قصص وروايات

رواية حكاوينا بتتلاقى

القصة ذات اللهجة المصرية “حكاوينا بتتلاقى”

بقلم/ نوال هاشم

حكاوينا بتتلاقى
صباح الخير
وزي بداية كل يوم …بصحي اصلي ركعتين الصبح واجهز وانزل للجامعه …
نزلت وزي العادة ان في عربية بتستناني انا وصحابي بتاخدنا كل يوم للجامعه وكان مكاني معروف بين كراسي العربية ..عمري في يوم ماقعدت مكان حد ولا حد قعد مكاني …اصل انا بحب القعدة جنب الشباك اوي …بحب اراقب الطريق وهو بيجري من تحت عجلات العربية ….

الفترة دي فيها حاجة غريبة جدا …
مفيش حد بيكلمني ولا في البيت ولا حتي الجامعه …بس بحاول أتجاهل الموضوع دا ….قررت اواجه صحابي انهاردة واكلمهم افهم انا مزعلاهم في أي واي سبب بعدهم ..

خلصنا محاضرات النص الاول من اليوم في الجامعه …
في وسط زحمه خروج الطلاب …شفتهم غيروا المكان ال كنا بنروح فيه كل مرة نتغدا بعد المحاضرات …
دول راحوا قعدوا في الجنينة …روحت قعدت وسطيهم….
هو تقريبا محدش بصلي اصلا او لاحظ وجودي بينهم …

بس كان كل كلامهم عليا …(وردة كانت بتحب القعدة هنا دايما …هنروح ليها يوم الاجازة …اكيد لازم نزورها …)
واقرب واحدة فيهم آية قالت:هنجبلها ورد ازرق وابيض كانت بتحبهم جدا …
انا حسيتهم بيهزروا وعاملين مقلب انهم عشان زعلانين مني …عاملين انهم مش شايفني …. عليت صوتي وقولت
ياابنات طب هاتولي شاورما كتيير بقي وبضحك …
وهما برضه لسه مصممين انهم مش شايفني …

انا اتضايقت عشان اتمادوا في المقلب البايخ دا …وقومت مشيت ع ان حد فيهم يناديلي او ييجوا يصالحوني ….
بس للاسف مشيت شويه ولما اتأكدت ان محدش اهتم لمشيي …بصيت عليهم من بعيد لاقتهم قاموا مشيوا ف عكس اتجاهي …
طب هما رايحين فين …هما مش هيكملوا المحاضرات …
فكرت ارن ع حد فيهم بس للاسف طلعت ناسيه الموبيل في البيت …

رجعت مبني الكلية تاني ..عندي سكشن وتقريبا في امتحان شفوي انهاردة …
دخلت السكشن …وراجعت ع معظم الحاجات اللي دكتور المادة شرحها …وجه دوري في رقم الكشف بس لاقيته عدي الرقم من غير ماينادي اسمي …فبسأل واحدة زميلتي بقولها هو مناداش عليا ليه …طلع دورها والدكتور بيسألها ….

سكت واستنيت الدكتور يخلص الكشف عشان اروحله واسأله يمكن مخدش باله …
دكتور …لوسمحت الظاهر حضرتك نسيت تنادي اسمي في الامتحان …يادكتور ……قفل مكتبه ومشي …وتجاهلني بشكل كامل ولا كأني واقفة …

كميه التجاهل ال لاقتها في يوم كامل دي …كسرت قلبي …
وفي عز مانا واقفة استوعب الامر …لاقيت باب دموعي اتفتح ولا كأنه مقفول عافية لسنين ….

خلاص انا هروح البيت …..

ماما …ماما
انا جيت …معلشي جهزي الغدا عشان مأكلتش لقمه انهاردة …

شاهد:رواية فتاة الأبلق

لاقيت الاكل جاهز …اخيرا حد سمع كلمتي ….قعدت ومستنية ماما وبابا ييجوا ياكلوا …
قومت اناديهم ….
فتحت باب اوضتهم …اي مش هتاكلوا معايا …سبقتوني ولا اي …
انتي بتعيطي ليه ي ماما …انت زعلتها ي بابا ….
ماتردوا في اي …
بصت ماما ل بابا …وقالت لازم نقوم نقعد ناكل…احنا كل مرة كنا بنستني وردة عشان ناكل سوا ….

قاموا طلعوا وانا واقفة …بفكر انا عملت اي غلط عشان كل الناس تتجاهلني كده ….

