قصص وروايات

هي رومانسية درامية جميلة

جدول المحتويات

هي قصة الرابحه في مسابقة جروب ببلومانيا روضه وكوك وقصتها الحوارية التي كتبتها ومزجت فيها بين اللغتين العامية والعربية الفصحى.
هي
هي

هي

وقفت أمام مرآتها تنظر إلي جسدها المتهالك ، ملامح وجهها الشاحبه ، شعرها الأشقر الذي بدأ تواً في تساقطه ، تحسست وجهها بألم بالغ وجلست تتذكر تفاصيل هذا اليوم الملعون ، تذكرت عندما ذهبت لطبيبها بسبب الأعرض التي ظهرت عليها حديثا ولم تجد لها أي تفسير ،، بعد إجراء الإشاعات والتحاليل بأمر من الطبيب ، انتظرت ظهور نتيجتها ع مضض كانت تعلم أن هناك خطب ما ، ذهبت في جلستها المنتظمه إلي الطبيب رأت ملامحه يكسوها الحزن أخبرها بأسف إصابتها بالمرض اللعين “سرطان الدم” لم تستوعب الصدمه في البدايه ولكن بدأت في الإنهيار حينما علمت أن مرضها في مرحلته الثانيه وعليها البدء سريعا في جرعات الكيماوي
أفاقت من شرودها ع أنامل زوجهها تتحسس وجنتيها لتزيل الدموع المنهمره فوقهما ، ابتسم لها بحزن وقال لها
هتتعالجي يكامليا ، هتتعالجي وهتكونيلنا كويسه ، كل حاجه هترجع زي الأول أنا متأكد
لم تتفوه بأي كلمه فقط عانقته بقوه كأنها تستمد من عناقه حياتها وقوتها ، وهو بدوره أحكم عناقها كأنه يخشي أن تفارقه ثم أخبرها
يلا اجهزي علشان نروح للجلسه النهارده
أومأت برأسها لتدل ع موافقتها ، ترك الغرفه لتغير ملابسها فقامت بشرود وارتدت أول ما قابلها ، لملمت خصلات شعرها الأشقر القصير المتساقط واكتفت بملامحها البريئه الشاحبه دون وضع أي من وسائل التجميل ، خرجت من حجرتها وأخبرته بهدوء
أنا جاهزه
ابتسم لها بتلقائيه ف برغم مرضها لا تزال جميله بعيونه بل فائقه فالجمال ، أحكم قبضة يده ع يدها خوفا من إفلاتها منهه وذهبا سويا إلي طبيبها ، شعر برعشه ف يدها وجسدها فضغط عليها برفق لكي يبث بعض الطمأنينه بداخلها ولكنه حقا كان بحاجه لمن يطمأنه هو ، فهو خائف أكثر منها ، يخشي فراقها ، يخشي حياته بدونها ، فاقا من شرودهما ع صوت الممرضه
مدام كاميليا صادق!!
أجاب طارق
أيوه
الدكتور ف انتظاركوا
تشبثت بيديه وكأنها تغرق وبحاجه لمن ينقذها ، طرقا الباب ثم أذن لهم الطبيب بالدخول ، قام الطبيب من مقعده مرحبا بهما
مدام كاميليا ، إزيك!!
أجابت بتلعثم
الحمد لله
ابتسم الطبيب ثم أردف قائلا
أنا أسف ع ال هقوله بس للأسف المرض بيزداد سوء ولازم نزود جرعات الكيماوي
شحب وجهها من جديد وزادت من تمسكها بيدي طارق وعجز لسانها عن النطق ، تبا لمرضها الملعون ، لماذا أنا!! لماذا أنا دونا عن العالم!! الكيماوي يأكل في جسدي ببطء ولكن حتما سأموت ، أي تزويد للكيماوي يقصد فأنا سأموت عاجلا أم أجلا ،، كانت هذه غيمه من الأفكار تدور برأسها فهي حقا تشعر بإقتراب نهايتها
وع الجانب الأخر ظهر الزعر ع ملامح طارق وهو يخبر الطبيب
علفكره أنا مم..ممكن أسفرها برا لو حالتها بتتأخر
أنا قولت لمدام كاميليا إن مرضها فالمرحله التانيه يعني هي كدا كدا كانت ف خطر ، ثم إننا هنعمل ال علينا وهنحاول جاهدين مع المرض
