قصص وروايات

رواية المقامر كاملة – دوستويفسكي

المقامر

تحميل رواية المقامر pdf لدوستويفسكيقراءة اقتباسات من رواية المقامر للكاتب فيودور دوستويفسكي و تحميل الرواية كاملة أو الكتاب كامللـ تحميل الكتاب وقراءة إقتباسات منه عليك متابعة قراءة الموضوع

نبذة تعريفية عن الرواية حيث يكون المؤلف ” المقامر دوستويفسكي “

روايتنا اليوم من تأليف الكاتب الروسي مؤلف كتاب الجريمة والعقاب و الرواية هنا واحدة من أفضل روايات الأدب العالمي ، ف الكاتب الروسي فيدور دوستيوفسكي أو دوستويفسكي فبالرغم من أنه كتب العديد من روايات مثلها وألف الكثير والكثير من الكتب المشهورة مثل كتاب الجريمة والعقاب إلا أن رواية المقامر ل الكاتب و المؤلف فيدور دوستويفسكي تعد من أفضل عشر أعمال ل المؤلف وتعد كتاب من أفضل كتب الأدب الروسي و واحدة من أكثر روايات فيدور دوستيوفسكي شهرة ف المؤلف دوستويفسكي قد نشر المقامر في عام من أعوام القرن الماضي ف رواية المقامر قد أبدع حقا فيودور فيها ف من حيث تأليف قصة وحبكة مختلفة كان دوستويفسكي الأبرع في وقته.

ولذلك الناس في هذا الوقت وبعد أكثر من قرن على موته ما يزالون يبحثون عن اقتباسات ل رواية المقامر ، أستغرب حقا من الذين يحبون أن يقرؤا العنوان أو جزؤ بسيط ك اقتباسات مثلا من تأليف فيودور دوستويفسكي ويكتفو بذلك ولا يقرأون العمل كامل ، أنصح حقا من لا يريد قراءة رواية ” المقامر ” كاملة بعدم القراءة مجددا لدوستويفسكي فكل حرف من أحرف دوستويفسكي يسستحق أن يخلد حرفيا في التاريخ وأن يدرس في المدارس ، ففي روايته الشياطين أو رسائل من تحت الأرض جعل العالم كله ينتفض من قراءة جزء بسيط من الفصل الذي كان ينشره أسبوعيا في إحدى الجرائد.

ففي روايته الجريمة والعقاب في الفصل الحادي عشر ، يجعل القارء وكأنه يطالع عالم أخر من أقوال كلمات ديستوفسكي فقط ، وجائت فكرة روايه المقامر من إحدى بارات القمار التي كان يرتاد عليها دوستويفسكي في يوم من الأيام ، يقال بأن رواية المقامر هي العمل الرابع لـ فيودور دوستويفسكي ، فهي صمة من بصمات كثيرة للكاتب حيث أنها تحمل حدّ كبير من رحلته الكبيرة بين صالات القمار ، فمن الخارج تجد الرواية منمقة مملؤة ب اقوال دوستويفسكي والتي امتلئت دوما بالدموس الأبدي وأشخاص أحرف مذلون و مهانون ولا ينالون شيء سوى العقاب.

والقارىء لأعمال فيودور دوستويفسكي يجد أن رواية المقامر تشبة رواية الأخوة كارامازوف ، ف يلاحظ القارىء في رواية المقامِر شخصية سوسلوفا و باولين أنهما قريبين من حياة الأشخاص في رِواية الأخوة كارمازوف ، ف يقدم فيها جمل من كلمات بليغة جدا حيث يجلك وكأنك تشاهدها مشاهدة في إحدى الشاشات وليست حروف تُقرأ في كتاب ، ففي الرواية  هنا ” المقامر ” للأديب فيودور دوستويفسكي كاملة نادرة جدا ورقيا كحال جميع أعماله ، أما عن الرواية التي معنا اليوم فسعرها ورقيا يترواح بين ال ١٠ وال ٢٠ دولار وذلك ينطبق على جميع أعماله الكاملة ، ف روايات فيدور دوستويفسكي وخاصة رواية المقامر تعامل على أنها نوادر ، حيث يحتوي أقل عمل له على الكثير من العطاء اللغوي المتقن والمثقول.

