قصص وروايات
ملاذ قصة درامية ذات طابع ديني
ملاذ قصة درامية ذات طابع ديني تدور أحداث القصة في إطار ديني إسلامي، هذا النوع من القصص يلقي إعجاب الكثير من الأشخاص بقلم/ خلود محمد عاشور.
كانت أمها محفظة للقرآن ؛ وأباها رجل فاضل رحيم القلب ، ولكنه توفى وهي صغيرة، أحببته كأبي؛ ولكن أخاها كان ابتلاءً من الله لهن .
أول لقاءنا كان في مقرأة لتحفيظ القرآن الكريم تابعه لأبيها ؛ وكنت وقتها في التاسعة من عمري؛ و هي ابنة السابعة
وجهها كان مستديرًا؛ وأنفها صغير، وعيناها واسعة وجميلة، ويرتسم علي خدها الأيسر شيء يكاد يقسمه كلما ابتسمت _غمازه_
رغم انها تصغرني بعامين، ولكنها كانت معي في نفس السورة من القرآن ؛ ورغم أنني كنت ماهرًا بالحفظ والاستيعاب؛ إلا أنني كنت أخطأ عن عمد_ كلما تسابقنا بإتقان الحفظ_ كي ترتسم علي وجهها الابتسامة.
مرت الأيام ولم اكن أجد السعادة في مكان إلا في المقرأة، وقتها لم أدري بعد ما هو الحب؟!، ولكن كنت أشعر بشئ يمس القلب كلما تسابقنا وانتصرت هي.
_اه نسيت أن أخبركم بأننا عائلة عسكرية، أبي رتبه بالجيش، وكنا جيران.
كانت تتفوق علي بحسن الصوت وقوته في التأثير.
أما أنا
كنت أتميز بالطبع العسكري الخشن مثل أبي؛ لا أعرف اللين ولا المزاح ، وبيني وبينك لم أعرفه إلا لها .
مرت الأيام…
وذات يوم صادفتني عيون أعرفها جيدًا؛ قد توري ما دونهما تحت قماش أسود.
وبهذا لن أراها حتي تصبح ملكًا لي أمام الله .
أنهيت الشهادة الثانوية، وبالطبع التحقت بالعسكرية، وكانت رؤيتها نكهة إجازاتي
وذات يوم استيقظت علي صوت عال يشق السمع؛ فتحت باب الشرفة فظهر من الشباك رجل يضرب امرأة، سحب حجابها وبقوه صفعها علي وجهها وخرج فالتفت المسكينة وكان جانب ثغرها يدمي، ووجهها كأنه مطبوع عليه أصابع !
لم أعلم منذ متي وعيناي تدمع؛ فأنا خشن الطبع، الذي لا يعترف بدموع الرجال، ولكن قوتي لم تكن حاضرة وقتها.
سحبت الحجاب وأخفت وجهها كله حتي عينها، وأغلقت النافذة .
لم تتغير ملامحها كثيرًا؛ ما زالت كما عهدتها عيني، بل وأجمل من ذي قبل.
رغم أنني برتبتي وبعائلتي يتاح لي الكثير من الفتيات؛ ولكن قلبي يأبي ان يتاح لغيرها.
بغضب حارق قصدت أمي.
شاهد: الغابة قصة رعب خيالية
التفت إلى أمي فور دخولي.
قبلت جبينها متوددًا
امي: مرحبً يا مخادع؛ ماذا تريد؟
أنا: بلا مقدمات أريد الزواج
امي: ومن هي التي سيبتليها الله بك ؟
أنا: متجاهلًا وعد، حبًا بالله لا تعارضي
أمي : وعد ابنة صفيه ؟!
أومأت برأسي
أمي : بجدية لا تناسبنا
أنا لمَ … أباها كان محفظ، و…..
أمي: دعنا من هذا؛ يجب أن تكون عائله تليق بنا .
وأنا لا تروق لي غيرها
أمي هون علي نفسك ، فلا تصح
طال جدالنا كثيرًا ،وامام إصراري ، سكنتني أمي بالكلام المعسول.
