قصص وروايات

وعد قصة حب رومانسية قصيرة

وعد قصة رومانسية باللغة العربية الفصحى( اللغة الأم) تدرو أحداثها في إطار رومانسي لكل العشاق الذين يفضلون هذا النوع من القصص جائت لنا قصة بقلم/ شهد كمال

وعد

-أيمكنني أن أجلس
-نعم!! أتعرفني يا هذا
-وأين المعضلة إذا، فلنتعرف الآن
-اغرب عن وجهي لا بُدّ أنكَ معتوه
-لست كذلك ولكنني جُذبت إليك
-أتمزح يا هذا
-لا،إنني في أقصى غايات الجدية
-فَوَربّك أهذا حديث العاقلون
لم يهتم لما أقوله وجلس في مواجهتي في تلك الإستراحة التي اعتدت المكوث فيها وأردف:لا تشقي على نفسك،فأنا هنا وحتى إن رحلتي سأكون معك في كل مكان،سأكون طيفُكِ إن سِرتي،سأكون حُلمُكِ إن نمتي،سأكون تلفازُكِ إن جلستي، أخبرتُك أنني لا أتخلى عن شيء يخصني، فَوَربّك كيف تطلبين مني أن ابتعد
-لا شك أنك هاربٌ من مشفى الأمراض العقلية أيها الرجل، إن لم تبتعد سأستدعي الأمن
-إذا يجب عليكِ أن تستدعي أولا الأمن لينزعوكِ من قلبي
-أجُننتَ يا هذا
-وكيف لعاقلٍ أن يتحمل رؤيتك وأن لا يُصبهُ شيء،إذا كان ذلك جنونا فيا ألفُ مرحبا به
-أيمكنُكَ أن تبعتد
-لو أردتي ذلك فنعم سأبتعد ولكن عن الحياة بأكملها
-أتدركُ حجم ما تهذي به
-أَوَربُّكِ أهذا الطيف تسمينه حجما،أهذه النسمة العليلة التي تداعب أنوفنا في ليلة من ليالي أكتوبر تشعرين بالتثاقل منها،يا لكِ من عجيبةٍ أيتها “وصمت قليلا” ألن تخبريني ما اسمُك
-نعم!! أنا وعد “وصمتت قليلا لتدرك أنها تهورت وأخبرته باسمها” أقصد وما شأنك
-نعم وعد،فلطالما تمنيت أن يُوفى الوعد وتتحققين،أنتِ لستِ بشر،أليس كذلك؟أكاد أجزم أنكِ حورية من حور الجنة
ابتلعت ما بوجفي فأنا في نهاية المطاف فتاة ويروقني مغازلة الآخرون لي وحاولت أن أستجمع قواي وأتحدث وأردفْت محدثا إياه بغرور مزيف: أكلما رأيتَ فتاة وسيمة مثلي تلهث قليلا ثم لتنبح.
-إذا أنتِ تغارين.
-أغار؟! ومِن مَن يا حسرتي
-من أولئك الفتيات اللاتي يتهافتون حولي
-وما شأني بك
-أنتِ محبوبتي ويا حبذا إن لو كان بالزواج
-لا شكّ أنك تهزي
-لم أتحدث في حياتي بتلك الجدية التي أتحدث بها معك
-حقا أعانكَ الله أنتَ معتوه
-لا بل أنتِ المقصودة بالدعاء،فأنتِ مِن الآن حرمي المصون
-يا لكَ من أبله،ابتعد عني،ثم نهضتو مُلتقطةً حقيبتها الوردية التي تشبه وجنتيها وأردفَت محدثةً إياه: سأرحل الآن، آآمل أن تكون استرحت؟
نهض بفزع:إلى أين
-إلى هناك
-وأين ذلك المكان الذي تودين الذهاب إليه
-في آخر مكان سيصل ذهنُك إليه، ولكن يجب عليك أن تعلم بدون مساعدتي لك
-وكيف
-اثبت لي حُبّكَ لي ففي النهاية أنا فتاة
أطلق أنفاسه التي حُبست لعدة ثواني وقال:أعدُكِ يا وعد أنني سأوفيكِ فأنتِ وعدي

قصة وعد

رحلت وعد تاركةً خلفها عطرا مميزا يُشتم لِألف سنة قادمة،رحلت لتُحملني إِثرِ الوفاء بها فهي العهد.
مرت سنة تليها أخرى وأنا كل ما يشغلني البحث عنها،تراودني عقلي أن لا شك أنه خُطبت وعلى استعداد بالزوازج،ولكن شيء ما هنا في تلك الزاوية من قلبي يجعلني أجْلُب العالم بأكمله لأحظى فقط بنظرة.
وحينما هلّ الصيفُ بحرارته المزعجة التي لا شكّ أنها تأذي وجنتيها أصرّ عليّ صديقي أن أذهب معه لقضاء عُطلةً خفيفة على إحدى الشواطئ
لِـ أريح عاتقي ولو قليلا ولكي أفكر جيدا ماذا سأفعل في الخطوات القادمة ففي نظره كل ما أفعله يُسمى جنونا، وبالفعل ذهبت معه وجلست أسفل إحدى المظلات مُطلقا نظري إلى مياه البحر وأنا أطلق باستمرار تارة شهيقا وأخرى زفيرا ولم أفِق من ما أنا فيه إلا على صوتِ صديقي يخبرني أن الغداء أُعِدّ الآن،نهضت بتثاقل وقد دُبّ الملل في جسدي ولكن أثناء ذهابي طَرُبَ إلى أذني صوتٌ أكاد أجزم أنه ترنيم بلبلٍ ولكن يُفهمِ، التفتت خلفي فوجدتها: تُتمتم برفق قائلة:كنت على ثقة بأنكَ ستفي بوعدك
-ماذا،أأنتِ هنا
-ألم أخبرُك أنك ستجدني بأخر مكان قد يصل ذهنك إليه
-أنِلتُ إعجابكِ الآن
-منذ أول يوم،أول همسة،أول ابتسامة
-إذا ماذا يجب عليّ الآن
-عليكَ أن تُحقق ما تلا فعلُك الجامد،أتذكره؟
-وكيف أنساه،أينسى الشخص نفسه ولكن عليكِ أن تعلمي أنه الآن تحول ولم يبقى على حقيقته
-ماذا تقصد
-أقصد أنه لم يعد جامدا ولكن متنغما،هيا بنا
-إلى أين
-إلى من سيؤكد اسمي باسمُكِ
-وماذا هو اسمُك
-ألم تعلميه إلى الآن
-أعلمه ولكن أريد أن أسمعه منك،أعتذر
-لا عليكِ،فأنا يوسُف
-ماذا، أقلتَ يوسُف
أردف بهمس: أجل يا وعد.
إلي هنا انتهينا من قصة وعد.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!