رواية قمر غائم كاملة

امتدت يدها الحرة نحو خدي لتجعلني التفت للجهة المظلمة وتنظر اليها هي كذلك
ليحتل الذهول قلبي وتتسع عيني وكأنها ستلتقط اكبر قدر من جمال المشهد
القمر بدر مكتمل ،انعكس ضوؤه و بكبر حجمه على مياه البحر بشكل بديع ليزداد لمعانه
“نحن لا نرى الجانب المظلم من كل شيء مهملين حقيقة وجوده المتأصلة والتي لا يمكننا حلها ”

“لأي جانب مظلم جمال لا يدركه الجميع ، لكن .. الجانب المظلم مني جعلني ادرك ان تركه سيقتلني ”
لا ادري لم لم انظر نحوها وهي تتحدث ، مع العلم انها كذلك كانت تنظر حيث افعل
” عشت فيه سنين جعلتني اعتاده وان شق ولو مقدار ضئيل من الضوء عالمي يكون دخيلا علي ابعاده فورا”
” لكنك كنت دخيلا صعب علي ابعاده ، لأنك اظهرت لي كم انني كنت مخطئة ”

شاهد:رواية بداية الوطن ونهايته
“وأنني كنت عمياء من البداية ، وكان كله شعاع ضوءه الذي غاب عني ”
” وانت كنت الظلام الذي لم اعلم عنه ، كنت حقيقة اهملتها ولم اعلم عنها سوى اللحظة ”
” قد نظن احيانا ان الضوء الذي نراه عندما تظلم ارواحنا هو الدليل ، لكنه يكون تضليلا لا اكثر ”
” ولم نكن نسير سوى في الطريق الصحيح ولم نضل اساسا ”
” عدم صبرنا هو ضلالنا الحقيقي ”

“اشكرك كونك كنت الدليل الذي لم انتبه لوجوده سوى الان ، شكرا ”
التفتت نحوها اخيرا ، لكن نظرة الامتنان التي كانت في عينيها اللامعة كالقمر بل اشد لمعانا ، تحولت الى اخرى حائرة
بعد ان ادركت دمعة اسدلت طريقها على خدي ، لم ادر حينها لم بكيت
هل كوني عشت كل هذه السنين ولم ار مشهدا مرهقا للقلب لهذه الدرجة الى الآن ؟
ام حديثها الذي حطم كل ركن في قلبي وقطع انفاسي جاعلا اياي عاجزا عن الحديث بالمرة ؟.