طلعت اجري وراهم ….ماما ياحبيبتي انا زعلتكم في اي …طب عشان خاطري ردي …انا والله مش عارفه انا زعلتكم في اي ….دول حتي اصحابي والسواق والدكتور …محدش بيكلمني ولا بيرد عليا ….
بابا ونبي قولي انت طب قول لماما ترد عليا ..
.
.خلص اليوم بأنهياري …اتجهت ل باب اوضتي عشان احاول افتكر انا عملت اي عشان يقلب الدنيا حواليا كده …
انتوا قافلين باب الأوضة كده ليه…ماما هاتي مفتاح الاوضه كده …هي مردتش بس لاقيت المفتاح جنبها ع المخدة …
فتحت الاوضه …
اي دا هي الاوضه وكأنها مهجورة من سنين ليه …
هي صوري مالية الاوضه كده ليه .
..ايه …ايه دا …انتوا حاطين شريطة سودة ع صوري ليه … هو ان مت يعني عشان تعملوا كده ….

رجعت لماما تاني لاقتها بتلبس هي وبابا وشكلهم نازلين …

رغم تجاهلهم ليا وتظاهرهم انهم مش شايفني …استخبيت لغاية مانزلوا ونزلت وراهم ….
ركبت معاهم العربية وهما برضه مازالوا يتظاهروا بأنهم مش شايفني …
ألو ايوا ياأية انتوا وصلتوا هناك …ايوا انا وابو وردة ع وشك الوصول اهو …ايوا ايوا جبنا كل حاجة اتفقنا عليها …لا لا منستش حاجة …
ماما بتكلم آية صاحبتي …
خلاص فهمت …هما شكلهم بيعملوا كده عشان اكيد جايبين عريس زي العادة وعاوزين اروح اشوفه ….اصل انا دايما برفضهم قبل ماشوفهم ….

ضحكت …اي ياماما هتجوزوني بالعافية …ماشي ياست الكل …انا جاية معاكم اهو وهشوفه ….استريحت جدا لما حسيت اني عرفت السبب …بس كان الموضوع دا يستاهل كل التجاهل والوجع دا ….يلا المهم ان قلبي استريح …
وصلنا بس اي المكان الغريب دا …انتوا جايبيني المقابر اشوف العريس هنا ولا اي ….بضحك يكونش غفير المقابر هنا …انتوا برضه مازلتوا متجاهلني ….
دخلنا …
آيه ..بت ي آيه شوفتي ماما وبابا عاملين فيا اي هههه…
اي دا هما كل البنات هنا ليه …انتوا بتعيطوا ليه …مين مات يابنتي …ياساتر ياارب ..قبر مين دا ال انتوا قاعدين ادامه ….وسعوا كده

[ ] وقعت عيني ع اسم القبر ولاقيت
” وردة حسن احمد عبدالمطلب ”
يعني اي …انتوا كاتبين اسمي ليه هنا …
انا مموتش انا هنا بينكم ….انتوا مابتردوش لييه ….ياماما ياحبيبتي انا هنا …انتي مش حاسه بيا ….بابا انت شايفني صح …عنيك في عنيا طب قول لماما …عرف صحابي اني لسه عايشه ….
سمعت ماما …بعد تنهيدات كتيرة …حاطة ايدها ع باب القبر وبصوت واطي …ليه عملتي كده ياوردة …كلنا ياحبيبتي كنا بنحبك. ..عمرنا مانسناكي …ولا كنا بنتجاهلك ..كانت شويه مشاغل شغلتنا ع اعز مافي حياتنا وهو انتي يااروح قلبي. ..كده هونت عليكي تسيبيني لوحدي …طب لما ابوكي يزعلني …هنام في حضن مين دلوقتي …ليييه كده يااوردة سبتيني ….

فهمت دلوقتي كل حاجة …..
انا فعلا ميته ومن ٧سنين ….بس بعد الموت اتمنيت انهم يتلفتوا ليا ويحسوا بوجودي …وفعلا دا ال حصل ….كلهم اتلموا حواليا
…ولاقيت لمكاني وجود بينهم ……انا وردة حسن احمد عبد المطلب ….او المرحومه ….

المرة دي كلهم مشيوا …بس ممشتش معاهم …فضلت في مكاني الحقيقي الاخير …في قبري ….وهستني زيارتهم ليا كل جمعه من كل اسبوع …ابقوا زوروني انتو كمان ….
ومتسبوش حد بينكم يحس بالوحده …دا مش مجرد مرض نفسي …دا
مرض ميقلش عن السرطان ….بياكل في القلب كل ثانية …وان فارق صاحبه في يوم بياخد روحه معاه …مبيفضلش غير مجرد جسم رايح. .جاي بينكم …في هزاركم روحوا هاتوا ال قاعد لوحده …دا نفسه يكون بينكم بس خايف يكون تقيل عليكم …

ايوا وكلموا ال ساكت طول الوقت …دا محتاج ال يقوموا من مكانه اصلا …متنسوش بعض بعد الموت …احنا بنفضل نيجي ليكم وبنقابلكم في اماكنا المفضلة ايام ماكنا وسطكم ….لسه بنضحك عليكم وانتوا بتهزروا …بنبقي وسطيكم لسه …بس احنا بس ال شايفينكم ……افتكرونا ومتنسوناش …زي مانسيتوا وجودنا واحنا عايشين بينكم …تدم لكم الحياة دون اوجاع

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!