قصص وروايات

ضحية أخرى قصة رومانسية حزينة

قصة ضحية أخرى قصة حزينة لكل عشاق القصص الرومانسية الحزينة كاملة الأحداث بقلم/ شهد كمال

ضحية أخرى

-إني رحلت إلى عينيكِ أطلبها
ابتسمت لين بمرح وأكملت: إمّا المَمَات وإمّا العود منتصراً
اتسعت ابتسامة آدم وأكمل: كُلُّ القصايد من عينيكِ أقتبسها
ارتفع إحدى حاجبيْ لين وأردفت:منذ متى وأنتَ تحفظ الشعر يا آدم
رفع آدم كَتِفيه وأنزلهما وتمتم بخجل: أتُريدين الصدق..لمْ أحفظ إلا هذه الأبيات
عادت لين برأسها إلى الخلف وقالت:كُنت أعلم،فلا قوةَ لكَ بِحفظ ما أحفظه،فأنتَ ضعيف
ارتسمت ملامح الغيظ على وجه آدم وقال: تركتُ لكِ الحِفظ والكِتابة عزيزتي،فأنتِ لا تجنينَ منهُما شيئاً،فأنتِ إذاً كالحِمار الذي يحمل فوق ظهره كُتباً لا يعلم قيمتها وما إن أتمّ جُملته حتى انفجر ضاحكاً مِن ملامح الغيظ التي ارتسمت على وجهها
أدارت لين وجهها وتظاهرت بالغضب منه
-ما هذا! كنتُ أمزح معكِ ليس إلّا ضحية أخرى
لم تُجبه لين فاقترب منها قائلاً: أعتذر منكِ يا لين هيّا ابتسمي الآن
وقفت لين وقالت:إلى اللقاء يا آدم عَليّ الذهاب
التقط آدم كفيها بين يديه وقال:رجاءً لين سامحيني
وحينها لم تستطع لين أن تكتم ضِحكتها أكثر من ذلك فانفجرت ضاحكة ومِن ثَمّ أن وقعت على الأرض من إِثر ضَحِكاتها، فضحك آدم عليها وقال:هذه بتلك
ابتسمت لين وقالت بجدية: آدم
أردف آدم بمرح:ماذا، ومِن ثَمّ أن انفجرا ضاحكاً
أردفت لين بغيظ: مِمّا تضحك يا أبله
-آسف، ولكن انظري إلى نفسكِ كيف تتحدثين بتلكَ الجدية، صِدقاً تُشبهين البقرة الحلوب
انفجرا ضاحكين وأردفت لين: مهلاً أيها الأرنب الضاحك أريد أن أحادثكَ في أمرٍ مهم
-كما تُحبين ولكن بقرة وأرنب ألا يذكركِ بشيء
انتبهت لين لسؤاله وقالت: ماذا! لا أعتقد، بمَ يُفكرونك؟
ابتسمَ آدم وقال:بحديقة الحيوان
ضغطت لين على أسنانها بغيظ وقالت: آدم
-آسف، ماذا تُريدين.

شاهد: عاد لينتقم
تنهدت لين وقالت: استمع لي جيداً يا آدم، كان أبي ولا زال غير موافقاً على خطبتك لي
جحظتا أعين آدم ولم يلبث بِبِنت شِفة مِمّا أعطى لين شجاعةً أكبر لِتُكمل حديثها فأردفت بخفوت: صدقني يا آدم بالكاد ضغطت على أبي لِيُوافق على خِطبتنا
-إذاً..
-نعم!
-أكملي يا لين رجاءً ضحية أخرى
-لقد عاد ابن عمتي هيثم مِن الخارج
ابتسمَ آدم بسخرية وقال: دعيني أُكمل عنكِ.. وقد أصرّ أباكِ على زواجه منكِ
أردفت لين بخفوت مُطأطأةً الرأس: نعم.