خرجت من البيت لوجهة أقصدها
وما هي إلا دقائق حتى وقفت أمام ببتها
طرقت الباب
فتحت لي معلمتي صفية ؛ ظهر من عينها أنها ابتسمت
هي: مرحبا عامر .
أنا: مرحبًا معلمتي؛ لقد أتيت في أمر علي عجل.
هي: بلال ليس موجودًا هنا؛ فلتقل وأنت كما أنت… عذرًا
صمت للحظات؛ لم أعلم ماذا ينبغي أن أقول ،انطلقت قائلًا: أحب وعد، وأريد أن يجمعني الله بها في حلاله.
قرأت ما بعينها من استنكار وتعجب؛ فأسرعت مكملًا سيتحدث أبي معاكم عن قريب في الأمر؛ واجازتي القادمة سنقرأ الفاتحة ، أو عقد القرآن
وفي هذا الحين؛ تلاقت عيني بعين اختلط بها الفرح والحزن معًا
قطعتني معلمتي بقولها إن شاء الرحمن وفقنا لهذا؛ أنارت يا عامر؛ استأذنك في إغلاق الباب .
علي الرحب والسعة استاذتي .
انتهت إجازتي، وعدت إلى العمل علي أمل أن تقنع أمي أبي بما أريد.
مرت الثلاث شهور كأنهم أعوام.
وذات يوم استيقظت فزعًا من كابوس
أدركت _فيما بعد_ أنه حدث بالفعل، ولم يكن كابوس
طرق أبي باب شقتها.
تفضل بالدخول
جلسوا وبدأ بالتحدث
أم بلال نحن آتينا لكِ في أمر……..وعد ابنة ونعم الاخلاق .
هي: نشكرك.
أبي: وكما تعلمين أن أباها _رحمة الله عليه_ صديقي المقرب؛ لذلك اتوسط لكم بخطبة وعد لأسامة ابن_ صديقي وصديق المرحوم_ أحمد !
قضبت حاجبها؛ وقالت باستنكار :أسامة!!!!
أبي: نعم أسامة.
هي : حسنًا اترك لنا بعض الوقت للتفكير؛ وانتهي الحديث علي ذلك؛ وبدأت مع نهايته عذابي
ما سأقصه عليكم وجدته في مذكرات وعد
دخلت أمي علي؛ فأسرعت بتجفيف وجنتاي ؛وحاولت تفادي النظر في عينها
امي بصوت حنون: وعد ! على ما أظن سمعتي ما قيل؛ لم تنتظر أمي ردي وضمتني لصدرها وأردفت قائلة وهي تمسح علي شعري بحنان: سيكون كل شيء علي ما يرام صغيرتي.
من لا يريدنا في حياته، نحن لا نريده ذكرى عابرة بمخيلاتنا؛ لا تحملي همًا
لكن عااا؛ قاطعتني أمي قبل أن أكمل اسمه.
لم أكن أعلم ما ينبغي علي فعله؛ أبهذه البساطة هونت عليه؛ لم يكن لي بقلبه حبًا يوما؛ أعلم أن شيئًا ليس علي ما يرام .
مرت الأيام وأتي أسامة أباه للخطبة ، وعمي حمزه(أبا عامر )
جهزتني أمي للرؤية الشرعية
دخلت علي استحياء ومضض أيضًا!
لم أكن معهم؛ لم أكن بخير؛ لم أكن أنا!
فالحب سحر؛ إن كان معك كنت عظيم؛ وإن كان عليك، كنت ملعون؛ مشتت؛ مبهوت.
أفاقتني من شرودي؛ دمعه انسالت علي وجنتي؛ ولدغه من أمي بركبتي !
أمي: تناول عصيرك أسامه؛ سأترككم بعض الوقت .
• أسامه: أخبرتني عمتي بأنكِ مريضة، شفاكِ الله وعافاكِ
• شكرًا
مرت عشر دقائق مملة؛ لم يكف فيها عن الحديث عن نفسه ؛ انتهت الجلسة بدخول أمي
أشارت أمي لي أن استر وجهي؛ دخل أعمام أسامة ، وعمي حمزه، وشرعوا في الاتفاق ؛ ثم قراءة الفاتحة
شعرت بأن احدهم وضعني في دوامة مائية عائشة.