أما عنها فهي كانت صامته تماما تتابع حديثهما بهدوء وساخره بداخلها فهذه حقا رغبة الله وهي ع يقين بسرعة وفاتها فماذا بأيديهم فعله لتوقيف هذه الرغبه ، كلا فهذه هراءاات
خرجا سويا من عند الطبيب الذي استطاع بكلماته تلجيم ألسنتهم ، هي شارده في حياتها القصيره وهو شارد في تركها له علي حافة الحياه ، فهي حبه الوحيد والأوحد ، لا يتخيل نفسه في دوامة الحياه بدونها
وصلا منزلهما بهدوء تام طيلة الطريق ، خلعت حذائها ودخلت غرفة إبنتها “إيلين”
جلست أمام سرير رضيعتها تتحسس وجهها الملائكي ، بداخلها خوف من تركها لإبنتها في هذه الحياه الملعونه ، إن كان يوجد سبب في رغبتها في التشبث بالحياه فهو بسبب “إيلين و طارق” لا تسطتيع تركهما وكأنهما مسؤوليتها ، أمهما ، الحياه بالنسبة لهما ، كيف ستترك رضيعتها هذه!!
إبتسمت ووجهت كلامها لإبنتها قائله
إيلين حبيبتي ، كان نفسي أفضل معاكي كتير أفرح بيكي وبعمرك بيكبر قدامي ، أفرح بيكي لما تحبي وألبسك فستانك ، أعيش دور الأمومه بجد ، مكانش نفسي أسيبك يتيمه
سريعا ما عرفت دموعها طريق وجنتيها فأكملت من بين دموعها قائله
مهما حصل يا إيلين إعرفي إني دايما جنبك ، إعرفي إني هفضل أحبك ، حبيني يا إيلين أنا عارفه إني مش هكون ف ذاكرتك بس أرجوكي إوعي تنسيني أو تكرهيني وإعرفي كمان إني سيبتك غصب عني
علت شهقاتها وكأن قلبها سيخرج من بين ضلوعها أفاقت ع صوت طارق يقول
كاميليااااااا ، قولنا ميت مره هتعيش هتعيشي يا كاميلياا هتعيشيلنا احنا الإتنين زي ما احنا عايشين ليكي ، أرجوكي كفايه كفايه بلاش تعملي فيكي وفينا كدا
عادت شهقاتها تعلو فكان عليه بدوره أن يهدهدها بين أحضانه
بنتك هتكبر معاكي، هتلبسيها فستانها ، هتبقي صاحبتها وأختها وأمها ، أنا واثق ف عدل ربنا ، متقلقيش هنبقي بخير
دفنت رأسها بين ذراعيه وكأنها تريد الإختفاء بين ضلوعه ، تحتمي بيه من قسوة العالم وسوء القدر
طاارق!
نعم يا كيان وحياة طارق؟
أ..أنا م..مش عاوزه أخد كيماوي تاني أ..
أبعدها بهدوء من بين ذراعيه وأخبرها بهدور
ليه يا كاميليا!! ليه مش عاوزه تخفي!!
رفعت صوتها قائله
أنا مش هخف يا طارق مش هخف ، الكيماوي مبيعملليش حاجه غير إنه بياكل فيا وبيموتني بالبطئ انتو مش حاسين بيا أنا أهون عندي إني أموت من إني أخد كيماوي مالهوش أي لازمه
هتخفي يكاميليا هتخفي اصبري شويه بس ، طولي نفسك معانا أرجوكي أصمدي شويه علشاننا
صمتت تماما لا تعلم بماذا سَترد عليه ف قررت التمسك بأي أمل من أجله ومن أجل فتاتهاا اليتيمه قريبا
مرت الأيام وجسدها يمتلئ بالكيماوي القذر ، تنتظر وقت وفاتها غير راهبه
لا يُحدث مفعول الكيماوي أي تأثير تكاد تظن أنه مغشوش ، ضحكت غُلبا ولا زالت تردد لماذا أنا!!
لا يوجد أي تغير بل تتغير للأسوء
أقامت تحاليلها الشهريه وفحوصاتها التي أخبرها الطبيب من خلالها أن الوضع يزداد سوءا أكثر
يأست فهي تعلم مدي قرب نهايتها..
تغيرت كل النتائج المتوقعه ذات ليله سوداء
زادت الأعراض بزياده غير طبيعيه كالنزيف والكدمات الحمراء ع جسدها والمزيد من أعراض المرض الملعون هذا نُقلت ع أثرها للمشفي ، وهناك أخبر الطبيب زوجها بأسف