وذلك لما فيه من حكم وضعها فيودور دوستويفسكي بشكل مباشر اثناء كتاباته لها ، ف حيث أن معظم أعماله قد الَفها بشكل رائع ، بل الروعة لا تكاد تصف ولو جزء بسيط من فنه ، فكما العازف على الآلات الموسيقية يحاوص وضع مشاعره في أغنية ما لتصل للجمهور سريعا ف فيودور دوستويفسكي كان يضع كل مشاعره في كل حرف يكتبه ، وذلك من رأيي سبب كونه من أعظم و أشهر شخص قد ألف كتابا book على مر العصور ، حيث صور الزوج في رواياته على أنه لابد له من المكافحة والعطاء ، كان ناقلاً مباشراً لما يحدث في شوارع روسيا ، حيث أنه يشاع بأن الزوج في عام من الأعوام كان يعامل زوجته على أنها شلعة تباع وتشترى في العصور الوسطى ، فأخذ على عاتقه نقل تلك المشكلات إلى قلمه الأدبي وإيجاد حل لها .

اقتباسات من كتاب المقامر

ما هي الا عشرون دقيقة حتى كنت أخرج من الكازينو بمائة و سبعين غولدنا” في جيبي . هذا هو الواقع ! هذا ما يمكن أن يكون لآخر غولدن من شأن !

حيث يصف المقامر دوستويفسكي في كتاب المقامر ما مرت به شخصيته الرئيسية

يمكنك أيضا أن تعتقد أن هذه حال المقامر فيودور وهو خارج إحدى حاناته المعتادة ، فمن يطالع رواية المقامر لـ دوستويفسكي يمكن أن يعتقد أن الكاتب يكي عن حاله في صالات المقامرة خلاف ل رواية الجريمة والعقاب فأنت لا تجد فيها سوى قصةٍ من فرط واقعيتها تحسبها خيالية ! ، وذلك أطلق البعض على كتاب المقامر فيودور دوستيوفسكي اسم ” رواية مذلون مهانون ، ف في مراجعة رواية من رواياته مثل رواية الشياطين مثلا تجد عدة أسماء أطلقها البعض، وذلك لا يدل على شيء إلا على عظمة الكاتب وأنه وضع القارئ في موضع الدهشة من فرط عظمة إبداعه.

مزيدا من اقتباسات من كتاب المقامر فيودور دوستيوفسكي .

الناس فيما يتصل بالارباح والخسائر لا في الروليت فحسب بل في كل مجال آخر انما يحركهم دافع واحد : هو أن يربحوا أو أن ينتزعوا شيئاً من شخص آخر.

وكأن المقامر دوستويفسكي يضرب نفسه بكلماته ليقلع عن ذنبه

تابع المقامر دوستويفسكي اقتباسات

لا شي أمتع من أن لا يتحرك المرء امام الآخرين , بل ينطلق في عمله صريحاً لا يصده عنه صاد . وفيم يخدع المرء نفسه ؟ أليس ذلك أسخف و أغبى ما يمكن القيام به !

إنني من قلة الاحتفال بعواطفك بحيث لا اكترث اي اكتراث بكل ما قد تقوله , بكل ما قد تعبر لي عنه من عواطف

ان تعاقب الحظوظ عرضاً يخضع لنوع من الترتيب . ان لم يكن لنوع من النظام

فمن الواضح الجلي أن فكرة تأليف رواية المقامر فيدور دوستويفسكي نشأة من لعبة المقامرة كما سبق وذكرنا من قبل، ف اقتباسات دوستويفسكي أو المقامر فيودور دوستويفسكي الفصل الرابع أو الخامس إن نصفني التعبير ووقفت الذاكرة بجواري ، يخبرنا فيها ب …

كم من حين تغتبط الضحية نفسها بإقتيادها الى التضحية بها !تمييز جمال الروح واصالة الشخصية يحتاج الى قدر من استقلال الرأي و حرية النفس فوق ما يملك منهما نساؤنا . فما بالك بالفتيات

