قصص وروايات

رواية رجال كالأرانب ونساء كالطاووس

بقلم/ أسماء صلاح أبو خلف

رجال كالأرانب ونساء كالطاووس

أتعرف تلك الحكايات التي قُصت علينا ونحن صغار؟ ليخبروننا أن كل منا مميز بشكل ما؟ هل تتذكر قصة الطاووس والعندليب؟
يُحكى أن كان هناك طاووس جميل المظهر، بهي الطلة، كل من يراه يعجب بجماله ويمتدح ألوانه، كان فخورا جدا بنفسه، فرح بما وهبه الله من حسن مظهر، ولونٍ بديع، لكنه في يوم قرر الغناء! وكان صوته خشنا لم يعجب أحد فانتقده الكثير

فاغتم الطاووس وحزن، وغادر باكيا وأثناء سيره سمع العندليب يغني بصوت عذب جميل والكل يمدحه ويصفق له، فاشتد بكاؤه وتساءل لمَ لم يهبه الله صوتا جميلا كالعندليب؟! وأثناء سيره شاردا حزينا قابله عجوز سأله: لمَ الحزن؟ فأخبره عن سبب حزنه وكآبته فابتسم العجوز قائلا: أن الله سبحانه وتعالى وزع نعمه على مخلوقاته، وجعل لكل واحد موهبة خاصة به؛ فيجب ألا يطمع بما يملك غيره. وأضاف شارحا له ان المخلوقات معجبة به وتضرب الأمثال بجماله وألوانه، بينما العندليب لديه صوت جميل لكن لا يملك مظهر مثله.

يبدو أنك فهمت قصدي من وراء تلك الحكاية الطفولية، لذا لن أطيل عليك، بعض النساء تسعى جاهدة أن تكون كالرجال! تريد أن تمتلك قوة ليست بها؟! بل لا ترضى بما قدره الله لها، وتظن الله ظالما لها ولا تعلم أن الله لا يظلم عباده أبدا!

كدجاجة تحاول الطيران تشبهين وأنت تحاولين أن تكوني رجل، أعزنا الله نحن النساء بكل شيء حتى بضعفنا! ضعفنا الذي هو قوة! قوة تمكننا من تحمل الألم، ومشقة الحياة، ومُر التربية! ضعف لا يسنده سوى رجل حقيقي تسكنين إليه ويسكن إليك! ضعف لذيذ في حضرة أبيك أو أخيك أو زوجك، تدلل ناعم وعزة غالية من الله.

النساء ناقصات عقل

يضايق المرأة كثيرا حديث “النساء ناقصات عقل ودين” ويأخذه بعض الرجال كسب للنساء؟! وهل كان رسولنا الكريم ليسب نساء المسلمين!؟ أبدا والله ما كان أشرف الخلق ليفعلها.
نحن ناقصات عقل، تمتلكنا العاطفة وتحركنا، عاطفتنا أكبر من رجاحة عقلنا، حتى أنها تسيطر عليه لذا وُجد الرجل ليكمل هذا النقص ليس ليستغله! قولي رضيتُ يا أمة الله فأنت مميزة! لقد ميز الله الرجل عن المرأة بقوة العقل، وميزنا بالعاطفة

لقد أعطاك الله عاطفة لم يعطيها للرجال، عاطفة نحتاجها لنتحمل ألم عظيم كالولادة، وصبر شديد للاعتناء بالأبناء، بل بالرجل نفسه، يحتاج الرجل لعاطفتك تلك، لا يكتمل إلا بها، فلا تقللي من قوة عاطفتك، وضعفك لأنوثتك! أنتِ النصف الرقيق الجميل الذي يحتاجه الرجل، كأم كنتِ أو زوجة، كأبنة أنتِ أو أخت لا تستقيم الحياة إلا بك.

شاهد:رواية نجوم الظهيرة بقلم علي نمر

رجال كالأرانب

ألا يشبه بعض الرجال الأرنب؟ تذكر معي قصة الأرنب والسلحفاة، كان هناك أرنب يتفاخر بنفسه وسرعته، وفي إحدى المرات التي كان يتباهى بها بغرور، تحدته سلحفاة أن تسبقه، فضحك الأرنب وسخر منها من يصدق أن سلحفاة بطيئة قد تهزم الأرنب السريع؟
وحدث كما هو متوقع تقدم الأرنب في السباق، ولكن لم تيأس السلحفاة وظلت تجاريه ببطء محاولة اللحاق به، فتوقف الأرنب ساخرا منها، واثقا من نفسه يستريح! حتى تقدمت عليه السلحفاة وانتهى السباق بفوزها.

الرجل الذي لا يتحمل مسؤوليته ويغرقه الغرور بقوامته يشبه ذلك الأرنب!
الآن يستريح الرجل بمنزله، بينما تخرج النساء للعمل، وتجد الواحد منهم لا يعيبه شيء مفتخر بنفسه! متباه بزعم قوامته! أو تجده يهين المرأة ويحقرها ويقلل شأنها!
فماذا تفعل المرأة حين يختفي الرجال من حولها، تكون هي الرجل والمرأة في المنزل، تشبه السلحفاة البطيئة التي فازت على الأرنب بينما هو يلهو، تسبقه هي في ميدانه، وتحمل عنه مسؤولياته! لكن ما لا يدركه البعض حجم الجهد الذي بذلته السلحفاة لتلحق بالرجل الأرنب.
المرأة حين تأخذ مكان الرجل تعيش دور ليس لها، يجعلها مشتتة، غريبة عن نفسها، ضائعة بين أنوثتها والحمل الذي يثقل كاهلها.

حرب القوامة بين الرجل والمرأة

يقول الله عز وجل ” : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ…… )(النساء:34)

هذه الآية تمثل مشكلة عند بعض النساء! وتحدي وفخر لبعض الرجال.
ومن لديه مشكلة معها إما رجل كالأرنب يعميه الغرور، أو أنثى كالطاووس لا ترضى بما قسمه الله لها!.

فضل الله الرجل عن المرأة كونه أقوى عقلا وأحسن تدبيرا، قوام عليها، يقوم بإرشادها ورعايتها وحمايتها والدفاع عنها، وبما ينفقه عليها، لذا لو ترك الرجل النفقة سُلب القوامة.
وكون الرجل أعقل من المرأة وأحسن تدبيرا؛ هو أمر على سبيل الإجمال، فهناك من النساء من هن أفضل من الرجال وأشد ذكاء، ولكن أحكام الشرع مبنية على الغالب.

لا حرب بين الرجل والمرأة، ولا فضل لأحد على الآخر، كلنا عباد لله وخلقه، والله ينظر لأعمالنا، وقلوبنا، فاتركوا عنا هذا النزاع الذي لا طائل منه.

لقد خلق الله آدم وأسكنه الجنة؛ التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ومع ذلك شعر آدم بالوحدة! احتاج لرفقة تؤنسه تشاركه حياته في الجنة، فخلق الله له حواء من ضلعه، فلا حواء دون آدم، وآدم ناقص بلا حواء! ..

أسماء صلاح أبو خلف

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!