لم يفارق ذاك الكابوس نومي؛ كنت دائمًا أكذبه؛ أكذب أن يكون لأحد حق في وعد غيري
جاء موعد إجازتي
فتحت باب الشقة ودخلت مسرعا لأمي ؛ كانت واقفة بالغرفة ترتب الملابس؛ فلما رأتني تهلل وجهها ثم عاد تكدر ؛ لم أهتم.
أقبلت عليها وقبلت رأسها ويديها.
• حمدًا لله على سلامتك
• سلمكِ الله
• اليوم جهزت لك أشهى الطعام
• دائمًا مبدعة، ولكن طمئني قلبي.
• على ماذا؟
• ماذا فعلتي بزواجي من وعد ؟
• تلعثم لسان أمي قليلًا؛ ثم قالت : وعد تم خطبتها لأسامة علي رضٍ منها؛ وأمها طلبت من أباك أن يذهب إليهم ويقرأ الفاتحة مع عائلة أسامة.
لم أنطق بحرف؛ فما شعرت به وقتها؛ لا يكفيني حروف اللغة كاملة وصفًا.
ظلت أمي تتحدث ولكن لم أعي لحرف؛ تركتها ودخلت غرفتي وأغلقت الباب بأحكام .
برضٍ منها!!! يستحيل هذا؛ صحيح لم تكن بيننا علاقة حديث أو غيره؛ ولكن أعلم مدي تعلق قلبها بي؛ وهي تعلم مكانتها بقلبي؛ يستحيل هذا.
حدثتهم في أمر الزواج قبل رحيلي، يستحيل هذا .
عصفت الأفكار برأسي حتى كادت أن تفجرها .
في مذكرات وعد.
أمي: وعد استظلي هكذا ؛ هذا خطيبك وله حق عليكِ؛ بنيتي؛ من تركنا ، لا يصح أن نتمسك به .
احتضنت أمي ،وأجهشت في البكاء؛ وبصوت متهدج : والله حاولت كثيرًا، لا استطيع تقبل فكرة هواني عليه.
مسحت أمي على رأسي، واردفت قائلة هوني على نفسكِ
…..
مرت الأيام ولم أغادر غرفتي، وأمي وأبي تملكهم الخوف مما أنا فيه .
حاولت أمي جاهدة إخراجي مما أنا فيه، وإرضاء لها خرجت للشارع وليتني لم أفعل !
صادفت وعد ؛ التقت عيني بعينها فأظهرت اللوم؛ الذي سرعان ما تحول لإصرار، وقوة يشوبها ضعف !
• مرحبًا وعد؛ كيف حالكِ؟
• بخير .
• مبارك الخطبة.
• أشكرك؛ وعن قريب نبارك لك ان شاء الله
انفلت لساني ولا أعلم كيف ؟
• تباركي لي!!!! لست مثلكِ كي أنسى، وأرضى، وأقبل قهر من أحبني
بعين دامعه اندفعت بلا توقف
أقهر من احبني!!!!؛ عذرًا أيها القائد
هل أنا من أتى بأبيك يطلبني لابن صاحبه، لأننا لا نليق بكم !
صدقني عامر؛ لو سأعيش معه في تعاسه عارمة، لن أتركه كي لا يخافون عليك مني
ليتني لم أراك، ليتك لم تكن هنا .
عامر !لا تنسى أن تحضر عرسي.
شعرت بأنني كالذي أفاق في يوما شديد البرودة علي دلو ماء مثلج!
عُقد لساني للحظات.
فأدارت وعد لي ظهرها؛ فأنطلق لساني أحبك وعد؛ كانت تلك هي المرة الأولى التي أقولها فيها.
وقفت للحظات ثم انطلقت ولم تلتفت لي.
لم ألوم أهلي لأني أعلم ما سيقولون !
حاولت بشتي الطرق ان أنهي تلك الخطبة ولكن فشلت .
انتهت إجازتي وعدت إلى الخدمة .
قضيت تسع شهور متواصلة في الخدمة، ولم يكف لساني عن الدعاء فيهم لجعلها من نصيبي.