إن في وسع المرء في كل ظرف من الظروف .. أن يتصرف تصرفاً يحفظ له كرامتهإنني لا أطيق أولئك الشرفاء الذين يخشى المرء أن يقترب منهملتحميل كتاب المقامر فيودور دوستيوفسكي كامل ونسخة أصلية تابع القراءة لأسفل المقال

شاهد:رواية اقتربت نهايتك

دوستويفسكي 

أحدُ أشهر أدباء و كُتَّابُ الأدب الروسي والأدب العالمي، نال من الجوائز والألقاب ما لم يَنلَ أحداً في عصره، وله من الحكم و الرويات الصوتية كثيراً.. إليكم حياة دوستويفسكي ومايخصُّه.

حياة فيدور دوستويفسكي

وُلِدَ في موسكو العاصمة الروسية في الحادي عشر من شهر نوفمبر في العام الواحد والعشرون بعد الثمانِيةُ مائة بعد الألفيةُ الأولى الميلادية (1821)؛ اعتادت مربيته “إلينا” أن تقص عليه الأساطيرُ القديمة والقصص بمختلف أنواعها.

مما أثار بداخل عقله الخيال الواسع والفكر المتعدد وأدى لتنمية عقله بطرية سريعة وصحيحة، فالقراءةَ هي السبيلُ الأمثل لتفتيحُ عقلٌ نائم أو تطويره كعقل الأطفال، فما بالك بطفلٍ كان يُقرأ له أعمال “كرازمين، بوشكين، شيلر، والترسكوت”

التعليم في حياة دوستويفسكي والمدارس التي درس فيها.

أولَ ما درس درس في مدرسةٍ داخلية تدعى “chermak boarding school” بعد إثنى عشر عاماً من موعدِ مولده أي فس عام(1833) ولكنه لم يستطع التأقلم مع زملائه بسبب كونهم استقراطيين، فتدينه الذي أخذه من أبويه كان عائقاً بينه وبينهم ولصغر سنه لم يكن يستطع أن يفصل بين ذَلك وبين زملائه.

ولكنه أكمل فيها دراسته لمدة خمس سنوات أخرى لينتقل في عام (1838) إلى معهد نيكولاف للهندسة العسكرية وهو في طريقه للثامنةِ عشرَ من عمره ولكنه بَغِضَ المكان هناك بشدة وشعر بعدم التكافؤ وظهور  الأستهتذاء الطبقي من بنو أصحاب النفوذ والسلطان، وبالرغم من ذلك ر في الدراسة وعزم على التخرج بالدرجاتِ العليا حتى استطاع أن يحصل على مرتبةِ الامتياز، كان فيودور طيباً لينَ القلب عطوفاً على الفقراء

ريفيو عن رواية المقامر

كتب دوستويفسكي المقامر في عام 1866 ، وخطر بباله فكرة صنع الرواية في عام 1863 عندما كان في رحلة إلى الخارج مع بولين سوسلوفا. وون ، واعتقد أنه يفهم القواعد التي يجب اتباعها في هذه اللعبة لضمان المكسب حيث قال: لقد عرفت السر حقًا ..إنه سر بسيط للغاية ، يتجنبه الشخص من وقت لآخر ، دون الالتفات إلى مراحل اللعبة ، ودون فقدان السيطرة على أعصابه. هذا هو. من المستحيل أن يخسر اللاعب عند اتباع هذه القواعد.

” تدور أحداث هذه الرواية التي كتبها دوستويفسكي حول أستاذ روسي غير مربح اقتصاديًا يقع في حب امرأة أرستقراطية لا تهتم به. تدور أحداث القصة في ألمانيا ، ويؤمن هذا الأستاذ بقدرته على جني الكثير من المال إذا حاول لعب القمار في الكازينو. ما فعلته القصة هو وصف وضع المقامرين في الكازينو ، وشرح لعبة القمار ونفسية الأشخاص الذين يقامرون هناك.

