قصص وروايات

رواية الحُب وحدهُ لا يكفي

القصة القصيرة “الحُب وحدهُ لا يكفي”

بقلم/شهد كمال

“الحُب وحدهُ لا يكفي”

“مش نظرة وابتسامة، مش كلمة والسلامة، دي حاجات كتيرة ياما لو ناوي تحبني”

اعتدت الجلوس في تلك الإستراحة وأن أرسُم ما تيسر لي من رسومات، ولكن مما جعلني أتوقف اليوم عن عادتي تلك، كعادة كل يوم أجلس في مقابلة البحر وأنعم بالنسيم العليل ومثل كل يومٍ بدأت أرسمُ في دفتري ولكن انتبهت لصوتِ أحدهم يناديني، أردفت قائلة باستغراب:
-أهناك خطبٌ ما!
-ما اسمك
-ساندي أقصد ماذا!
-مرحبا ساندي،أنا يوسف
-ماذا تريد

-لا شيء كل ما أريده هوَ رقم والدُك
-أتعرفني يا هذا
-ليس لكِ شأن الآن،أين الرقم
-ابتعد أيها الأبله،ابتعد من هنا
-حسنا كما تريدين

“من هذا،طالما حلمت بفارسٍ يغدق عليّ بالحب والحنان، يختطف قلبي برومانسيته، يجذبني من النظرة الأولى، كثيرا ما رسمته في دفتري، رسمته وهو يُقدم لي خاتم الزواج أعلى الجبل ومِن ثمّ نلقي معا الأزهار في الأسفل على الجميع،رسمت أيضا عش الزوجية يوم زفافنا ثوب العرس بذلته، ما من شيء إلا وقد رُسم،لم أكن يوماً فتاة حمقاء تسير خلف رسوماتها ولكني كنت أخطط باعتبار ما سيكون، أثناء دراستي بالجامعة لم يكن في اهتمامتي شيء سوى الدراسة

كنت أرى الجامعة مقراً للعلم لا شيءٍ آخر،هكذا أتممت سنواتي الأربع في الجامعة ومثل كُل فتاة جائني الكثير من الخُطاب ولكن كنت أبحث عن شيءٍ آخر،عندما انتقلنا من القاهرة للأسكندرية بسبب ظروف عمل والدي أدمنت تلك الإستراحة ولكن اليوم قد عُكِّر مزاجي،الويل له”

عدتُ إلى منزلي وسرعان ما خلدت للنوم وفي الصباح أنهيت مهامي المنزلية وذهبت لكي أعوض ما حدث ليلة أمس ولكن.!
“يا للوقاحة،إنه يجلس في مكانيَ المفضل،لا لن أستطيع التحمل فهذه المنضدة تعُم بالذكريات،بكائي وفرحي،تفاؤلي وتشاؤمي،عندي ومرحي،حزني وسعادتي هنا كل شيء،يبدو أنه يُعلن الحرب ولكن ما بيدي ما أفعله..لا بيدي الكثير ولنرى ما سيحدث..! ”
-مرحبا

شاهد:رواية بداية الوطن ونهايته
تظاهر بانتباهه لي وأردف: مرحبا ساندي
-أعتذر لك ولكني نسيت شيء ما يخصني هنا “وأشرت للمنضدة”
نهض وقال:هنا أين لا أرى شيئا
-إذاً ابتعد قليلا حتى أبحث عنه
-أعتذر لكِ،فهنا توجد أغراضي وإني أخشى عليها من السرقة
تمتمت بغيظ: تعني أنني من سأقوم بسرقتها
-لا أعلم ولكم يبدو ذلك

-أمعتوه أنتَ يا هذا،بالأمس تطلب مني الزواج واليوم تتهمني بالسرقة
-اهدئي اهدئي ماذا تقصدين ..من تكونين لأطلب يدكِ،كل ما طلبته هو رقم والدك لأحادثه بخصوص عملٍ ما،يبدو أنكِ حقا فتاة حمقاء
“شعرت بأنّ الأرض توقفت عن دورانها وحينها بالفعل تمنيت أن تنشقّ الأرض وتبتلعني”
ومِن ثم أن تابع:بخصوص عمل عش الزوجية
بهتت ملامحي وأردفت بدون وعي:ماذا تقصد
-أتقبلين الزواج بي أيتها الآنسة

لم يجلس كما رسمت ولكن تحركت شفتاي قائلة:لا نعم أقصدُ
ابتسم ابتسامته الوسيمةِ تلك وأردف: لم أفهم شيئا،أريد جوابا واضحا
-أبي اليوم بالمنزل ونحن بانتظارك
“وبالفعل طلب يدي من أبي وتمت خطبتنا التي تعدت السنة، اختلفت رسماتي عن واقعي كثيرا،هناك أهم بكثير من الحب والرومانسية _مع ضرورتهما_ هناك الأمان الشهامة الحكمة هناك الكثير فالحُب وحده لا يكفي..!

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!