قصص وروايات

قصة فتاةٌ مريمية كاملة

إهداء إلى كل فتاة وقعت في بئر الحب ومازالت غارقة فيه ولم تجد طوق النجاة كـَ يوسف بعد..

☆بقلم/ رقية مُقلد☆

دائما ما أرى إنها سذاجه حينما توقف الفتاة حياتها على حب كان من بدايته باطل
تجعل أسوار الحزن تتمكن منها وتقيد حياتها بسلاسل من الندم والدموع على شئ كان من بدايته راحل ….
تصبح في كل جزء من حياتها تشبة لعجوز قد تجاوزت سن الستين  وهي فتاة لم تتجاوز سن العشرين بعد
تشعر وكأن حياتها قد انتهت منذ أن رحل عنها من تظنه عاشقا لها
تهرب من كل شئ بالنوم وتتمنى الموت في كل لحظة تمر عليها
تخشى العلاقات
تفقد ثقتها في كل من حولها
تصبح وحيدة حقاً
ولا تملگ سوى أن تبكي كل يوم على وسادتها دون أن يشعر بها أحد
وتلوم ذلگ الشخص علي جرح قلبها الذي ينزف كل يومٍ وهو لا يشعر بها.
وهي الوحيدة التي تستحق أن تُلام
تتمنى عودته ، تشعر بالحنين إليه كل يوم ، تبكي على صورته ، تعيش في دوامة لا تعرف ما هي نهايتها
وإذا أشرقت عليها شمس يوم جديد
تقول لماذا أشرقت…؟؟؟
وياليتها ما أشرقت….!!!!!
لماذا النبض في قلبي إلى يومي هذا ؟؟؟
متى يرحمني الله
من هذا العذاب  ؟؟؟
قد سئمت من حياتي حقاً وأصبحت بلا جدوى
تصبح في ملامحها باهتة
ووجهها يشبه وردة قد ذبلت من كثرة إحتياجها للماء ولم تجد من يروي عطشها فأعلنت ذبولها
تصبح كل حياتها ظلاماً في ظلام
وهذا ماهو إلا وهم تُعيش ذاتها فيه
فالنسيان ليس أمراً صعباً ولكن التعود على الشيء أكثر صعوبة
ولا تقولي إننا لا نملگ سلطان على قلوبنا
ونحن نملگ السلطة للتحكم في قلوبنا ومشاعرنا
فـَ قلبگ جعله الله لگِ عبداً يلبى أوامرگ
فمتى أمرتِ له  بالنسيان حتما سيفعل
ولكن أنتِ من جعلتي هذا الشخص محور الكون وأعلنتِ خضوعک له
فحينما رحل عنگِ جعلتِ حياتگ تقف من بعده
وأنتِ لو أحكمتِ عقلگ لو ثواني معدودة
سترين أن كل ما تفعليه من أجله سذاجة لأنه حتماً لا يشعر بگِ ولا يقدر حجم المعاناة التي تعيشين في ظلالها كل يوم
ولو عاد إليگِ مجددا ، قلبگ سيكون أول من يرفض قربه ثانية
فلا تجعلي دموعگ تذرف علي شخص لم أجد له مسمى في قاموس العاشقين حقاً
فلو كان عاشقاً لم جعلكِ هكذا
لم جعل الحزن يتسلل إلى قلبگ ويخترقه
ويجعلكِ تشبهين العجوز هكذا
وأنتِ في مطلع شبابگ
فمن يعشق حقاً يخشي على معشوقته من عذاب الله  وينفذ أوامره
 فالله قال في كتابه ” وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ “
يخشى عليها من نفسه حتماً
يخشى أن يلوث الطهارة النابعة من بين ثنايا فؤادها
يخشى عليها من نسمات الهواء العابرة
يخشى عليها من كلمة قد تخدش حياءها
أو تجعلها مهانة
لا أعلم حقا لماذا تفعلين بذاتك كل هذا ؟؟؟
لماذا تتعبين روحک هكذا ؟؟؟
لماذا تهلكين الأمانة التي أتمنئكِ الله عليها ؟؟؟
ألم تعلمي أن لبدنگ عليكِ حق…..
لماذا تهلكيه هكذا ؟؟؟
فأنتِ تشبهين الوردة في جمالها
لا تجعلي من لايعرف قيمتگ يجعل رائحة عطر سعادتگ تنجلي
فالشيء الوحيد الذي يجعلگِ تذبلين وتموتين من شدة حنينگ
هو حبگ لله  إذا قصرتِ في حقه يوما ًولا شئ غير ذلگ