وكان دوستويفسكي تمامًا مثل بطل الرواية من حيث القمار ، حيث كان مدمنًا على القمار لسنوات ، وخسر مبالغ طائلة بسببه في فرنسا وألمانيا وسويسرا ، ولم يستطع التخلص من هذا الإدمان حتى 1871 م ؛ توقف عن الرهان للأبد. جاءت هذه الرواية بطريقة غير متوقعة ، لأن دوستويفسكي اضطر إلى تقديم رواية جديدة ، لم تنشر من قبل ، للناشر الجشع ، وإلا فقد جميع حقوقه في جميع كتاباته السابقة والمستقبلية ، لأن الناشر ضغط عليه للقيام بذلك تفقد كل شيء.

جزء من رواية المقامر

لقد ساءتتي هذه المهمة والحق يقال: كنت قد قررت أن أقامر، ولكنني لم أتوقع أبدا أن أبدأ المقامرة لغيري. حتى لقد شعرت بشيء من الحيرة، ودخلت قاعات المقامرة متجهم المزاج. وكل ما رأيته فيها قد ساءني منذ أول نظرة. إنني لا أستطيع أن أحتمل تلك المقالات التي تكتب في العالم بأسره، وخاصة في جرائدنا الروسية، والتي يعالج فيها أصحابها كل عام تقريبا، عند مطلع الربيع، موضوعين اثنين: أولهما البذخ والترف في قاعات المقامرة من مدن المياه على نهر الراين.

والثاني أكوام الذهب التي يزعمون أنها تتكدس على الموائد. هذا رغم أن هؤلاء الـكئاب لا يؤجرون على هذه المقالات، وإنما هم يتطوعون تطوعا منزها عن الغرف مبرأ من المنفعة. إن هذه القاعات الرديئة خالية من كل بهاء أو سناء؛ والذهب فيها لا يتكوم على موائدها ويندر أن يرى على هذه الموائد.

لقد يفد من حين إلى حين رجل شاذ الطع متفرد المزاج، إنجليزي أو أسيوي (تركي كما حدث في هذا الصيف) فيربح أو يخسر مبالغ خرافية في مدة قصيرة. أما الآخرون فإنهم لا يجازفون إلا بدريهمات، ولست  ترى على المائدة إلا قليلا من المال بشكل عام.  حين دخلت قاعة القمار (لأول مرة في حياتي) بقيت بعض الوقت مترددا لا أعزم أمري.

أضف إلى ذلك أن الجمهور كان يقف في طريقي. ولكن هبني كنت وحيدا، فأغلب ظني أنني كنت سأنصرف قبل أن أبدأ المقامرة. أعترف أن قلبي كان يخفق خفقانا قويا وأنني لم أملك رباطة الجأش وهدوء النفس.

كنت مقتنعا منذ زمن طويل أنني لن أبارح رولتنبرج كما جثتها، وكنت مزمعا على أن لا أبارحها كما جئتها. فلا بد أن حدثا أساسيا حاسما سيتدخل في مصيري لا محالة. يجب أن يقع هذا، ولسوف يقع. ومهما يكن هذا الأمل الذي عقدته على الروليت سخيفا مضحكا، فإنني أجد أن الرأي الذي يسلم به عامة الناس إذ يقولون إن من السخف أن يتوقع المرء من المقامرة أي شيء، أقرب إلى السخف وأبعث على الضحك.

لماذا تكون المقامرة أسوأ من أية وسيلة أخرى من وسائل الحصول على المال؟ لماذا تكون المقامرة أسوأ من التجارة مثلا؟ صحيح أن واحدا من مائة يربح. ولكن هل يهمني هذا؟ ومهما يكن من أمر، فلقد قررت أولا أن لا أكون جادا في ذلك المساء. فإذا حدث شيء فسيكون من قبيل المصادفة العابرة.

ذلك ما كنت أنويه. أضف إلى هذا أنه كان علي أن أدرس المقامرة نفسها؛ ذلك أنني رغم كثرة ما قرأت من أمور لا حصر لهافي وصف الروليت، وقد قرأتها في نهم شديد وشراهة قوية، لا أستطيع أن أفهم شيئا من أصول ممارستها قبل أن أراها بعيني رأسي. في الوهلة الأولى، لاح لي كل شيء قذرا، قذرا حقيرا بالمعنى الأخلاقي.