أنا أسف ع ال هقوله بس للأسف مدام كاميليا بقت ف خطر تام ومبقاش في إيدنا حاجه نعملها
أجابه بذعر
أ..أرجوك إعمل أي حاجه أرجوك إنقذها أنا مستعد أسفرها زي زي ما قولتلك قبل كدا
إدعيلها
ثم تركه بين نوبات خوفه لا يعلم ماذا سيحل به بدونها يشعر فقط بأن العالم يضيق عليه من حوله..
يدخل إليها من بين الحين والأخر ليطمئن عليها ولكن لا يستفاد شيئا غير أن نفسيته تزداد سوءا معها ، حقا حالته لا يُرثي لها
مرت الأيام والأسابيع وهي ما زالت فِ غيبوبتها لا تدري بالعالم من حولها ، لا تدري بمدي سوء حاله بدونها ، لا تدري حال إبنتها الرضيعه ومدي حاجتها لها ، حقا فاتها الكثيير
دخل إليها ف يوم من الأيام ف لقد علم أنها أفاقت حديثا من غيبوبتها ، نظرت إليه وكأنها تريد أن تحفظ معالم وجهه الوسيم في عقلها ثم أمسكت بيده قائله
أنا بحبك يا طارق ، صحيح في جواب سيبتهولك ف أوضة إيلين أبقي إقرأه
بدأت رعشه في صوتها وبدأت تغيب عن الوعي.
ب..بح..بحبك
توقفت الأجهزه فجأه معلنه عن توقف قلبها و ارتخت أيديها من بين يديه وهدأت أنفاسها..
ذعر في المشفي وهرولة الأطباء والممرضات وهذا المشهد زرع الزعر في قلبه ، رفض تصديق الحقيقه ، حاول التهرب من المشفي حتي يهرب من الخبر الذي سيقع عليه الآن ولكن إلي أين ، ف حقا قدماه لا تساعداه ع الحركه وبدأ توازنه يختل
هدوء تام في المشفي وفي غرفتها بالتحديد ، مرت لحظان وكأنها أعوام بل وكأن الزمن توقف
خرج الطبيب وكانت ملامحه لا تبشر خيرا أبدا ، ظلا ناظرين لبعضهما البعض كل منهم خائف من التحدث أولا ، فالطبيب خائف من رد فعله عند سماع خبر فنائها من الكون والأخر خاف من سؤاله عن حالتها فهو حقا يعرف الإجابه ،، أخيرا تكلم الطبيب
أستاذ طارق … ا..البقا
هَرول إلي غرفتها تاركا الطبيب تركه ودخل إلي حجرتها وجدهم يغطون وجهها أسرع ونزع عنها الغطاء وأخذ يحادثها بإنهيار
-كاميليا كاميليا حبيبتي قومي يلا نروح بيتنا انتِ هتبقي كويسه أنا عارف ، قومي يلا إيلين مستنيانا ، كاميليا قومي أنا عارف حركاتك وهزارك السخيف دا
بدأت دموعه في الإنهيار ثم أردف
-انتِ عارفه إني مش هقدر أعيش من غيرك ، إنتِ أكيد بتختبريني صح!! بس والله أنا بحبك يا كاميليا ردي عليا بقا
أخذها بين ذراعيه وأحكم عناقها وظل يصرخ كالطفل الذي فقد أمه ، لا يعرف كيف سيعيش بدونها
كاميليااااااااااااااااا أرجوكي متسيبينيش ، العالم هيبقي وحش من غيرك ، بحبك والله بحبك
أخيرا إستطاعوا أن يخرجوه من الغرفه ليبدئوا في التغسيل وخلافه ، هي اكتفت من هم هذه الدنيا وعثرت علي راحتها وهو سيبدأ معاناته ومسؤولية طفلته التي رُميت علي عِتقيه ، تبا لهذه الحياه حقا
أخير إنتهت مراسم العزاء وعاد إلي بيته فاقدا قلبه ، هزيل ، شاحب الوجه ، خارت قواه شيئا ف شئ فقط يتماسك حتي يصل لبنايته ، دخل بيته وجلس ع أريكته يستعيد تفاصيل يومه ثم تذكر فجأه إبنته الذي أهملها لفتره ليست بقصيره وتذكر أيضا الخطاب الذي أخبرته عنه مسبقا.