مس قلبي في الشهر التاسع سكينه لم أشعر بها من قبل، قطعت العمل وعدت للمدينة.
أتاني خبران في خبر واحد أن اسامة ترك وعد ؛لأن في الفحوصات التي تسبق عقد القرآن تم الكشف عن ورم خبيث بجسد وعد .
اتجهت لأبي واخبرته أننا سأتزوج وعد، قبلوا أم رفضوا.
اتجهت لشقة وعد
طرقت الباب، فكان بلال ، فاندفعت بالحديث، تتسابق الكلمات على لساني
• بلال أريد ان اتزوج وعد وعندي علم بكل شيء أريدها كما هي؛ أريدها يومًا واحد في حلال الله.
اخبر وعد ومعلمتي بأن عقد القرآن غدًا إن شاء الله؛ لا أريد تضيع وقت أكثر من هذا .
لا أعلم كيف حدث ولكنه توفيق من الله
تم الزفاف وعقد القرآن في أسبوعين.
طلبت وعد مني الذهاب لطبيب النساء
دندن الطبيب مع وعد؛ اتفقا على موعد لعملية ،تم إجراء عملية بنجاح تم فيها
سحب عينات تساعدها على الإنجاب؛ بعد إنهاء العلاج الكيميائي .
سافرنا الي مكة المكرمة، كنت احتضنها طول الرحلة ، الكل يعلم أنها تحتاج إلى الحنان؛ ولكني أنا من كنت أحتاج إلى ضمها أكثر مما تحتاجه هي؛ تساقط شعرها؛ وشحب وجهها علي حد قولهم، ولكنها في عيني كانت أجمل من وجد علي الأرض.
الحب يا صديقي هو تتقبل من تحب بكل ما فيه، ويظل شوقك له كما هو منذ أول لقاء.
هزمنا السرطان، وتمت الحقن المجهري؛ وانجبنا ثلاث صبيان تؤام “بلال ،حمزه إبراهيم “
كانوا أجمل ما يكون علي الأرض.
عاد السرطان لجسدها وهزمناه ثلاث مرات.
وهزمنا هو الرابعة وأخذها منا؛ لعنة الله على ذاك اللعين.
قصة ملاذ
كانت أمها محفظة للقرآن وأباها رجل فاضل رحيم القلب، ولكنه توفى وهي صغيرة، أحببته كأبي؛ ولكن أخاها كان ابتلاءً من الله لهن .
أول لقاءنا كان في مقرأة لتحفيظ القرآن الكريم تابعه لأبيها ؛ وكنت وقتها في التاسعة من عمري؛ و هي ابنة السابعة
وجهها كان مستديرًا؛ وأنفها صغير، وعيناها واسعة وجميلة، ويرتسم علي خدها الأيسر شيء يكاد يقسمه كلما ابتسمت غمازه.
رغم انها تصغرني بعامين، ولكنها كانت معي في نفس السورة من القرآن ؛ ورغم أنني كنت ماهرًا بالحفظ والاستيعاب إلا أنني كنت أخطأ عن عمد_ كلما تسابقنا بإتقان الحفظ_ كي ترتسم علي وجهها الابتسامة.
مرت الأيام ولم اكن أجد السعادة في مكان إلا في المقرأة، وقتها لم أدري بعد ما هو الحب؟!، ولكن كنت أشعر بشئ يمس القلب كلما تسابقنا وانتصرت هي.
اه نسيت أن أخبركم بأننا عائلة عسكرية، أبي رتبه بالجيش، وكنا جيران.
كانت تتفوق علي بحسن الصوت وقوته في التأثير.
أما أنا
كنت أتميز بالطبع العسكري الخشن مثل أبي؛ لا أعرف اللين ولا المزاح ، وبيني وبينك لم أعرفه إلا لها .
مرت الأيام…
وذات يوم صادفتني عيون أعرفها جيدًا؛ قد توري ما دونهما تحت قماش أسود.
وبهذا لن أراها حتي تصبح ملكًا لي أمام الله .