لا أريد أن أتحدث عن تلك الوجوه الشرهة القلقة التي تحاصر موائد القمار بالعشرات بل المثات. إنني لا أرى أي ضير في رغبة المرء في أن يربح أكبر مقدار، بأقصى سرعة. لطالما استبلدت نكرة ذلك الواعظ البطر الذي كان في منجى من العوز والحاجة، فقال في الرد على ما ذكر له بعضهم من أنهم يقامرون على مبالغ زهيدة قال:

«وهذا أنكى وأسوا، لأنه صادر عن طمع صغير». لكأنه يظن الطمع الصغير والطمع الكبير شيئين مختلفين لا شيئا واحدا. إن المسألة مسألة يسب. فماهو صغير في نظر روتشيلد هو الثراء الطائل نفسه في نظري أنا. والناس فيما يتصل بالأرباح والخسائر، لا في الروليت فحسب، بل في كل مجال آخر، إنما يحركهم دافع واحد: هو أن يربحوا أو ينتزعوا شيئا من شخص آخر.

هل الربح والنفع عيبان في ذاتهما؟ تلك مسألة أخرى. وما هنا سأحلها. ولما كنت أنا ممن تستبد بهم الرغبة في الربح إلى أقصى حد، فإن هذا الطمع كله، بل إن رذيلة الطمع هذه، إذا شئتم هذا الاسم، كانت قريبة مني مألوفة عندي، إن صح التعبير، منذ دخولي إلى القاعة. لا شيء أمتع من أن لا يتحرج المرء أمام الآخرين، بل ينطلق في عمله صريحا لا يصده عنه صاد. وفيم يخدع المرء نفسه؟

ذلك اسخف وأغبى ما يشغل به الإنسان باله. غير أن الشيء الذي كان يثير الاشمثزاز منذ النظرة الأولى في هذا الحشد كله إنما هو الجد الكبير والاهتمام العظيم بل والاحترام الهائل الذي كان هؤلاء الناس جميعا يحيطون به موائد القمار. من أجل هذا إنما يجب أن نميز هنا تمييزا واضحا بين نوع من اللعب الرديء وبين اللعب الذي يباح لإنسان محترم. هناك نوعان من المقامرة: مقامرة المهذبين من الناس ، ومقامرة الغوغاء.

والحدود بين هذين النوعين واضحة فاصلة. وما أعيب هذا في حقيقة الأمر! الرجل المهذب، مثلا، يمكن أن يجازف بخمس ليرات ذهبية أو عشر، وقلما يجازف بأكثر من ذلك، فإذا كان غنيا فقد يجازف بألف فرنك لكنه لا يفعل ذلك إلا لعبا، إلا على سبيل التسلية، من أجل أن يتابع مجرى الربح أو الخسارة. فإذا ربح كان يمكن مثلا أن يروح يضحك ملء صوته،؟

وأن يشارك واحد ممن حوله ملاحظاته، بل وأن يقامر مرة أخرى مضاعفا رهانه، ولكنه لا يفعل ذلك إلا من باب حب الاطلاع، بغية أن يلاحظ الحظوظ كيف تجري وتدور، بغية أن يجري حسابات، لا رغبة مبتذلة منه في الربح. أي أنه لا يرى في جميع موائد القمار هذه (سواء الروليت منها أو «الثلاثين والأربعين؟) إلا تسلية جعلت للذة وحدها. حتى أنه ما ينبغي له أن تخطر بباله الإغراءات والمصائد التي يعتمد عليها

«النك»؛ بل إنه ليكون ظرفا وأناقة منه أن يتخيل أن سائر اللاعبين، أن جميع هؤلاء الصغار الذين يرتجفون من أجل فلورين واحد إنما هم أناس مهذبون أغنياء مثله، وأنهم لا يقامرون إلا على سبيل التسلية إزجاء للوقت. إن هذا الجهل الكامل بالواقع، وهذه الآراء الساذجة في البشر تعد، ولا شك، من أرفع الأشياء أرستقراطية .

