قصص وروايات

خواطر بلا خاطر كتاب خواطر مجمع

خواطر بلا خاطر كتاب خواطر مجمع بقلم خلود طارق إسماعيل، وَكَانَت آخَر سطوري فِي مذكرتي” لو كَان خيراً لَكَانَ هُوَ مِنْ أَبْحُر حَتَّى أَصْبَحَ الْأَفْضَلُ فِي الدُّنْيَا. “مِن أجلي ودموعها كَانَت بحرٌ فَمَن شدَّتها إذَا كَانَتْ ف وقتِ مطرٍ فَلَن تُشْعِر بقطرات الْمَطَر المبللة عَلَى ملابِسَها مِن شدّة دُمُوعَهَا عَلَى قَلْبِهَا سَرَحَت فِي الْمَاضِي.

خواطر بلا خاطر كتاب خواطر مجمع

سوف نذكر في السطور التالية جزء من خواطر بلا خاطر كتاب خواطر مجمع:

كَان يُلاحقها فِي كُلِّ مَكَان يَخْتَلِق الْإِعْذَارِ مِنْ أجلِ أَنْ يَنْظُرَ لعيناها وَلَو دَقِيقَةٌ. ف كَانَت تبتسم عَلَى استحياءٍ ، وخجلها يُفتَتن بِه ، كَانَ يَنْتَظِرُ خُرُوجِهَا كُلَّ يَوْمٍ فِي مَوْعِدُهَا مِن الْجَامِعَة حَتَّى يَخْتَلِق مَوْقِفٌ مِنْ الْعَدَمِ.

ف تبتسم، ف قَلْبِه يسعدُ مِنْ أَجْلِ اِبْتِسامَتَها الْبَسِيطَة، يَفْعَلَ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى يُرَى اِبْتِسَامَةٌ فَقَط تَظْهَرُ عَلَى مُحَيَّاهَا. مَعَ نَظَرة خَجِل تَجْعَلُه يَطِير إلَى السَّمَاءِ فرحاً بِهَذَا الْإِنْجَاز الَّذِي يَفْعَلُهُ كُلِّ صَبَاحٍ.

فَكَان يَبْدَأ يَوْمِه بنظرتها الْجَمِيلَة ، ويغادر بِهُدُوء مِنْ حَيْثُ أَتَى ، يحدثُ هَذَا عَلَى مدارِ خمسِ سنواتٍ ، كُلَّ يَوْمٍ يُحَدِّثُ السيناريو الْمُتَعَارَف عَلَيْهِ وَلَا يَتَغَيَّرُ. فَتَعَلَّقَت بِوُجُودِه ، فَالْمُدَّة كَانَتْ كَبِيرَةً بِشَكْل مُخِيف ، وَلَكِنْ لَا تَخْلُو مِنْ حديثٍ صَغِيرٌ ويغادروا ، حَتَّى جَاءَ أَكْثَرُ يَوْمٍ كَانَتْ تتمناه.

فَاقَت مِن شرودها عَلَى فَتْحِ مِقْبَس الْبَاب لِدُخُول أَبِيهَا يَطْمَئِنُّ عَلَيْهِ كَعَادَتِه مُنْذُ شَهْرٍ، فَأُغْلِقَت مذكراتها. وابتسمت لَه بتكّلف ظَاهِرٌ عَلَى وَجْهِهَا الْجَمِيل، و بِنَظَرِه تصّنع أَخْبَرَتْهُ أَنَّ حَالَهَا أَفْضَل مَادَام هُو بِجَانِبِهَا.

كَيْفَ حَالُك . . . ! من خواطر بلا خاطر كتاب خواطر مجمع

أتتذكرني. !
أَنَا مِنْ كُنْتُ تُشبّهني بِالْقَمَر فِي وَقْتِ ظُهُورِه، وَأَنَا مِنْ كُتِبَت لَهَا قَصَائِد بِعَدَد نُجُومِ السَّمَاءِ ، وَأَنَا مِنْ صَدَقْت وعودك الزائفة.

ذَهَبَت لمكاننا الْمُفَضَّل الْيَوْم وَتَذَكَّرَت مَا حَدَثَ بَيْننَا مِنْ وِصَالِ وَلَكِنْ لَمْ تذرف عَيْنَاي دَمْعُه وَلَم أَبْكِي عَلَى الْأَطْلَالِ كَمَا أَسْمَعُ هَذِه التفوهات مِنْ الشُّعَرَاءِ وَكَانَ هَذَا كُلُّهُ خُرَافَاتٌ لَمْ تَكُنْ حَقِيقَة.

كُنْت أتَخَيَّل حِينِهَا كَيْفَ لَوْ شَاعِرٌ يَبْكِي عَلَى مَحْبُوبَتَه و يتخيلها فِي أحلامه وَأَنَا مِنْ صَدَقْت كَلِمَاتِهِم وَلَمْ يُحْدِثْ مِنْهَا شَيْءٌ وَكَانَ اللَّهُ يُخْبِرَنِي أَنَّ الْحَيَاةَ لَا تَقِفُ عَلَى أَحَدٍ حَتَّى لَوْ كَانَ مِحْوَر حَدِيثَي يوماً فَهُو يُلْهِم الصَّبْر لِمَنْ يَثِقُ بِهِ تَمَامَ الثِّقَةِ أَنَّهُ لَوْ خُيِّرَ لبقى.

وَالْآن مَاذَا بَعْد! أَصْبَح يُومِئ يَخْلُو مِنْ الْمَاضِي وَأَصْبَحَت اُنْظُر لِلْمُسْتَقْبَل بِـ اِبْتِسَامَةٌ مُشْرِقَةٌ ليكافئني اللَّهُ بِشَيْءٍ أَكْبَرُ مِنْ أَحْلاَمِي. وَالْآن هَل مَا زِلْت تَنْتَظِر يوماً مُنَاسِبٌ لِتَعُود ! هَل الْمَاضِي يَعُود!

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!