قصة ضحية أخرى

ابتسمَ آدم بمرارة وقال: حسناً يا لين والتقط خاتَمُ خِطبتها من إصبعه ووضعه أمامها وقال بألم: إلى اللق.. أقصد وداعاً
رحل آدم تحت أنظار لين وبمجرد خروجه دلفت شقيقتها نور موبخةً لها قائلة: سامحكِ الله يا لين، إنه يحبكِ بشدة
أردفت لين وقد شعرت بوخزٍ في ضميرها فأردفت ببلاهة: وما ذنبي أنا، إنه أبي
-تكذبين يا لين
تأففت لين ومِن ثَمّ أن قالت: لا شأن لكِ نور وتابعت بحدة هيّا اذهبي إلى غرفتك
-كما تُريدين، تستطيعين أن تصمتيني ولكن لن تستطيعين أن تصمتي ضميرك
لين بصراخ: نور اصمتي
دلفت نور إلى غرفتها تاركةً لين وحيدةً بين أفكارها
أغمضت لين عيناها لتعود لِزمنٍ ليس بقصير، نعم منذ خمس سنوات كانا على وعدٍ بالزواج هيَ وهيثم ابن عمتها وقُرة عينها أو كما يطلقون عليه “حبيب الطفولة” ولكن حلّت بها الصاعقة فقد وجد صديق هيثم له عملاً بالولايات المتحدة الأمريكية حينها خيرته لين بينها وبين عمله ففضل عمله عليها _صِدقاً كانت أسوء فترات حياتها_ فقد دلفت إلى نوبة حادة من الإكتئاب وخاف عليها أباها فعرضها على صديقه _الذي يعمل طبيباً نفسياً_ وحينها أصرّ وبشدة أن يدخلها المصحة لكي تتعافى وتسترد صحتها وحينها تعرفت على آدم الذي كان يعود صديقه يومياً تطورت بينهما العلاقة حتى تقدم لخطبتها وحينئذٍ كان أباها معترض ولكنها أصرّت عليه فخطبها ولكن حدث ما لم يكن بالحُسبان فقد عاد هيثم، عاد الدواء فما نفع المسكن
وبعد مرور يومان طرق أحدٌ ما الباب
فتحت لين لتجد رجلاً ليس بصغير السن وليس بكبير فأردفت: ماذا
-هذا الخطاب بعثه لكِ السيد آدم عن طريقي ضحية أخرى
فغرت آدم فاهها بدهشة وقالت: آدم! حسناً، ومِن ثَمّ أن أغلقت الباب في وجهه سهواً ومزقت غطاء الخطاب بعجلة لتقرأ ما كُتب خصيصاً لها:
“عزيزتي لين أكتب إليكِ للمرةِ الأولى والأخيرة، تتذكرين حينما كنت أعود صديقي بالمصحة وتعرفت عليكِ، حينها سألت إحدى الممرضات عنكِ وعرفت كُل ما حدث لكِ حينئذٍ أشفقت عليكِ كثيراً وبمرور الأيام اعتقدتُ أنكِ كرهتيه أو بمعنى أدق لم يعد له بقلبكِ مكان ولكن أخطأت التقدير للأسف، أنا على علمٍ تام بأن والدُكِ لم يُرغمكِ على شيء.. للأسف أنتِ ما زلتِ تُحبينه رغم كل ما فعله بكِ وأنا لم أكُن سوى مِمحاة محت ظُلمه لكِ، على أيةِ حال شُكراً لكِ… صحيح آخر شيء إن كُنتِ تقرئين خِطابيَ الآن فهذا يعني أنني مِتُّ فلن أستطيع الحياة وأنتِ مع رجُلٍ غيري..لين! أنتِ كُنتِ حُلمي الأول والأخير”

تركت لين العنان لصرخاتها..!

انتهت قصة ضحية أخرى نتمني أن تنال إعجابكم زوارنا الكرام.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!