كنت أرى أمهات يدفعن بناتهن إلى أمام، صبايا ضعيفات بريثات الخامسة عشرة من أعمارهن أو في السادسة عشرة، يععطينهن في بضع نقود ذهبية ويعلمنهن سير اللعب. فإذا ربحت الصبية أو ابتسامة واحدة لا تختلف باختلاف خسرت، انسحبت مفتتنة، الربح والخسارة. وقد دنا جنرالثا من المائدة بشقة قوية متينة، فهرع أحد الخدم يدفع له كرسيا، ولكنه لم ينتبه هو إلى ذلك؛ وأخرج محفظته ببطء، وببطء أخرج من المحفظة ثلاثمائة فرنك.

نقدا ذهبيا وفعه على الأسود فربح؛ فلم يأخذ المال بل تركه في مكانه على المائدة، فربح الأسود مرة أخرى، وفي هذه المرة أيفضا لم يأخذ المال بل تركه حيث هو، فلما ربح الأحمر في المرة الثالثة خسر الجنرال ألفا ومائتي فرنك، فانسحب مبتسما، مسيطرا على نفسه كامل السيطرة. أنا واثق أن قلبه كان يضطرب، فلو كان ما راهن عليه فعفي المبلغ أو ثلاثة أضعافه لما ملك أن يحافظ على رباطة

جأشه، ولظهر اضطرابه. ومن جهة أخرى كان إلى جانبي فرنسي ربح ثم خسر حوالي ثلاثين ألف فرنك، وظل وجهه مع ذلك هادىء المظهر لم يلمح فيه أثر من آثار انفعال. فليس للأرستقراطي الحق أن ينفعل ولو خسر لروته كلها. يجب أن يظل المال دون الأرستقراطي حتى لكأن الأرستقراطي لا يكاد يحفل به أو يقلق له. ومن الأرستقراطية طبعا أن يظهر المرء جاهلا بالوحل والمشهد اللذين يضطرب فيهما هذا الحشد كله من الناس. ومع ذلك فإن الموقف المناقض موقف مرموق في بعض الأحيان كالموقف الأول سواء
بسواء: أن تلاحظ هؤلاء الحشرات جميعا، أي أن تنظر إليهم، بل أن تراقبهم وترصدهم أيضا، ولو بالنظارة المقربة. ولكن شريطة أن لا ترى في هذا الجمهور كله وفي هذا الوحل كله إلا نوعا من تسلية، إلا تمثيلا أعد لدفع الملل عن «الجنتلمان».

وقد تقحم نفسك في هذا الجمهور، شريطة أن تنظر حواليك مقتنعا كل الاقتناع أنك لست فيه إلا مشاهدا، وأنك لست منه ولا هو منك. على أنه لا يليق أيضا أن تلاحظ بكثير من الإلحاح واللجاجة:

وإلا لم تكن جديرا بصفة الجتتلمان، لأن هذا المشهد لا يستحق على كل حال أن تشد إليه انتباهك متصلا غير منقطع. وقل بين المشاهد على وجه العموم مشهد يستحق من الجنتلمان أن يشد إليه انتباهه متصلا غير منقطع. أما أنا فكنت أحس أن هذا كله يستحق انتباها مشدودا متصلا.

لا سيما ممن لم يجىء ليلاحظ فحسب، بل لينضم إلى هذه الجمهرة كلها أيضا. ويجب أن يكون واضحا في الأذهان أنه لا محل فيما أسوقه الآن من ملاحظات، مكان لآرائي الأخلاقية التي أضمرها في قرارة نفسي.

ومهما يكن من أمر، فإنني أقول هذا الكلام تخفيفا عن ضميري. ولكنني أحرص على أن أضيف ما يلي: لقد صرت في الآونة الأخيرة أشعر بنفرة قوية من إخضاع أفكاري وأفعالي لأي مقياس أخلاقي. فأنا الآن مسوق في اتجاه آخر . إن هذه الجمهرة الوضيعة تقامر حقا على نحو قذر. بل لست بعيدا عن التفكير في أن سرقات عادية تقترف هنا كثيرا حول مائدة القمار.

