قصص وروايات

رواية قلوب من حزن وعقول من سراب

*قلوب من حزن و عقول من سراب*

في الأونة الأخيرة عاصرنا العديد من الظواهر السلبية؛ و يرجع ذلك إلي عدة عوامل أهمها
*البعد عن الله
* التأثر بالعالم الخارجي
*ضعف الثقة بالنفس
* انعدام الثقة بالآخرين

حيث نجد أن الغالبية تناست أنها مسلمه، في حين نجد أن بعض الأشخاص قد يحلقوا فرحاً بـ كلمة و قد تسودُّ وجوههم بها، كما نجد البعض الآخر لا يثق في الطرف الآخر بتاتا، و الآخر غالبا ما يشعر بالحزن والاحباط ومثال على ذلك حينما تجد مجموعة من الشباب يجلسون بأحد الأماكن العامة يتبادلون الحديث حول أمر ما فتجد واحد منهم يخبرهم أنه لا يثق بأحد كما أنه غير مرغوب به، و الآخر يقول أنه غير سعيد، و أخر يري أن الجميع يلتف حوله من أجل المصلحة.

مؤخرا انتشرت ظاهرة مريعة فيما عرفت *بالمصلحة* تفشت بشكل سريع لكن في اتجاه سلبي فتجد الأشخاص يتبادلون الحديث عنها في أغلب النقاشات، كما لو كانت الشغل الشاغل لهم!
ماذا حل بعقلك!

و لكن ما لفت انتابهي أكثر هو تجسيد الحزن، فكان هو الملجأ الأول عند التعرض لموقف أو حادثة ما، نلجأ إليه كما لو كان دواء، لكنه داء أقرب ما يكون للهلاك.
لذا قمت ببعض الاستفتاءات عن الأسباب التي من شأنها أن تقودنا الي الحزن
أو بمعني أخر ما هي *وجوه الحزن*؟

و لكن قبل ذلك افسحو لي مجال كي أعرفه لكم بإيجاز “الحزن”
*هو ألم نفسي يصحبه الشعور بالبؤس و العجز، غالبًا ما يُعد نقيض الفرح لكن ليس دائما، هو أشبه بالهم، الأسي، الكأبة و اليأس، كما يعرف أيضاً بأنه الشعور بعدم الرضا*
تعددت الرؤي لكنها كانت تقودنا إلي وجهتين إما الشعور بالوحدة أو الفشل
فوجدتها متمثلة في البعد عن الله، الفقدان، الخذلان، التعرض للظلم، عدم الاهتمام و التقدير، و لعنة التفكير،
وتلك تقود الي الشعور بالوحدة وغالبا الاحباط.

و تمثلت أيضا في عدم النجاح في الحياة المهنية أو الدراسية، هدف لم يتحقق، خطة لم تنجح، وظيفة لم نصل إليها وتلك تقود إلي الشعور بالفشل الممزوج بالوحدة والعجز.

و هنا كان الحزن يقف ليفتح أبوابه على مصرعيها، فأقبلت إليه العقول قبل القلوب، كان مهربهم الأول لكنه لم يكن الوحيد
تعددت الوجوه و لكن كلها تقودنا إلى سبيل لا فائدة منه سوى فقد أنفسنا بين الحين و الاخر، هذة بعض الأمثلة وإن بت أحصيها ستطول القائمة و لن أنتهي، وهنا كان السؤال
لما كان الحزن اختيارك الأول من بين اختياراتك رغم كونه الأخير ف القائمة؟
فأجمع الأغلبية علي كونه الإختيار الأسهل ربما أو لأنه شيء تلقائي من ذات الشخص.

فوجدت السؤال يطرح نفسه إن تجسد الحزن ف شخص كيف ستتعامل معه؟
كان من المتوقع أن أجد إجابات من نوعية التجنب أو الحذر، فوجئت بالرد فقد كان القتل!
أريد أن اقتله، لقد تخطي الأمر كون الحزن شعور سلبي إلى عدو مجرد أتحارب نفسك أم اللاشيء؟
فأردت أن أعرف ماذا لو قررت مواجهة الحزن فما سياستك للتعامل معه؟
إجابات غير متوقعة كما كانت محبطة أيضاً
النوم، الكتمان، الهرب من الواقع.