لأن الله غيور على قلب عبده لا يحب أن يشاركه في حبه أحدا
لذلک أمرگِ أن تحفظي وتصوني قلبگ لمن يستحقه
أمرك أن لا تستنزفي مشاعرك في علاقات محرمة حتي ترضي هواكِ لأنه يعلم حجم الوجع الذي سيصيب قلبگ ويمزقة
فالله نفخ الروح في جسدگ
وجعلها متعطشة بحبه لذلگ فرض عليگِ خمسة صلوات
تتحدثين مع الله فيهم بكل شئ ذَبُلت منه روحگ
ليحييها وينبتها لكي من جديد
وجعل لكِ شوكاً يحميكِ من عيون الشباب
هو إسلامگ وتزينگ بالحياء
وأمرگِ بـِ غض بصرگ ليحميكِ من تلك العلاقات المحرمة
فبداية العلاقات تدل على نهايتها
فبداية غير مرضية لرب العباد بأي حق تريديها أن تستمر
فمن كانت بدايته كلام من خلف الشاشات سوف تكون نهايته هكذا
والرجل الشرقى يُقدس أن الفتاة التى تتحدث معه تتحدث مع غيره
لا يراها سوى هكذا مجرد فتاة يقضي معها وقت يُنسيه حب زائف كان قبلها
يعيش كل يوم مع فتاة
يوهمها بأساطير من الحب
ويجرحها ويتركها في دوامة من الأحزان وبلا سبب
لانه يشعر أنه رجلاً حينما يفعل ذلك
فالرجولة في زمننا أصبحت لمن يحوي عدداً من الفتيات حوله
إلا قلة قليلة منهم
يتلاعب بمشاعرهم وهو يعلم حتماً مسير نهايته
ولأنه شرقي يقدس أن الفتاة التي سَتجلبها له أمه لن يوجد في طهارتها على وجه الأرض إنسان
وأنها لم تعشق قط
وأنه سيكون أول رجل في حياتها
وهو يتحدث كل يوم مع فتاة
ولا أعلم بأي يحق يريدها بهذة الطهارة
ومن كان بدايته عقر دارگ لن ينتهي إلى على فراش موتگ وحتى بعد مماتک
فلا تجعلي شموع الحب الموقدة في قلبك تنطفئ لأي عابر سبيل مر في درب نورهما لتجعل أسبغها تنفرط على قلبك وتحرقه وتجعله رمادا  كاحلاً شديد السواد من كثرة حزنه على ما فقده ……
لا تجعلي غرفتك سجناً مقيدة فيه أنتِ بسلاسل من نيران الحب الزائف وعذابة
فالنسيان ليس صعباً ولكن التعود على الشيء أكثر صعوبة
ولا تجعلي عينيك التى تأسر في هواها كل من رآها من كثرة جمالها تذبل من كثرة فراط دموعها على شخص لا يستحق
فمن لا يعرف قيمتک لا يستحق أن تظلّليه تحت رحاب قلبک
لا يستحق أن تذرف دموعگ من أجله
فالحياة لن تنتهي إذا فقدتِ من كنتِ تظنيه رجلاً
فالحب في أسمى معانيه يحمل للدنيا جمالاً ليس كمثله جمال
ولكن لمن يعرفون قيمته
فالحب بريء كل البراءة من هؤلاء
أشباه الرجال التي تتبرأ الرجولة من كونهم
فمفاتيح قلبگ لا يملكها أحد غيرگ فلا تسليمها لمن لا يتقن فتح وغلق الأبواب
وتعودى وتلومي الأيام على جرح قلبگ الذي ينزف كل يوم ولا يشعر به أحدا
“فما عند الله لاينال إلا بطاعته “
 و “الحب رزق و الرزق لا يأتي بمعصية “
ولذة الحلال جمالها لا يوصف.
فاجعلي قلبگ أرضاً مقدسة لا يحارب من أجلها إلا عاشقا متيماً لها
ولا تجعلي قلبگ أرضا يهودية يحاربها كل منبوذِ لعبادتها
واجعلي الشيء الوحيد الذي يجعلكِ تذبلين هو تقصيرگ في حق الله ولا شيء غير ذلگ فإن كان رب العباد راضياً عنكِ ستهون عليكِ الدنيا بكل أمتعتها
فـَ حب رجلُ لا يُنسيه حب رجلُ آخر إنما يُنسيه حب الله ……..
” فكوني كـَ مريم في عفتها يكن لگِ كـَ يوسف في حيائه “
☆للكاتبه/ رقية مقلد☆

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!