أنهيت الشهادة الثانوية، وبالطبع التحقت بالعسكرية، وكانت رؤيتها نكهة إجازاتي
وذات يوم استيقظت علي صوت عال يشق السمع؛ فتحت باب الشرفة فظهر من الشباك رجل يضرب امرأة، سحب حجابها وبقوه صفعها علي وجهها وخرج فالتفت المسكينة وكان جانب ثغرها يدمي، ووجهها كأنه مطبوع عليه أصابع !
لم أعلم منذ متي وعيناي تدمع؛ فأنا خشن الطبع، الذي لا يعترف بدموع الرجال، ولكن قوتي لم تكن حاضرة وقتها.
سحبت الحجاب وأخفت وجهها كله حتي عينها، وأغلقت النافذة .
لم تتغير ملامحها كثيرًا؛ ما زالت كما عهدتها عيني، بل وأجمل من ذي قبل.
رغم أنني برتبتي وبعائلتي يتاح لي الكثير من الفتيات؛ ولكن قلبي يأبي ان يتاح لغيرها.
بغضب حارق قصدت أمي.
التفت إلى أمي فور دخولي.
قبلت جبينها متوددًا
امي: مرحبً يا مخادع؛ ماذا تريد؟
أنا: بلا مقدمات أريد الزواج
امي: ومن هي التي سيبتليها الله بك ؟
أنا: متجاهلًا وعد، حبًا بالله لا تعارضي
أمي : وعد ابنة صفيه ؟!
أومأت برأسي
أمي : بجدية لا تناسبنا
أنا لمَ … أباها كان محفظ، و…..
أمي: دعنا من هذا؛ يجب أن تكون عائله تليق بنا .
وأنا لا تروق لي غيرها
أمي هون علي نفسك ، فلا تصح
طال جدالنا كثيرًا ،وامام إصراري ، سكنتني أمي بالكلام المعسول.
خرجت من البيت لوجهة أقصدها
وما هي إلا دقائق حتى وقفت أمام ببتها
طرقت الباب
فتحت لي معلمتي صفية ؛ ظهر من عينها أنها ابتسمت
هي: مرحبا عامر .
أنا: مرحبًا معلمتي؛ لقد أتيت في أمر علي عجل.
هي: بلال ليس موجودًا هنا؛ فلتقل وأنت كما أنت… عذرًا
صمت للحظات؛ لم أعلم ماذا ينبغي أن أقول ،انطلقت قائلًا: أحب وعد، وأريد أن يجمعني الله بها في حلاله.
قرأت ما بعينها من استنكار وتعجب؛ فأسرعت مكملًا سيتحدث أبي معاكم عن قريب في الأمر؛ واجازتي القادمة سنقرأ الفاتحة ، أو عقد القرآن
وفي هذا الحين؛ تلاقت عيني بعين اختلط بها الفرح والحزن معًا
قطعتني معلمتي بقولها إن شاء الرحمن وفقنا لهذا؛ أنارت يا عامر؛ استأذنك في إغلاق الباب .
علي الرحب والسعة استاذتي .
انتهت إجازتي، وعدت إلى العمل علي أمل أن تقنع أمي أبي بما أريد.
مرت الثلاث شهور كأنهم أعوام.
وذات يوم استيقظت فزعًا من كابوس
أدركت _فيما بعد_ أنه حدث بالفعل، ولم يكن كابوس
طرق أبي باب شقتها.
تفضل بالدخول
جلسوا وبدأ بالتحدث
أم بلال نحن آتينا لكِ في أمر……..وعد ابنة ونعم الاخلاق .
هي: نشكرك.
أبي: وكما تعلمين أن أباها _رحمة الله عليه_ صديقي المقرب؛ لذلك اتوسط لكم بخطبة وعد لأسامة ابن_ صديقي وصديق المرحوم_ أحمد !
قضبت حاجبها؛ وقالت باستنكار :أسامة!!!!
أبي: نعم أسامة.