و من ثم نجد أن المشكلة ليست بكون المرء وحيدا ولا لـ لفرط شعوره بالفشل والعجز، بل المشكلة بنا نحن بعقولنا، لو فكرتك لمرة واحدة لوجدت أن من شأنك قلب الموازيين، لو تدبرت الموقف لعلمت أن حزنك هذا ما هو إلا إيحاء كاذب تم بثه لك بواسطة العالم الخارجي.

المشكلة هنا هي اتخاذك من المجتمع والقِيل والقَال نهج لك، لقد تم غرس المشاعر السلبية ف عقلك بنجاح، تأثرك بقول هذا و إحباط ذاك، إيقاف حياتك على وجود شخص أو هدف ما أو وظيفة أو حتي كلمة أو مكانة اجتماعية كانت أو علمية، أو حتي سلطة ونفوذ، هذه الأمثلة ما هي إلا مسببات للسعادة و *ليست قانون كوني لابد من السير طبقا لمبادئة*
بمجرد تبدد حلمك أو ضياع وظيفتك، عدم اهتمام من حولك بانجازاتك، وابتعاد شخص ما عنك، كل ذلك لا يقلل من كونك ابن آدم عززك الله وكرمك كما ميزك عن سائر المخلوقات.

كما نعلم أننا الان بعصر العولمة والتكنولوجيا و سرعان ما نتأثر بتداول قضية ما علي مواقع التواصل الإجتماعي لا سيما نحن الشباب و المراهقين، لكن لن أتحدث عن التأثر بفكرة الاكتئاب و الانتحار التي تمكنت من عقولنا لفترة ما، بل سأتحدث عن الأهم من ذلك، في الأوانة الأخيرة ابتعدنا كل البعد عن مسار النهج الروحي وأعني الله و كتابه الكريم، لقد أهملنا ديننا و اتجهنا إلى ما لا ينفع.

شاهد:رواية ما تخشى الفشل فيه

فإن أردنا ذكر طرق العلاج، فسوف يكون الذكر ف المقام الأول للعلاقة الروحية بين أنفسنا
وخالقنا عز وجل، إن صلحت عشت ف حفظ و رعاية من كل ضرر، وإن أُهملت ضاعت نفسك بين دهاليز الحياة، و قصدت نعتها بالدهليز لأنها مهما اتسعت ستشعر بمدي الضيق الذي يحاوطك حتى أنك ستشعر أنها لا تساع حتى لالتقاط أنفاسك، لذا من الجيد لك أن ترجع لخالقك أولا، ومن هنا نستطيع القول أن علاجك قد بدأ.

حسنا راجعت نفسك اقتنعت بذلك! ما رأيك إذا أن نضع قائمة صغيرة تحميك من الأسر بدائرة الحزن تلك!

موافق! حسناً عليك ما يلي

*التقرب من الله عز وجل
*الإبتعاد عن الاشخاص المحبطين
*لا تقيد نفسك بعادات وتقاليد المجتمع التمس منها ما ينفعك و ابتعد عما يعجزك منها
*حدد هدف لنفسك، ارسم خطة مستقبلية و اسعى لجعلها واقع
*قم بإنجاز عمل صغير كل يوم
*ممارسة بعض الأنشطة الإبداعية كالرسم، الغناء، التمثيل، الكتابة…. إلخ؛ كسراً للروتين و تجنبًا للملل
*وأخيرا وليس آخرا

*تقبل نفسك كما هي عليها بحزنها و انبساطها، تقبلها بكل مشاعرها و شعورها، لا تسمع لقول هذا ولا ذاك بل استمع جيدا لصوت هدفك الذي يناديك، قدر نفسك وعزز من روحك المعنوية، تقبل حزنك ف لولاه لما كان لفرحك معني، هناك مقولة شهيرة لـ الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله عليه وهي *”لولا وجود عكس المعني لما كان للمعني معني

” لولا وجود الحزن لما كان للفرح معني* ، لذا تقبل نفسك و شعورك ولا تجذع منه لا تعاديه ولا تهرب واجهه بلطف، إن شعرت يوماً بالحزن يطرق أبوابك فرحب به لا بأس بذلك و أعلم أنه مجرد ضيف سيرحل حتما ليفسح مجال لغيره، و تذكر دائما قول الله تعالي *”لا تخف ولا تحزن إنا منجوك”*
ختما لهذا المقال أستودعكم الله، أتمني أن أكون أفدتكم ولو بالقليل*

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!