البيت اللي بعشقه : أمَّا الفؤادُ فحَسبِي أنتَ ساكِنُهُ . . وصَاحِبُ البَيتِ أدرَى بالَّذِي فيهِ

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!