هي : حسنًا اترك لنا بعض الوقت للتفكير؛ وانتهي الحديث علي ذلك؛ وبدأت مع نهايته عذابي
ما سأقصه عليكم وجدته في مذكرات وعد
دخلت أمي علي؛ فأسرعت بتجفيف وجنتاي ؛وحاولت تفادي النظر في عينها
امي بصوت حنون: وعد ! على ه ما أظن سمعتي ما قيل؛ لم تنتظر أمي ردي وضمتني لصدرها وأردفت قائلة وهي تمسح علي شعري بحنان: سيكون كل شيء علي ما يرام صغيرتي.
من لا يريدنا في حياته، نحن لا نريده ذكرى عابرة بمخيلاتنا؛ لا تحملي همًا
لكن عااا؛ قاطعتني أمي قبل أن أكمل اسمه.
لم أكن أعلم ما ينبغي علي فعله؛ أبهذه البساطة هونت عليه؛ لم يكن لي بقلبه حبًا يوما؛ أعلم أن شيئًا ليس علي ما يرام .
مرت الأيام وأتي أسامة أباه للخطبة ، وعمي حمزه(أبا عامر )
جهزتني أمي للرؤية الشرعية
دخلت علي استحياء ومضض أيضًا!
لم أكن معهم؛ لم أكن بخير؛ لم أكن أنا!
فالحب سحر؛ إن كان معك كنت عظيم؛ وإن كان عليك، كنت ملعون؛ مشتت؛ مبهوت.
أفاقتني من شرودي؛ دمعه انسالت علي وجنتي؛ ولدغه من أمي بركبتي !
أمي: تناول عصيرك أسامه؛ سأترككم بعض الوقت .
• أسامه: أخبرتني عمتي بأنكِ مريضة، شفاكِ الله وعافاكِ
• شكرًا
مرت عشر دقائق مملة؛ لم يكف فيها عن الحديث عن نفسه ؛ انتهت الجلسة بدخول أمي
أشارت أمي لي أن استر وجهي؛ دخل أعمام أسامة ، وعمي حمزه، وشرعوا في الاتفاق ؛ ثم قراءة الفاتحة
شعرت بأن احدهم وضعني في دوامة مائية عائشة.
لم يفارق ذاك الكابوس نومي؛ كنت دائمًا أكذبه؛ أكذب أن يكون لأحد حق في وعد غيري
جاء موعد إجازتي
فتحت باب الشقة ودخلت مسرعا لأمي ؛ كانت واقفة بالغرفة ترتب الملابس؛ فلما رأتني تهلل وجهها ثم عاد تكدر ؛ لم أهتم.
أقبلت عليها وقبلت رأسها ويديها.
• حمدًا لله على سلامتك
• سلمكِ الله
• اليوم جهزت لك أشهى الطعام
• دائمًا مبدعة، ولكن طمئني قلبي.
• على ماذا؟
• ماذا فعلتي بزواجي من وعد ؟
• تلعثم لسان أمي قليلًا؛ ثم قالت : وعد تم خطبتها لأسامة علي رضٍ منها؛ وأمها طلبت من أباك أن يذهب إليهم ويقرأ الفاتحة مع عائلة أسامة.
لم أنطق بحرف؛ فما شعرت به وقتها؛ لا يكفيني حروف اللغة كاملة وصفًا.
ظلت أمي تتحدث ولكن لم أعي لحرف؛ تركتها ودخلت غرفتي وأغلقت الباب بأحكام .
برضٍ منها!!! يستحيل هذا؛ صحيح لم تكن بيننا علاقة حديث أو غيره؛ ولكن أعلم مدي تعلق قلبها بي؛ وهي تعلم مكانتها بقلبي؛ يستحيل هذا.
حدثتهم في أمر الزواج قبل رحيلي، يستحيل هذا .
عصفت الأفكار برأسي حتى كادت أن تفجرها .
في مذكرات وعد
أمي: وعد استظلي هكذا ؛ هذا خطيبك وله حق عليكِ؛ بنيتي؛ من تركنا ، لا يصح أن نتمسك به .
احتضنت أمي ،وأجهشت في البكاء؛ وبصوت متهدج : والله حاولت كثيرًا، لا استطيع تقبل فكرة هواني عليه.
مسحت أمي على رأسي، واردفت قائلة هوني على نفسكِ.