قصة هي

أسرع ودلف لغرفة أبنته ثم أخذ ينظر إليها ، حسدها بداخله ع أنها لا تدري بأي شئ ، غير مباليه للعالم ، غير مستوعبه لفقد أمها ، دقق في ملامحها جيدا ف لاحظ أخيرا أنها تشبه أمها بقدر كبير ، عانق صغيرته ولوهله ظنها زوجته الراحله ، عانقها بإحكام وكأنه يستمد منها القوه فقط أصبح يريد أن يحيا لأجلها ، مجددا تذكر أمر الخطاب ف لفت إنتباهه ع الكومودينو ، أسرع إليه وفتحه وأخذ يقرأ وبدأت الدموع تترقرق في عينيه
حبيبي طارق ، أنا كنت عارفه إني هموت ومش هفضل كتير علشان كدا كنت رافضه الكيماوي بس اتمسكت بأي قشه ممكن تنقذني ، حاولت وفشلت ، أنا عاوزاك تفضل تحبني ، إوعي تنساني يا طارق ، إحكي لإيلين عني وإحكيلها عن حبنا وأد ايه عيشنا صعوبات وفالأخر وصلنا لبعض ، خليها تحبني يا طارق ، فهمها إني سيبتها غصب عني وإني كان نفسي أفضل وياها ، مكانش نفسي تبقي يتيمه ، بس أنا واثقه فيك واثقه إنك هتعوضها عني وهتخلي بالك منها ، زورني دايما يا طارق وإدعيلي ،إوعي تشيلني من قلبك ، بحبك:))
بدأ في الإنهيار مجددا وبدأت كل لحظاتهما تمر من أمام عينيه ، كيف كانت مشاكسه ، جميله ، مدلله بريئه ، تحب الجميع ومحبوبه من الجميع أيضا هي التي اختارها قلبه منذ أن رآها لا يستطيع نسيان هذا ولكنها خذلته بعد كل هذا الحب وتركته في منتصف الطريق وحيدا حائرا ، صرخ من أعماقه
ييااااااااااااااارب ، خدني ليها أرجوك ، مش هقدر أعيش من غيرها ، هون عليا ييااااااااارب
ع الجانب الأخر سمع صوت طفلته تبكي وتشهق وكأنها أخيرا علمت بمدي الخطوره والوحده اللتان سيلحقان بها ، ذهب إليها واحتضنها ثم ردد
ماما كانت بتحبك أوي يا إيلين ،، وأنا كمان بحبك وبحبها يارب تكوني إنتِ الأمل ال هعيشله ، بحبك يا كاميليا التانيه
ربما منحه الله تعويضا عن زوجته الراحله فأقسم أنه سيفني عمره علي ذكراها وحب إبنتهما..
تمر الأيام والشهور والسنين وفي قاعة إحتفالات فخمه رائعه حقا
تنزل فتاه من علي الدرج برفقة والدها ، مغطي وجهها بطبقه من الشيفون الأبيض الرقيق ، بَدت ملاكا في ثوبها الأبيض ، تنظر إلي أميرها بلهفه وحب وبداخلها تردد “أخيراً” ولكن مثلها كمثل أي فتاه في تلك اللحظه ، فرحتها ليست مكتمله ، فهي كانت تأمل أن تكون والدتها بجانبها في مثل ذلك اليوم ، لمعت دمعه بعيونها لاحظها والدها ع الفور
-إيلين حبيبتي أنا دايما جنبك وهعوضك ، أنا عارف إنك مفتقداها بس أنا جنبك ، هي كان نفسها تشوفك ف اليوم دا بس أكيد هي حاسه بينا ف إوعي تزعليها هي فرحانه لفرحتك حبيبتي
كان نفسي تكون معايا يا بابا
إدعيلها حبيبتي ، وبعدين حد يزعل ف يوم زي دا!!
إبتسمت هي تلقائيا
يلا عريسك قرب يموت م الإنتظار
تقدما بناحية أميرها الذي كان ينتظر علي مضض ثم سلمه طارق إيها وأخذ يوصيه عليها ، ذهبت هي وعريسها سويا ناحية خشبة المسرح وظل هو واقفا بعيدا ينظر إليها بفرحه ممزوجه بحزن
كان نفسنا تكوني معانا يا كاميليا ، كان نفسي تشوفيها وهي طايره مالفرحه والفرحه مش سايعاها ، فاكره إيلين الطفله أهي كبرت والنهارده فرحها ، هتسيبني هي كمان وتمشي ، كلكوا مشيتوا ، أنا لسا بحبك يا كاميليا لسا عايش ع ذكري حبك، حاسس بيكي حواليا ، حاسس بيكي جنبي ف كل مكان حتي حاسس بيكي معايا دلوقتي
ابتسم بِغُلب ثم أكمل
بحبك يا كاميليا، ربنا يرحمك.
إلي هنا انتهينا من قصة هي.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!