إن القيمين «الكروبيه» الجالسين عند أطراف الموائد، يراقبون المبالغ التي يضعها المراهنون، ويجرون الحسابات، فيقومون بعمل مضن مرهق. ويا لهم من لصوص، هم أيضا! إن أكثرهم فرنسيون! على أنني إذا كنت أجري هذه الملاحظات، فلست أفعل ذلك من أجل أن أصف الروليت. فإنما أنا أتلاءم مع الجو، بغية أن أعرف كيف أسلك
في المستقبل. لقد لاحظت مثلا أنك كثيرا ما ترى يدا تمتد على ويتبع ذلك أن تشب المائدة فجأة فتلم ما تكون قد ربحته أنت.

مشاجرة بطبيعة الحال، وأن يعلو صراخ. وإني لأتحداك أن تستطيع البرهان باستشهاد الشهود على أن الربح كان ربحك أنت حقا. كانت هذه المهزلة كلها ألغازا عسيرة على الحل في نظري. ولكنني تعلمت، على نحو من الأنحاء، أن المرء يراهن على أرقام (أما مزدوج وإما مفرد)، ويراهن على ألوان. فقررت أن أجازف في ذلك المساء بمائة فلورين من أموال باولين ألكسندروفنا.

غير أنه ازعجني أنني أقبل على اللعب لغيري لا لنفسي. كان ذلك إحساسا شاقا إلى أبعد حدود المشقة، وتمنيت أن أتخلص منه بأقصى سرعة. كنت أشعر طوال الوقت أنني إذ أبدأ اللعب لحساب ياولين إنما أخرب حظي أنا. هل يستحيل حقا أن يدنو المرء من مائدة القمار دون أن تسري إليه عدوى الإيمان بالخرافات فورا؟ ومن أجل أن أبدأ أخرجت خمسة فردريكات” ، أي خمسين فلورينا، فوضعتها على رقم مزدوج. ودارت الدائرة، فربح الرقم 13

لقد خسرت إذن. فتألمت ألما شديدا؛ ورغبة مني في الخلاص من هذه الورطة وفي الانصراف، وضعت خمسة فردريكات أخرى على اللون الأحمر. فربح الأحمر. فوضعت الفردريكات العشرة… فربح الأحمر أيضا. فتركت المبلغ كله، فربح الأحمر مرة ثالثة. فتناولت أربعين فردريكا، فوضعت منها عشرينا على الأرقام الاثني عشر من الوسط، دون أن أعرف ما قد تعطيه هذه الأرقام عند الربح. فدفع لي المبلغ ثلاثة أضعاف. فجأة استحالت فردريكاتي العشرة إلى ثمانين.

لكنني شعرت عندئذ بإحساس غريب بلغت من العجز عن احتماله أنني قررت أن أخرج من المكان. خيل إلي أنني
لو كنت ألعب لنفسي لما لعبت على هذا النحو. ومع ذلك وضعت الثمانين فردريكا على رقم مزدوج. فربح الرقم أربعة»: فلقدت ثمانين فردريكا أيضا. فوضعت المائة والستين فردريكا في جيبي ومضيت باحثا عن باولين ألكسندروفنا. كانوا يتنزهون جميعا في الحديقة، فلم أرها إلا على العشاء. لم يكن الفرنسي هناك في هذه المرة، فاستطاع الجنرال أن يتمتع بكامل حريته. ورأى أن من الواجب أن ينبهني مرة أخرى إلى أنه لا يجب أن يراني على مائدة القمار، فهو يرى أنني إذا خسرت كثيرا أساء
ذلك إلى سمعته إساءة كبيرة. ثم أضاف يقول بلهجة فخمة: ـ

وإذا ربحت كثيرا، فإن هذا أيفا يسيء إلى سمعتي. طبعا ليس من أنت نفسك بأن. حقي أن أتحكم في أفعالك، ولكن يجب أن تقتنع ولم يكمل جملته بل تركها معلقة على عادته . فأجبته بلهجة جافة بأن ما أملكه من مال قليل جدا، وأنني إذن لن أخسر خسارة ظاهرة جدا، ولو لعبت. وحين صعدت إلى غرفتي أتيح لي أن أمد إلى باولين المبلغ الذي ربحته لها، وقلت إنني للن ألعب من أجلها بعد اليوم قط .

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!