مرت الأيام ولم أغادر غرفتي، وأمي وأبي تملكهم الخوف مما أنا فيه .
حاولت أمي جاهدة إخراجي مما أنا فيه، وإرضاء لها خرجت للشارع وليتني لم أفعل !
صادفت وعد ؛ التقت عيني بعينها فأظهرت اللوم؛ الذي سرعان ما تحول لإصرار، وقوة يشوبها ضعف !
• مرحبًا وعد؛ كيف حالكِ؟
• بخير.
• مبارك الخطبة.
• أشكرك؛ وعن قريب نبارك لك ان شاء الله
انفلت لساني ولا أعلم كيف ؟
• تباركي لي!!!! لست مثلكِ كي أنسى، وأرضى، وأقبل قهر من أحبني
بعين دامعه اندفعت بلا توقف
أقهر من احبني!!!!؛ عذرًا أيها القائد
هل أنا من أتى بأبيك يطلبني لابن صاحبه، لأننا لا نليق بكم !
صدقني عامر؛ لو سأعيش معه في تعاسه عارمة، لن أتركه كي لا يخافون عليك مني
ليتني لم أراك، ليتك لم تكن هنا .
عامر !لا تنسى أن تحضر عرسي.
شعرت بأنني كالذي أفاق في يوما شديد البرودة علي دلو ماء مثلج!
عُقد لساني للحظات.
فأدارت وعد لي ظهرها؛ فأنطلق لساني أحبك وعد؛ كانت تلك هي المرة الأولى التي أقولها فيها.
وقفت للحظات ثم انطلقت ولم تلتفت لي.
لم ألوم أهلي لأني أعلم ما سيقولون !
حاولت بشتي الطرق ان أنهي تلك الخطبة ولكن فشلت .
انتهت إجازتي وعدت إلى الخدمة .
قضيت تسع شهور متواصلة في الخدمة، ولم يكف لساني عن الدعاء فيهم لجعلها من نصيبي.
مس قلبي في الشهر التاسع سكينه لم أشعر بها من قبل، قطعت العمل وعدت للمدينة.
أتاني خبران في خبر واحد أن اسامة ترك وعد ؛لأن في الفحوصات التي تسبق عقد القرآن تم الكشف عن ورم خبيث بجسد وعد .
اتجهت لأبي واخبرته أننا سأتزوج وعد، قبلوا أم رفضوا.
اتجهت لشقة وعد
طرقت الباب، فكان بلال ، فاندفعت بالحديث، تتسابق الكلمات على لساني
• بلال أريد ان اتزوج وعد وعندي علم بكل شيء أريدها كما هي؛ أريدها يومًا واحد في حلال الله.
اخبر وعد ومعلمتي بأن عقد القرآن غدًا إن شاء الله؛ لا أريد تضيع وقت أكثر من هذا .
لا أعلم كيف حدث ولكنه توفيق من الله
تم الزفاف وعقد القرآن في أسبوعين.
طلبت وعد مني الذهاب لطبيب النساء
دندن الطبيب مع وعد؛ اتفقا على موعد لعملية ،تم إجراء عملية بنجاح تم فيها.
سحب عينات تساعدها على الإنجاب؛ بعد إنهاء العلاج الكيميائي .
سافرنا الي مكة المكرمة، كنت احتضنها طول الرحلة ، الكل يعلم أنها تحتاج إلى الحنان؛ ولكني أنا من كنت أحتاج إلى ضمها أكثر مما تحتاجه هي؛ تساقط شعرها؛ وشحب وجهها علي حد قولهم، ولكنها في عيني كانت أجمل من وجد علي الأرض.
الحب يا صديقي هو تتقبل من تحب بكل ما فيه، ويظل شوقك له كما هو منذ أول لقاء.
هزمنا السرطان، وتمت الحقن المجهري؛ وانجبنا ثلاث صبيان تؤام “بلال ،حمزه إبراهيم “
كانوا أجمل ما يكون علي الأرض
عاد السرطان لجسدها وهزمناه ثلاث مرات
وهزمنا هو الرابعة وأخذها منا؛ لعنة الله على ذاك اللعين.
إلي هنا انتهينا من قصة ملاذ.